حوار / «تَدخُّل (حزب الله) في سورية خطأ إستراتيجي وتاريخي... وآمل أن يرجع إلى البيت اللبناني»

جعجع لـ «الراي»: الرئاسة من أولويات نقاشنا الحالي مع عون

1 يناير 1970 08:40 م
• ليس الهدف من كلام الشيخ نعيم قاسم رفْع حظوظ عون... بل تثبيت تعطيل الانتخابات
... عن صهوة الجبل في معراب المرتفعة عن سطح البحر نحو ألف متر، يُطل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على المشهد السياسي اللبناني الممسوك رغم مآزقه الكثيرة. فلبنان الذي تُشلّ مؤسساته الواحدة تلو الأخرى ما زال يفاخر بأنه عصيّ على النار التي تأكل الأخضر واليابس في كوكبه الإقليمي.

وأدرك جعجع باكراً ان إطفاء المحركات هو الأهمّ في هذه المرحلة، فالزمن اللبناني الحالي ليس للثورات، وحكمته كانت «دع التنين يصارع نفسه» تفادياً لتعميم الخراب، لكن هذا اللاعب الذي خَبِر الحرب واعتذر عن أخطائها، يصوّب أحياناً حيث لا يتوقّع الآخرون، وهكذا فاجأ حلفاءه وخصومه بترشحه الجدّي لرئاسة الجمهورية. وفي معراب التي تعني بالسريانية الغروب، وبلغات أخرى مزيجاً من التعهّد والولاء، يجد «الحكيم» متّسعاً من الوقت لإدارة ملفاته بعقله البارد، ولاستقبالات سياسية وشعبية وفنية احياناً، من دون ان ينسى «الزهرة» التي أنقذته يوماً من محاولة اغتيال... عن بُعد. ورغم وضوحه المشهود في الخيارات الإستراتيجية، فإن بعض الخيارات المفاجئة لجعجع، الذي غالباً ما قيل انه رأس حربة «14 آذار»، تثير التباساً... هكذا كان يوم مشروع قانون الانتخاب الارثوذكسي، وهكذا اليوم بعد «إعلان النيّات» مع خصمه السياسي في الساحة المسيحية زعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون. وكعادته يجيب رئيس حزب «القوات اللبنانية» بودّ ورحابة صدر على الأسئلة التي من دون قفّازات، حول آفاق حواره مع عون وحول العناوين الأخرى التي يضجّ بها لبنان والمنطقة.

وفي ما يأتي نص الحوار:

• ترك إعلان النيات مع «التيار الوطني الحر» أصداء ايجابية عبّرتْ عنها غالبية القوى السياسية، أقلّه من باب تشجيع الحوار... هل من خطوة تالية بدأ الشروع في التحضير لها أم أن المرحلة الآن هي لاختبار ما أُنجز؟

- سنعمل على الانتقال الى مرحلة متقدمة أكثر. «إعلان النيات» في ذاته، وبخلاف ما يحاول البعض الايحاء بأنه حبر على ورق، هو بالفعل أكثر من ذلك. ويكفي انه أنهى مرحلة طويلة من الخصام السياسي الحاد استمرت أكثر من 25 عاماً، ومهّد الطريق في الوقت عيْنه الى تفاهمات مستقبلية ممكنة. نحن الآن في مرحلة التفاهمات السياسية، وأوّلها كان الاتفاق مع «التيار الوطني الحر» على أولويات التشريع في البرلمان، وانتقلنا الى محاولة الاتفاق على ملف آخر أساسي في هذه المرحلة، كنا ناقشناه سابقاً ولم نتوصل الى تصوّر موحّد حياله، ونحن نكمل مناقشته وهو الانتخابات الرئاسية. وتباعاً سنناقش كل القضايا السياسية التي تُطرح على الساحة في سعي للاتفاق عليها.

ما يهمني قوله انه الى جانب الجهود التي نبذلها، علينا التذكير بأن «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» لن يصبحا حزباً واحداً او لديهما موقف واحد من كل تفاصيل الحياة السياسية في لبنان، هما سيصبحان حزبيْن تربطهما علاقة طبيعية جداً ويحاولان التفاهم على أكبر قدر ممكن من القضايا المطروحة.

• رغم هذه الايجابية، ثمة مَن استذكر مع صورة جعجع وعون في «إعلان النيات»، صورة مماثلة جمعتكما يوم «حكومة الاستقلال وأكثر» في 1988، التي أعقبتها حربا التحرير والإلغاء وتالياً إنهاك المسيحيين... ما الذي تغيّر؟

- أتفهّم شكوك البعض، لكن الظروف الآن مختلفة عما كانت عليه في تلك المرحلة، وكذلك المعطيات والأوضاع، إضافة الى ان ما حدث بعد 1988 يفترض ان يحضّ الفريقيْن على التفكير ملياً بالأمور وأن يكون التصرف مختلفاً تماماً عما جرى آنذاك. هذه مسألة جوهرية وأساسية.

• لكن عون يستحضر الآن «أقدام الـ 1988» في معركته في الحكومة وهو يقاطع الجلسات لانتخاب رئيس الجمهورية منذ أكثر من عام؟

- دعني أذكّر بأن موقف عون من انتخاب رئيس للجمهورية عمره عام وشهران، وحتى موقفه من التعيينات الأمنية عمره أشهر عديدة، اي انها ليست مواقف اتُخذت بعد «إعلان النيات». كما كانت لنا مواقفنا السابقة حيال الكثير من المسائل، وتالياً لا يُحاسب «إعلان النيات» على هذه المواقف التي لم تكن محور مناقشاتنا. وفي مطلق الأحوال فإن واحدة من الأولويات المطروحة الآن على بساط البحث هي رئاسة الجمهورية، ولم نصل الى تصوّر مشترك بعد، لكننا مستمرون في مناقشاتنا. وعندما بدأنا في الحوار الذي أفضى الى «إعلان النيات»، انطلقنا من وجهات نظر متباعدة، واستمررنا بالحوار الذي أخذ وقتاً اعتبره البعض طويلاً، إلا اننا وبعد 4 اشهر توصّلنا الى «إعلان نيات» مشترك، وآمل ان ينسحب هذا الأمر على رئاسة الجمهورية كأولوية، اضافة الى القضايا الأخرى التي تُطرح على الساحة السياسية.

• رغم ما يشاع في الكواليس السياسية عن ان حوار «القوات» مع «التيار» من شأنه عقلنة خيارات الأخير، فإن ثمة انطباعاً بأن عون أفاد من «إعلان النيات» في معاركه الكثيرة، اي انه يعطي حبراً ويأخذ في السياسة؟

- أعتقد انني أجبتُ على هذا السؤال عندما قلت ان مواقف عون سابقة لـ «إعلان النيات»، إضافة الى انني قلت ايضاً ان التقارب مع «التيار الوطني الحر» لا يعني اننا اصبحنا حزباً واحداً او ان مواقفنا صارت متطابقة، وتالياً سنحافظ على تمايُزنا، ونسعى في الوقت عيْنه الى التفاهم على أكبر قدر من القضايا.

• يلاحظ اخيراً انكم تغلّبون مقتضيات الحوار مع «التيار» على الوضوح في الصراع السياسي. تحمّلون «حزب الله» حصراً مسؤولية التعطيل المتمادي لانتخاب رئيس للجمهورية، وكأنه تبرئة ذمّة لعون الذي يقاطع الجلسات بالتكافل والتضامن مع الحزب؟

- أعتقد ان موقف «القوات اللبنانية» هو الأكثر وضوحاً بين الأحزاب في لبنان، بدليل ان مواقفنا لم تتغيّر قيد أنملة لا الآن ولا قبل شهر ولا قبل أشهر او أعوام. (ممازحاً) وكأن الوضوح في الموقف السياسي لا يستقيم إلا في مهاجمة عون؟ طبعاً لا.

لا شك في ان عون يقاطع جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، لكن في تقديري ان العامل الرئيس في تعطيل الانتخابات يتمثّل في موقف «حزب الله». ففي العام 2008 كان موقف عون من الانتخابات الرئاسية كموقفه الآن، لكن الانتخابات جرت بعد 6 أشهر من الفراغ وعلى غير ما يشتهيه العماد عون، والسبب ان «حزب الله» سهّل اجراءها لأن هذا الامر كان من مصلحة ايران، ولذا فإن العامل الرئيس في تعطيل الاستحقاق الرئاسي الآن مرده الى موقف «حزب الله» للأسباب المعروفة، وذلك بغض النظر عن موقف عون.

• توصيف الرئيس العتيد في «إعلان النيات» اختُصر في سطر يقول «رئيس قوي ومقبول من بيئته وقادر على طمأنة البيئات الاخرى». هل تشكّل هذه الوصْفة مفتاحاً لتوافُقِكما على مرشح ثالث بعدما أظهرت الوقائع السياسية في البلاد استحالة وصولك او عون الى الرئاسة؟

- دعني لا أناقش حيثيات سؤالك. قد أكون مع هذا الاستنتاج وقد لا أكون معه، وسأكتفي بالقول اننا نعمل حالياً على موضوع الرئاسة.

• بعد معادلة ريتشارد مورفي «مخايل الضاهر او الفوضى» في الـ 1988، اعلن نائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم صراحة قبل أيام معادلة مماثلة على قاعدة إما عون او لا رئيس. ماذا يعني ذلك؟ واي أفق للاستحقاق الرئاسي؟

- سؤالك يؤكد ما كنت أقوله في ما يتعلق بالشلل الحاصل في انتخابات رئاسة الجمهورية. وفي رأيي ان الهدف من كلام الشيخ قاسم تثبيت المقاطعة للانتخابات وليس رفع حظوظ عون، لأنه لو كان الأمر كذلك بالفعل ألم يكن بإمكان «حزب الله» القيام بالمساعي اللازمة مع حليفه الرئيس نبيه بري من جهة ومع النائب وليد جنبلاط من جهة اخرى - باعتبار ان العلاقة بين الحزب وبين «التقدمي الاشتراكي» جيدة حالياً - فيتيح فرصة لوصول عون كما فعل عندما دفع بالرئيس نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة؟ وتالياً هذا يدلّ على ان طرْح «حزب الله» هو لتعطيل الانتخابات الرئاسية بهدف وضعها ورقة على طاولة المفاوضات والمساومات الإقليمية وليس اي شيء آخر.

• لستم شركاء بالحكومة لكنكم معنيّون بطبيعة الحال بالمآزق التي تعانيها كآخر معاقل السلطة العاملة في ادارة شؤون البلاد... كيف يمكن الخروج من هذه الأزمة في رأيكم؟

- في رأيي ان التحرك الذي يقوم به الرئيس بري والنائب جنبلاط مفيد وجدّي وأتمنى ان يكملا بمساعيهما بما يضمن الخروج من هذا المأزق بأقلّ خسائر ممكنة.

• برزت انطباعات أخيراً توحي بانسداد الأفق أمام معالجة الأزمة الحكومية وكأن وهج المتغيرات في سورية بدأ يضرب لبنان، هل انتهى مفعول التفاهمات التي أتت بالحكومة؟

- لا، ابداً. كل التطورات تدلّ على ان التفاهمات التي أتت بهذه الحكومة ما زالت قائمة، بل بقوة أكثر، وذلك بصرف النظر عن بعض العقبات هنا وهناك.

• يأخذ عليكم البعض تكبيل عملية تشريع الضرورة في البرلمان عبر تفاهمكم مع عون واشتراط مناقشة قانون الانتخاب وكأن لا كلمة لرئيس الجمهورية المغيّب في هذا المشروع المعني بصياغة التوازنات داخل السلطة... هل تمضون قدماً في هذا الموقف؟

- أعتقد ان هذا الوصف ينطوي على تجنّ وظلم كبيريْن. أولاً، في ما يتعلق بدور رئيس الجمهورية، الكل يعرف اننا الأكثر تمسكاً باحترام هذا الموقع ودوره وفعاليته. وفي ما خص قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية وسؤال البعض لماذا الآن وفي هذا الظرف بالتحديد، فلا يمكنني قول سوى انه على مدار متابعتي هذيْن الملفيْن في الأعوام الأربعة الأخيرة، تكوّن لدي انطباع تباعاً بأن البعض لا يريد قانون انتخاب جديداً، في الوقت الذي يُعتبر مثل هذا القانون اساسياً وبالغ الضرورة، وهو ليس مجرد عملية رقمية ولعبة أحجام في البرلمان، بل أعتبر انه ركيزة في اللعبة الميثاقية. وبما ان عون وفريقه يملكان تقريباً النظرة نفسها لهذه المسألة من حيث المبدأ الذي أشرتُ اليه، كانت الفكرة انه في هذا الوقت الضائع، لنقم بهذه الخطوة الاساسية جداً، الى جانب استعادة الجنسية، باعتبار ان هذيْن عنوانيْن يساهمان في ترسيخ الاستقرار السياسي في البلد ويحضّران لمرحلة جديدة أفضل على كل الصعد.

• ثمة مخاوف لدى بعض حلفائكم من ان يكون تعطيل الرئاسة والبرلمان وتعميق مأزق الحكومة خطوة في اتجاه مؤتمر تأسيسي يريده «حزب الله»، هل انتم قلقون من هذا الأمر في لحظة حروب الفرز والضم في المنطقة؟

- في رأيي لا. وفي تقديري ان المؤتمر التأسيسي هو مجرّد شعار. ولا يمكن ان يحصل مثل هذا الأمر اذا كان هناك فريق لبناني واحد غير موافق عليه. وطبعاً هناك أكثر من فريق، ونحن في طليعتهم، غير موافقين عليه. وفي كل الأحوال، حتى الآن لم نجد أحداً قال انه يريد مؤتمراً سياسياً، واذا وُجد مَن يقول ذلك فليتفضّل ويطرح مسوّدة عمل. ولكن في تقديري لا يوجد شيء اسمه مؤتمر تأسيسي لأن الكثير من الافرقاء السياسيين لا يسيرون فيه وبالتالي هذه الفكرة وُلدت ميتة.

• رغم التسوية الملتبسة في الحكومة حيال عرسال وجرودها، فإن ثمة اعتقاداً بأن عرسال ستستمر «قنبلة موقوتة» في ضوء العمليات العسكرية لـ «حزب الله» في جرودها والسيناريوات التي تُرسم لمنطقة الساحل السوري... هل إجراءات الجيش اللبناني وحدها كفيلة بنزع فتيل الأخطار هناك؟

- إذا كانت إجراءات الجيش اللبناني وحدها غير كفيلة بإزالة هذا الخطر، فلا أرى ان هناك اي امر آخر قد ينزع فتيل الأخطار. وبالتالي اذا كنا فعلاً حريصين على الاستقرار في لبنان بشكل عام وفي البقاع بشكل خاص وتحديداً في عرسال وجوارها، فإن الأهمّ ان نكون وراء الجيش اللبناني كي يتمكن من القيام بمهماته على أفضل ما يكون.

وهنا أسأل، مَن أكثر قدرة من الجيش اللبناني، الذي هو المؤسسة العسكرية والأمنية الأمّ في لبنان، على ان يقدّر الخطوات التي يجب القيام بها؟

• ما قصدته، هل انت مطمئن الى الوضع في عرسال في ظل عمليات «حزب الله» في الجرود والكلام عن سيناريو جديد له علاقة بالساحل السوري وكأن هناك عملية فرز وضمّ جديدة؟

- بصراحة لستُ مطمئناً الى الوضع، ولكنني مطمئن الى انه اذا طرأت مستجدات، وهذا امر ممكن، فان الجيش اللبناني بنظرته الى الأمور والترتيبات التي يتخذها سيكون قادراً على استيعاب مثل هذه المستجدات واحتوائها وتذليلها. أما الا تنفجر قنابل موقوتة في عرسال وجوارها انطلاقاً من كل الكرّ والفرّ الذي يحصل في جرود عرسال، فهذا أمر لا يمكن لأحد الجزم بأنه لن يحصل. ولكن ما يمكن ان نكون متأكدين منه هو دعم الجيش بما يجعله قادراً على استيعاب الصدمة سريعاً وان يُخرِج البلد منها.

• ثمة مَن رأى في الكلام الاخير للامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عن خطر وجودي، ما يؤشر الى إخفاق ما، كان يريد تحقيقه بتدخّله في سورية، هل تعتقد ان الحزب سيعود يوماً الى البيت اللبناني عبر تسويات ممكنة ام انه سيرتدّ على الداخل لتعويض خسارته في سورية؟

- آمل ان يرجع «حزب الله» الى البيت اللبناني، وفي رأيي ان التدخّل العسكري في سورية كان خطأ إستراتيجياً وتاريخياً، ولكن الآن سبق السيف العذل، والأصحّ ان نستمر بالحفاظ على حد أدنى من الأجواء المقبولة داخل لبنان، ونبقى نطالب «حزب الله» بالعودة الى البيت اللبناني لأن هذا أفضل وأقصر الحلول لنا جميعاً.

• تسارعتْ التطورات على نحو لافت في سورية... من إعلان محور الممانعة انتصاره قبل مدة، ثم التسليم بموازين القوى الجديدة والانكفاء الى محور اللاذقية - طرطوس - دمشق... ماذا يعني ذلك؟... نهاية مؤجلة لنظام الاسد ام تقسيم ام ماذا؟

- نظام الأسد انتهى منذ زمن، ولا يمكن الحديث عن نظام ما زال موجوداً في بلد يسقط فيه يومياً عشرات القتلى، فيما بلغ مجموع الضحايا منذ بداية الأزمة نحو 300 ألف، إضافة الى ملايين المهجرين خارج وداخل سورية. وما يحصل الآن في سورية لا يتعلق ببقاء او عدم بقاء النظام، بل بعملية اقتسام نفوذ لمرحلة ما بعد النظام بين ايران وحلفائها من جهة ودول المحور العربي من جهة أخرى، اضافة الى تركيا من جهة والغرب من جهة أخرى. وهذا ما يجعل الحرب مستمرة، أما النظام فانتهى.

• في واحدة من جلسات الحلقات الضيّقة أخذتَ على المحور العربي تباطؤه وعدم حيويته في مواجهة المحور الايراني وحركته المتدحرجة في المنطقة... ماذا بعد «عاصفة الحزم»؟ نحن أمام اي منطقة الآن؟ هل علينا انتظار الاتفاق النووي؟

- لا ليس بالضرورة. «عاصفة الحزم» جاءت بمعزل عن مسار الاتفاق النووي، وهي عملية قائمة في ذاتها، هدفها إعادة نوع من توازن القوى في المنطقة بعد فقدانه لأعوام. وبالفعل، وبمجرد انطلاقها لاحظنا كيف بدأت الحركة في المنطقة تتغيّر من اليمن وصولاً الى سورية. وهذه العملية، بخلاف ما يفكر البعض ليست عصا سحرية، بمعنى انها ستنهي كل الأزمات بكبسة زر، ولكنها على الأقلّ بدأت تعيد نوعاً من توازن القوى في المنطقة على غرار ما لمسناه في سورية عبر التطورات التي حصلت على الأرض في الفترة الأخيرة.