ثلاثة مسلسلات رسمت خطواتها الأولى على «طريق الشهرة»
بسمة ياسر لـ «الراي»: أوافق على الإغراء ... بلا «خدش للحياء»!
| القاهرة ـ من سالي أشرف |
1 يناير 1970
06:42 م
• صبغتُ شعري 7 ألوان في «قط وفأر» وقصّرته في «حارة اليهود» و«طريقي»
• زوجي يساندني في عملي... ويشاركني في بروفاتي المنزلية
• أُمثِّل منذ 10 أعوام... ولم أبدأ طريق الشهرة سوى الآن
• هناك ممثلون شباب يعانون بحثاً عن فرصة... ولا يزالون ينتظرون
• «حارة اليهود» لا يهدف إلى «التطبيع»... بل يُظهر التسامح بين الديانات
عشرة أعوام على طريق الفن... ولم تزل في «سنة أولى شهرة»!
إنها الفنانة المصرية بسمة ياسر التي أطلت على الجمهور في رمضان الماضي، من خلال عملين كبيرين متوازيين هما «طريقي» مع شيرين عبدالوهاب و«حارة اليهود» مع منة شلبي، لتبدأ - الآن فقط - خطواتها الأولى باتجاه الضوء (وفقاً لرأيها)!
«الراي» تحدثت مع الممثلة الشابة بسمة ياسر التي تقول: «أوافق على تقديم الإغراء»، قبل أن تستدرك سريعاً: «بشرط ألا يكون خادشاً للحياء»، موضحةً أنها تضع فارقاً «بين الإغراء الذي تعتبره فناً، والعري الذي يسيء إلى الذوق العام، ولا يحترم المتلقي»!
ياسر التي تغمرها السعادة بمسلسليها الرمضانيين، إلى جانب مسلسل «استيفا» الذي مثلت فيه حلقةً واحدة، ترى «أن هناك ممثلين شباباً كثيرين يسعون في البحث عن دور، وأنهم ينتظرون طويلاً من أجل الحصول على فرصة»!
ومتمنية أن تجسد أدواراً متنوعة وجديدة تختلف عن ما جسدته من قبل.
بسمة ياسر تفخر بأن زوجها يساندها في اشتغالها بالفن، بل ويشاركها في البروفات التي تُجريها في المنزل على أدوارها، مبينةً أنها تختار أدوارها بعناية حتى لا تؤدي مشهداً يخجل منه زوجها أو والدها، وهي في حوارها مع «الراي» لامست نقاطاً عدة عن حياتها الشخصية وعلاقتها بمسيرتها الفنية، وطموحها إلى بريق الشهرة... والتفاصيل في السطور التالية:
• حدثينا أولاً عن بدايتك الفنية؟ ـ بدايتي كانت على مسرح الدولة سنة 2005، عندما شاركت في مسرحية «رجل القلعة»، التي عُرضت في ذلك الوقت على خشبة المسرح القومي، ثم شاركت في مسلسل «يا عدوي»، وهذا العمل ينتمي إلى نوعية «المنيو دراما»،وشاركتُ بعد ذلك مع العملاق حسين فهمي في مسلسل «بابا نور»، وكان هذا المسلسل خطوة مهمة في حياتي الفنية، لأنني تعلمت منه الكثير، لكن بدايتي الحقيقية ومعرفة الجمهور بي، بدأت من مسلسل «زي الورد» مع يوسف الشريف، ثم مسلسل «خطوات الشيطان» مع «معز مسعود»، إلى أن شاركت هذا العام في 3 مسلسلات دفعة واحدة، وهي «حارة اليهود» مع منة شلبي و«طريقي» مع شيرين عبدالوهاب، ثم «استيفا» مع عباس أبوالحسن، والأخير شاركت في حلقة واحدة منه.
• وكيف جاء ترشيحك إلى تلك الأدوار؟ ـ في البداية تلقيت اتصالاً من المخرج الشاب ماندو العدل، الذي شاهدني في مسلسل «زي الورد» وطلب مني المشاركة معه في مسلسل «حارة اليهود» بشخصية «فاطمة»، وهي الشقيقة الصغرى للضابط «علي»، الذي جسّد دوره الفنان الأردني إياد نصار، وهي شخصية تبدو من الشخصيات الشقية المرحة التي تبحث طوال الوقت عن تحقيق ذاتها من خلال دراستها، غير أنها تقع في حب شاب في الحارة ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وتهرب منه بعدما رفضت أسرتها زواجها منه.
• وماذا عن مسلسل «طريقي» مع شيرين عبدالوهاب؟ ـ اختارني المخرج محمد شاكر، الذي شاركت معه في «خطوات الشيطان»، وهي فتاة حالمة من أسرة غنية رومانسية لأبعد الحدود وتقع في غرام ابن خالتها الذي يحب أخرى فينكسر قلبها وتقرر الزواج بالطريقة التقليدية وتهاجر إلى أميركا.
• وماذا عن مسلسل «استيفا»؟ ـ رشحني إليه عباس أبوالحسن بطل العمل، غير أن الوضع مختلف، خصوصا أن نمط المسلسل يميل إلى الإثارة والغموض من خلال جرائم قتل يجري التحقيق فيها، فكانت الشخصية مثيرة وغامضة لطبيعة الأحداث.
• مسلسل «حارة اليهود» واجه عدداً كبيراً من الانتقادات التي وصلت إلى حد أن المسلسل يشجع على التطبيع... كيف ترين ذلك؟ ـ لم أتخوف من ذلك، خصوصاً أنني قرأتُ السيناريو، وأعذر من هاجم المسلسل لأنه في ذلك الوقت كان يجهل الأحداث التي ستحصل في ثنايا المسلسل، فالقلق كان وليد تلك اللحظة. بالإضافة إلى أن وطنية السيناريست الدكتور مدحت العدل لا يمكن أن يمسها أحد، فهو ينقل وجهة نظر مختلفة وواقعاً عاشته مصر خلال فترة الخمسينيات من خلال حارة اليهود التي عاشت فيها الديانات السماوية الثلاث، وكيف كان الجميع يعيشون معاً كمصريين. غير أن المسلسل نقل أحداث الفتنة التي حدثت في تلك الفترة، وكيف تتم التفرقة بين المسلم والإخوان المسلمين وبين اليهودي والصهيوني، وكيف كانت هناك مفارقة بين هذا وذاك.
• وكيف ترين محاولات البعض اللعب على أن هناك فارقاً بين الديانات السماوية الثلاث؟ ـ بالطبع لا، فكل أصحاب الديانات السماوية هم «أهل الكتاب»، وجميعنا مؤمنون بالله سبحانه وتعالى، وعلينا أن نحاسب الشخص حسب تصرفاته وأفعاله وليس على حسب دينه، فعلينا أن نتذكر ما فعله الإخوان في مصر طوال عام حكمهم، ومع ذلك فهم مسلمون، وهذه هي الرسالة التي يقدمها المسلسل.
• الحقبة التاريخية بين مسلسل «طريقي» و«حارة اليهود» متقاربة جدّا... كيف استطعتِ أن تغيري من «النيو اللوك» الخاص بالشخصيتين؟ ـ أنا محظوظة لأن «مونيا» فتح الباب الخاصة باستايلست مسلسل «حارة اليهود» كانت أيضا معي في مسلسل «طريقي»، وكانت تساعدني كثيرا في تغيير تصفيفة شعري وارتداء الملابس المناسبة. ولا يمكن أن ننسى أن دوري في «حارة اليهود» طالبة، بينما في «طريقي» امرأة ناضجة ومتزوجة، فكنا نلعب على ذلك من خلال الماكياج وتغيير تصفيفة الشعر. بالإضافة إلى أنه منذ بدء التصوير في المسلسلين كان شعري طويلاً، وكان به عدد كبير من الألوان، وذلك بسبب دوري في الفيلم السينمائي «قط وفأر» وبعد ذلك قررت مع «مونيا» قص شعري حتى صار قصيراً، كما شهدناه في المسلسل.
• وهل أنت من الشخصيات التي من الممكن أن تندفع لقص شعرها بسبب دور تمثيلي؟ ـ بالطبع نعم، فأنا ممثلة ولا بد أن أجسد الدور بالشكل الذي يناسبه حتى لو غيرتُ «النيو لوك» الخاص بي، وأكبر دليل على ذلك أنني قمت بصبغ شعري 7 ألوان تبدو غريبة، مثل الأصفر والأزرق والأحمر والأخضر، وهذا عبارة عن خصل مجمعة بسبب فيلم «قط وفأر».
• هل أنتِ من الممثلات اللاتي يضعن أنفسهن في قالب معين؟
- بالتأكيد لا، فأنا ظهرتُ في عدد من الأعمال بدور الفتاة الهادئة، لكنني أرغب في تجسيد الأدوار الشائكة والمثيرة التي تُحدث جدلاً. فأنا لا أحب أن يكون شكلي البريء هو الذي يحدد أدواري، ويجعل أدواري ذات قالب واحد، وهذا ما دفعني إلى المشاركة في مسلسل «استيفا».
• كيف ترين مستقبل الوجوه الشابة وسط هذا الحشد من المسلسلات؟
ـ بالتأكيد، الوجوه الشابة تواجه صعوبات وتحديات كبيرة حتى تظهر وتصبح تحت الضوء. فأنا على سبيل المثال، مشواري الفني بدأ منذ 10 سنوات وتحقق حلمي هذا العام في أن أجسّد أدواراً مؤثرة وذات مساحة كبيرة، ولكن هناك مواهب شابة لاتزال تحتاج إلى الفرصة كي تثبت أنها مواهب قديرة وتستحق أن تأخذ فرصة، كما أن الذين يرون أن الوجوه تأتي بضربة حظ، هؤلاء على خطأ، وكلامهم ليس صحيحاً، خصوصاً أن البعض يعاني ويبحث كثيراً وينتظر أكثر حتى يحصل على الفرصة. والأعمال الدرامية التي زادت بكثير أعطت هذه المواهب الشابة فرصة أكبر للظهور من خلال أدوار، حتى ولو ذات مشهد واحد، على أن يكون مؤثراً للغاية ويجعل المخرجين ينظرون إليه نظرة مختلفة.
• وماذا عن السينما؟
ـ بالتأكيد أرغب في أن أقدِّم أعمالا سينمائية جادة، غير أنني أبحث عن عمل بقيمة وقدر «قط وفأر»، خصوصاً أنني أرفض التنازل بأي شيء بعيداً عن أخلاقي ومبادئي من أجل الظهور، وأكبر دليل على ذلك أن مشواري قطع 10 سنوات ولا أزال في البداية.
• هل ترفضين مشاهد الإغراء؟
ـ علينا أن نفرّق بين الإغراء والعري، فنحن نريد أن نقدم أعمالاً فنية حقيقية، ولها قيمة وتحترم عادات وتقاليد الأسرة المصرية وعدم خدش الحياء. وبالفعل، هذا حدث في «حارة اليهود» بعد أن جسدت هالة صدقي دور صاحبة بيت دعارة وجسدته بمنتهى الحرفية، ولم تعتمد على الإثارة واعتمدت على الضحكة المشهورة المغرية التي جاءت من الموروثات القديمة. فأنا أرى أن هناك أسلوباً جديداً، وهو أن تقدم كل شيء، ولكن بأسلوب يحترم عقلية المشاهد، كما أنني لا أرغب في تجسيد أدوار تخجل منها أسرتي، مثل والدي وزوجي، حين يشاهدانها خصوصا أنني آخذ رأيهما في أدواري، وبالأخص زوجي الذي يساندني في أعمالي، ويشاركني في البروفات التي أقوم بها في المنزل، فالإغراء يكون فناً بشرط ألا يخدش الحياء والذوق العام.