تحالف «الائتلافية» و«الإسلامي» يتطلّع إلى الفوز الـ37 وتوقعات بارتفاع أرقام «المستقلة»
اتحاد «الجامعة» غداً... أحمر أم أصفر؟
| كتب فراس نايف وعلي الفضلي |
1 يناير 1970
05:33 م
هل يكون الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة غدا... «ائتلافيا أحمر» أم «مستقلا أصفر»؟... سؤال يجيب عنه طلبة جامعة الكويت خلال العرس الديموقراطي الجديد، الذي تتنافس فيه 5 قوائم طلابية هي: تحالف قائمتي الائتلافية والاتحاد الإسلامي، والقائمة المستقلة، وقائمة الوسط الديموقراطي، والقائمة الإسلامية، والقائمة المدنية، على مقاعد الهيئة الادارية للاتحاد، للعام الانتخابي الجامعي الـ37.
وبثقة المنتصر فوق العادة، تدخل قائمة الائتلافية بتحالفها مع قائمة الاتحاد الإسلامي في المنافسة الإنتخابية التي يتوقع أن تحمل بين طياتها بعض التغييرات النسبية، لاسيّما في احتمالية تقدم القائمة المستقلة في عدد أصواتها، إلا أن ذلك، كما يرى المراقبون، لن يغير شيئاً من شكل الترتيب النهائي لمختلف المراكز التي لم تزل منذ ردح من الزمن تبرح مكانها دون جديد.
وفي ما تحاول القائمة الاسلامية والوسط الديموقراطي المحافظه على اصواتها خاصة في صناديق اقتراع انتخابات اتحاد الطلبة، وفأن «المدنية» تسعى جاهدة لوضع بصمة انتخابية كونها حديث النشأة، وبذلك تحاول زرع اسم القائمة في الانتخابات خصوصا مع شعارها هذا العام الذي جاء تحت عنوان «لنعيد للاتحاد هيبته».
وتأتي انتخابات هذا العام حاملة معها الهموم والقضايا ذاتها التي حملتها في ما خلا من السنوات، ولعل من أبرز تلك القضايا التي لم تجد لها حلاً حتى الآن هي مسألة إشهار اتحاد الطلبة التي تثار أحياناً وكأنها موضوع جانبي ثم ما تلبث إلا أن تطويها الأيام في خبر كان وتضيع في لُجة القضايا الأخرى، بالإضافة إلى العديد من القضايا الطلابية التي يعاني منها الطلبة في كل فصل دراسي، لاسيّما مشكلة الشعب المغلقة وقلة أعضاء هيئة التدريس ومشكلة مواقف السيارات. كل تلك القضايا يتطلع الطلبة اليوم لإيجاد حل لها، وهذا ما يتوجب أن يترجموه من خلال اختيارهم لممثلهم المناسب القادر على تحقيق مثل هذه المكتسبات.
نتائج وأرقام
وبالرجوع قليلاً إلى الوراء نجد أن نتائج انتخابات العام الماضي كانت قد شهدت تراجعاً في أصوات التحالف الذي يجمع ما بين الإئتلافية والإتحاد الإسلامي (المركز الأول)، إذ فقد هذا التحالف ما يناهز 858 صوتاً، وفي المقابل حظيت الإنتخابات بتقدم لافت في الأصوات للقائمة المستقلة (المركز الثاني) بزيادة قدرت بنحو 494 صوتاً، حيث انفردت «المستقلة» في العام الماضي بأن كانت القائمة الوحيدة التي زادت من نصيب أصواتها من بين جميع القوائم الأخرى التي نزفت جميعها العديد من الأصوات.
ويرى المراقبون أن هذه الزيادة من المفترض أن تمنح «المستقلة» دفعة أكبر لمواصلة زيادة عدد أصواتها خلال الانتخابات الحالية، مع توقعات بتراجع في أصوات تحالف الإئتلافية والاتحاد الإسلامي.
وفي المقابل كانت بقية القوائم: الوسط الديموقراطي، والإسلامية، والمدنية، قد شهدت تراجعاً في أصواتها مقارنة بنتائجها في العام قبل الماضي، حيث حلت الوسط الديموقراطي ثالثة بعد فقدانها 151 صوتاً، بينما جاءت الإسلامية في المركز الرابع بعد تراجعها بنحو 90 صوتاً، فيما خسرت القائمة 125 صوتاً.
ومن المتوقع أن ترتفع نسبة التصويت بالنسبة للقائمة الإسلامية التي كانت لها العديد من التحركات المثمرة في عدد من القضايا الجامعية، أما قائمة الوسط الديموقراطي فيبدو أنها ستنزف هذا العام المزيد من الأصوات، وبالنسبة للقائمة المدنية فمن المرجح أن تتراجع في أرقامها كون شعبية الخط الذي تنتمي إليه بدأت تتراجع مع أفول الحراك السياسي في البلاد.
الصوت «الانثوي»
وعلى العادة يكون لـ «لنصف المجتمع» الصوت الهام والحاسم لتحديد القائمة الفائزة في انتخابات اتحاد طلبة الكويت فرع الجامعة، كون الطالبات يشكلن نسبة كبيرة من المجتمع الطلابي، ولهن ثقلهن ووزنهن في الحسبة الإنتخابية.
وكان هذا الثقل واضحاً في توسيع الفارق بين القوائم الطلابية، إذ إن المعركة الإنتخابية في صندوق الطلبة لا يكاد البون فيها شاسعاً من ناحية الأرقام كما هو موجود بالنسبة لصندوق الطالبات، الذي بدى واضحاً أنه هو الصندوق الذي يمثل الثقل الأكبر للأصوات، ويحدد القائمة الفائزة في انتخابات الاتحاد.
المستجدون والقبلية
وللفزعة والقبلية والطلبة المستجدين، عوامل مهمة من شأنها حسم وتحديد ملامح القائمة الفائزة في الإنتخابات الطلابية، وبالتالي فإن أكثر ما تحرص عليه القوائم الطلابية هو إيجاد كوادر على قدر من الكفاءة لقيادة جناح الطالبات تستطيع من خلاله أن تحشد أكبر عدد ممكن من الطالبات.
أما العامل الثاني الذي يلعب دوراً محورياً ومترابطاً أيضاً مع العامل الأول، فهو يتمثل في الحسبة القبلية، والاتفاقات التي تجريها القوائم مع ممثلي القبائل في كل كلية، وتعتمد هذه الإتفاقيات على مبدأ «صوتلي وافيدك» فإذا ما أرادت القائمة دعم قبيلة ما عليها أن تقدم ما يرضي تلك القبيلة من مقاعد في الإنتخابات، وقد تجد أن تلك القبيلة تدعم قائمة معينة في انتخابات الاتحاد، بينما يكون دعمها مختلفا في انتخابات الجمعيات والروابط.
وأما العامل الثالث والمتمثل بالطلبة المستجدين، فهذا الصيد الثمين يتم استغلاله من خلال تقديم الخدمات لهؤلاء الطلبة، الذين عادة لا يملكون أي خلفية عن الإنتخابات وعن القوائم المتنافسة فيها، وفي الغالب هم أكثر الطلبة مشاركة في التصويت كونها تجربتهم الأولى وحماسهم يدفعهم الى ذلك، والقوائم الطلابية تركز على هؤلاء، خصوصاً وأن الجامعة قبلت ما يقارب 5150 طالبا وطالبة خلال الفصل الدراسي الحالي.
وعلى الرغم من كل ذلك، يبقى أن العرس الديموقراطي يمثل فرصة مهمة للطالب الجامعي يعبر فيه عن حريته لاختيار من يمثله، إلا أن تدخل إملاءات الآخرين والفزعة للصديق أو القبيلة أو التصويت تحت أي دافع من شأنه استغلال حرية الطالب، يمكن أن يقلل من أهمية الانتخابات الطلابية ويحولها إلى عملية روتينية مملة، إلى درجة أننا نكاد نجزم بمعرفتنا من سيفوز قبل التصويت.
إن فشل الطالب في اختيار الممثل الأصلح له في الانتخابات الجامعية، أو اتباع منطق العاطفة، لا جدل بأنه سينعكس حتى على اختياراته خارج أسوار الجامعة، لاسيّما في الأمور الأكثر أهمية من انتخابات الطلبة، وبالتالي وجب على الطلبة أن يقدموا لنا عرساً ديموقراطياً خالياً من مثل هذه السلبيات، وأن يعكسوا صورة مشرقة لممارسة ديموقراطية بعيداً عن التعصب والعنف.