في العمق
أعقل العقلاء
| عائشة عبدالمجيد العوضي |
1 يناير 1970
09:03 م
أوضح صور الجزاء من جنس العمل تتجسد في علاقة الأبناء بآبائهم بِرّاً أو عقوقاً على حدٍّ سواء.
أسترسل اليوم في الكتابة حول موضوعٍ معلوم من حيث المفهوم إلا أنه مجهولٌ أو شبه مجهول لدى البعض من حيث المهارة والتطبيق، إنما كتبته للتذكير ولا ضير في ذلك فجميعنا في زمن المشاغل وازدحام المهام نحتاج أن يُدَق ناقوس التذكير بين الفينة والأخرى منبهاً إيّانا بأدوارٍ أساسية في حياتنا أحدها بل على رأسها البر.
إن من أضمن السبل الموصلة لمستقبل زاهر يكلله التوفيق في شتى الجوانب رضا الوالدين، إنه المكسب الحقيقي في هذه الحياة الذي يمهّد لحاضر أكثر راحة ومستقبل أكثر إشراقاً، الجهود المبذولة ضمن هذا المسلك لا تضيع أبداً تلمس ثمرتها في دنياك وآخرتك، فأي وسيلة بِر صغُرَت بدءاً بابتسامة وكلمة أو كَبُرَت إلى الحد الذي تصوره لك مخيلتك في البِر، كل هذه إن كانت لله خالصة فهي لا شك لن تكون هباءً منثوراً، فلا نخطئ حين نقول إن من أعقل العقلاء ذاك الذي يخصص أوقاتاً يقتطعها من يومه أو أسبوعه لممارسة البر ،وذلك بحسب حاجة الوالدين وحالتهما الصحية وأنماط شخصيتهما دون ترك الأمر للصدفة وأوقات الفراغ، في زمنٍ كهذا شاع أمر وضع الأهداف وتحديد الأولويات ووضع الخطط المناسبة لتحقيقها ، فلنجعل من ممارسة بر الوالدين خطة نكافئ أنفسنا على إنجازها ونحاسبها على التقصير.
من ناحية أخرى أوجه كلامي للآباء والأمهات، لكم أقول: أرخوا حبال البر لأبنائكم لا تتظاهروا -عن رضا- بعدم احتياجكم رغبةً منكم بتوفير وقت وجهد أبنائكم! نعم.. لا تأخذكم الرحمة بحال أبنائكم فتركنوا إلى تحريرهم من أعباء البر فيخسرون! ولنا نحن الأبناء أقول: فلنصر على البر إلى أبعد حدود الإصرار مهما عبّرت الأم عن رضاها واكتفائها ومهما أعرب الأب عن أننا فعلنا الكثير من أجله، فلنعلم أن داخلهما صوت آخر ينادي بأن استمروا بالعطاء ولا تتوقفوا.
A.alawadhi-85@hotmail.com