الإخوة ... الأعداء

1 يناير 1970 08:27 م
في يناير 1990 وفي خضم استعداداته لاستضافة كأس الخليج العاشرة، كلف الاتحاد الكويتي لكرة القدم البرازيلي لويس فيليب سكولاري بقيادة «الأزرق» خلفاً لمواطنه أوتاسيليو الذي أرسل الفريق تحت قيادته إشارات غير مطمئنة عن قدرته على استعادة اللقب.

كان من بين «المجموعة القدساوية» التي ضمها المدرب البرازيلي للأزرق قبل خليجي 10 محمد إبراهيم وراشد بديح فلم يخيبا ظنه بهما وساهما بصورة مباشرة في إحراز الأزرق للقب السابع في الجولة قبل الأخيرة للدورة وتحديداً أمام قطر.

أمام القطريين، كان بديح وإبراهيم ورقتي سكولاري الرابحتين حيث سجل الأول هدفاً ولا أروع برأسه، فيما لعب الثاني دوره المعتاد كمهاجم قناص مستغلاً خطأ الحارس القطري الشهير يونس أحمد، ليودع الكرة فى الشباك، ولتنتهي المباراة بفوز الكويت بهدفي بديح وإبراهيم وتتوج بالكأس.

ابراهيم وبديح وجهان لعملة ذهبية لها قيمتها على الساحة المحلية، يتشاركان في كثير من الجوانب خلال مشوارهما الطويل.

لم تكن بدايتهما كنهايتهما، بدأت خجولة وانتهت بنجومية ومجد، انطلق بديح فى اولى خطواته مع القادسية كمهاجم، ومن سوء حظه أنه جاء بعد جيل ذهبي قاد الاصفر الى الانجازات في السبعينات فى مقدمته «المرعب» جاسم يعقوب، وكان الناشئ بديح مطالباً بأن يكمل مسيرة هؤلاء النجوم، لم ينجح فى فرض موهبته فى خط هجوم الاصفر ولم يستدعَ الى تمثيل المنتخب الأول طوال شغله هذا المركز، ولكن عندما تمت تجربته فى الخط الخلفي، أصبح من أفضل من شغل مركز«الليبرو» فى تاريخ الكرة الكويتية، ووضعت موهبته الكروية في إطارها الصحيح فأصبح «راشداً» فى مركزه الجديد.

ما حدث مع إبراهيم كان العكس تماماً، فقد بدأ كظهير أيمن مغمور في القادسية، وفجأة انتقل الى خط المقدمة، فأبدع وتألق وأصبح المهاجم القناص حتى أنه لقب بـ «مولر الكويت» نسبة إلى النجم الالماني الغربي الشهير غيرد مولر.

ابنا القادسية سيكونان وجهاً لوجه اليوم، محمد إبراهيم يقود الكويت، وراشد بديح يحمل بيرق القادسية.

كرة القدم جعلتهما يتبادلان الأدوار كلاعبين ومدربين، إبراهيم سطر اسمه من ذهب خلال مسيرته التدريبية مع القادسية، اذ حقق معه كل الالقاب، فيما سنحت لبديح أول الفرص من خلال الجهاز الفني مع الكويت، واليوم يستعين «العميد» بخدمات «الجنرال»، فيما يستنجد «الملكي» بإبن النادي بديح.

كلاهما تذوق طعم الانتصارات كلاعب ومدرب مع القادسية والكويت، لكن بديح لم «يغرف» منها الكثير مثل إبراهيم، واليوم سيكون أمام أول اختبار حقيقي أمام إبراهيم الذي يعرفه جيداً، وسبق له ان هزمه عندما التقيا في القسم الثاني من دوري الموسم الماضي، وحينها لم تكن محفزات المنافسة موجودة، اذ كان القادسية خارج الصراع على اللقب.

بديح وإبراهيم ... من «السوبر»؟