الكوريون وصلوا إلى الكويت: «جال جيني سويو؟»
| كتب صادق الشايع |
1 يناير 1970
12:33 ص
ست زيارات قام بها الكوريون الجنوبيون الى الكويت، في كل منها قصة مختلفة وحدث مميز.
وهم شهدوا «التغيّر» في الكويت من «حال» إلى «حال».
جاؤوا في بداية الثمانينات، وفي منتصفها، عندما كانت الرياضة الكويتية في أوجها وكرتها في القمة، وحضروا بعدها بـ 20 عاماً ليجدوا الكويت وقد تغيرت ورياضتها لم تعد كما كانت.
وها هم اليوم يحطون رحالهم فيها والوضع الرياضي والكروي من سيئ الى أسوأ، والكرة التي كانت متربعة على قمة آسيا تدحرجت حتى السفح وربما ستسقط في «الوادي السحيق» منتصف الشهر الجاري.
أولى زيارات «محاربي التايغوك» الى الكويت تمت في العام 1980 أملاً في استعادة لقب كأس أمم آسيا التي فقدوها في النسخ الثلاث السابقة لمصلحة الإيرانيين.
خاضوا منافسات المجموعة الأولى وتصدروها بجدارة بعد أن هزموا اصحاب الارض بثلاثية نظيفة قبل ان يتجاوزوا ابناء عمومتهم الشماليين في الدور نصف النهائي ويبلغون النهائي ويدنون من الكأس المفقودة.
في النهائي، كان عليهم أن يواجهوا مضيفيهم مجدداً، وأن يؤكدوا تفوقهم عليهم، غير أن ما حدث كان العكس تماماً، فـ«الازرق» هو من ضرب بقوة سعياً للثأر ورد الاعتبار وتحقيق اللقب القاري الاول له ولعرب آسيا.
هدف مبكر للقائد سعد الحوطي وآخر قبل نهاية الشوط الاول بقدم فيصل الدخيل وبمجهود فردي من جاسم يعقوب الذي عاد في الشوط الثاني ليبصم على ثلاثية الثأر والتتويج بهدف صنعه للدخيل بطريقة مشابهة.
وحتى يكتمل رد الاعتبار، ظهر الحارس جاسم بهمن في الصورة متصدياً لركلة جزاء للكوريين سددها نجمهم لي غانغ جو.
من سبتمبر 1980 وحتى إبريل 1981، بحث الكوريون عن السبيل للتغلب على «الازرق» الذي سيحلون ضيوفاً عليه في التصفيات الأولية المؤهلة لمونديال اسبانيا 1982.
وبعد ان شق كل من الفريقين طريقه بنجاح متجاوزاً تايلند وماليزيا الضعيفتين، كان لزاما عليهما ان يفكا الاشتباك على الصدارة في مواجهة حاسمة شهدها استاد محمد الحمد بحضور رفيع المستوى تقدمه ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله.
وعلى غرار النهائي الاسيوي، صدم «الأزرق» غريمه الكوري مبكراً بقذيفة «يمينية» لعبدالعزيز العنبري «اليساري» قبل ان يضاعف الفارق الشاب ناصر الغانم بهدف ثان بصناعة معتادة من مرعب الكوريين جاسم يعقوب، ليطلق المعلق الكبير خالد الحربان صيحته الشهيرة: «كوريا تروح كوريا.. الكويت تروح اسبانيا»
... وبالفعل تابع «الازرق» مسيرته الناجحة في التصفيات النهائية وصولاً الى المونديال.
عاد الكوريون ليزوروا الكويت مطلع العام 1985 لخوض لقاء ودي ضمن استعدادات الفريقين لتصفيات كأس العالم في المكسيك 1986، وكسب الكويتيون المواجهة بهدف وحيد للمدافع جمال يعقوب.
عشرون عاماً مضت قبل ان تطأ أقدام الكوريين أرض الديرة مجدداً، «محاربو التايغوك» عادوا في العام 2005 لمواجهة «الأزرق» في التصفيات النهائية لكأس العالم ضمن مجموعة ضمتهما الى جانب السعودية واوزبكستان.
لم يتأثروا بأجواء يونيو الحارة، ولم يشفع لـ«الازرق» قرار الاتحاد بإقالة المدرب الصربي بوب سلوبودان وتعيين الوطني محمد إبراهيم فسقط برباعية نظيفة كرست الفوارق الكبيرة بين المنتخبين وأكدت أن الكرة الكويتية مقبلة على مستقبل مظلم.
آخر زيارة كورية كانت في سبتمبر 2011 لخوض مواجهة لحساب تصفيات كأس العالم 2014 في البرازيل.
كانت طموحات «الازرق» كبيرة بعد التغلب على الإمارات على ارضها وقد خاض المباراة من دون مركب نقص أمام ممثل آسيا الدائم في المونديال.
انتهى اللقاء بهدف لحسين فاضل ومثله لبارك تشو يونغ ولكنه كان تعادلاً «غير عادل» بالنسبة لـ«الأزرق» الذي حرمه الحكم الإيراني محسن تركي من ضربة جزاء في الدقائق الأخيرة كانت كفيلة بترجيح كفته وربما تغيير مساره في التصفيات التي ودعها بطريقة دراماتيكية.
الليلة الماضية حطت طائرة المنتخب الكوري الجنوبي على أرض مطار الكويت.
الكوريون الودودون اعتادوا على مبادرة من يلتقونهم بعبارة «جال جيني سويو» وتعني بالعربية: كيف حالكم؟
ترى؟ كيف هو حال الرياضة الكويتية وكرتها اليوم؟ وكيف ستكون في 15 من الشهر الجاري؟