«بوصقر» كان يجهز لـ «خميس كمش خشم حبش» لعرضها في عيد الفطر

الموت يغيّب «عاشق المسرح» محمد الرشود

1 يناير 1970 04:15 م
قبل يومين فقط، كان الكاتب والمخرج المسرحي والمنتج محمد الرشود يتابع مع أعضاء فرقته «مسرح الخليج العربي» العمل الذي يشرف عليه شخصياً استعداداً لعرضه في عيد الفطر المقبل «خميس كمش خشم حبش»... لكن الأمس كان مختلفاً تماماً بالنسبة إليه، إذ كان الموت أسرع، فانتقلت روحه إلى بارئها صباحاً بعد أن كان مرهقاً صحيّاً في الأيام القليلة الماضية، لكنه ومن شدّة حبّه للحياة لم يكترث للأمر، بل بقي مستمراً في زرع الابتسامة والفرحة على وجه كل المحيطين به، ولم يشعرهم بآلامه إلى أن وافته المنية عن عمر ناهز 65 عاماً.

الراحل من مواليد منطقة شرق العام 1950، وهو شقيق الكاتب المسرحي صقر الرشود، بدأ حياته المهنية في التأليف المسرحي مع بداية الثمانينات، حيث إنه أنتج وألّف العديد من المسرحيات الكوميدية الساخرة التي نالت شهرة واسعة وتميزت بطرحها لقضايا ومشاكل تهم المجتمع الكويتي منها «انتخبوا أم علي»، «لولاكي»، «الكرة مدورة»، «بشت المدير»، «أرض وقرض»، «أزمة وتعدّي» و«لعيونك»، وذلك في فترة الثمانينات والتسعينات. ومن خلال الذين تعاملوا منه عرف عنه عمله الدائم مع مجموعة من الفنانين منهم عبدالرحمن العقل وانتصار الشراح ومحمد العجيمي، بالإضافة إلى خالد العقروقة (ولد الديرة)، والأخير،يعتبرالرشود السبب الأول في انطلاق شهرته الفنية.

بدايته الفنية كانت أثناء دراسته في المرحلة المتوسطة، عندما انتسب إلى فريق التمثيل الخاص بالمدرسة وارتجل مسرحيات وتمثيليات بأداء متواضع، إلى أن حصل على فرصة حقيقية في العام 1965 من خلال المشاركة بمسرحية «المخلب الكبير»، إخراج شقيقه صقر لفرقة مسرح الخليج العربي، إذ حلّ مكان الفنان زيد خلف لمدّة ستة أيام فقط، وهو الأمر الذي أغضب والده آنذاك كونه كان معارضاً فكرة دخول محمد إلى التمثيل.

وفي تلك الفترة كان شقيقه صقر قد كلّفه بإعداد مسلسلات إذاعية، ثم بكتابة سهرات تلفزيونية، منها «السراب» التي قدّمها إلى تلفزيون الكويت، إلا أن الإدارة تحفّظت عليها. لكنه وفي العام 1982 حوّل السهرة إلى نصّ مسرحي حمل عنوان «يا معيريس» باقتراح من صديق طفولته الفنان عبدالعزيز الحداد، فعرضت مسرحيته الأولى بمشاركة محمد السريع، عبد العزيز النمش، عبد الرحمن العقل، عبد الله الحبيل محققة نجاحاً كبيراً.

بعدها انقطع الرشود عن المسرح لفترة من الزمن، ثم عاد إليه بعد وفاة والده وشقيقه صقر، وانخرط حينها في فريق التمثيل مع الفنان الراحل كنعان حمد بالمدرسة تحت إشراف محمد العشماوي. وفي تاريخ 26 أبريل 1978، انتسب الرشود كعضو فاعل في اللجنة الثقافية لفرقة مسرح الخليج العربي.

الفنان مثيم بدر رئيس فرقة «مسرح الخليج» الذي يعتبر الراحل بمثابة والد له لم يتمالك نفسه عند سماعه الخبر، فخنقته العبرة وهو يرثي الفقيد قائلاً إنه «قبل يومين كنت أكلمه عبر الهاتف وأتناقش معه بخصوص العمل المسرحي، الكلمات تخونني لأنني فقدت إنساناً عزيزاً. (بوصقر) كان ملح المسرح، كنت أعتبره بمثابة والدي وعمي وأستاذي، ولن أنسى أبداً وقفاته الدائمة إلى صفّ الشباب ودعمه لهم في كلّ الظروف متحدياً الجميع، ولن أنسى تزكيته لي أمام الجميع لأتولّى زمام رئاسة الفرقة. نعم عشنا معه أجمل اللحظات، وسافرنا برفقته فعلمنا معنى كلمة المسرح على أصولها وأيضاً وضّح لنا اهمية احترام الخشبة، طبعاً سوف نفتقده، وباسمي واسم كل اعضاء فرقة مسرح الخليج العربي أقول (الله يرحمك يبا)».