«دار الآثار» استحضرت «كويت الماضي» في آخر أمسياتها الثقافية

الجماهير تمايلت طرباً على أمواج فرقة بن حسين البحرية

1 يناير 1970 09:33 م
على إيقاع الطبول البحرية، والنغم الشعبي العريق، اختتمت دار الآثار الإسلامية مساء أول من أمس الأربعاء موسمها الثقافي الـ20، في مركز الأمريكاني، بعد موسم حافل قدم من خلاله العديد من الأمسيات والفعاليات والمحاضرات الفنية منها والأدبية، تمهيداً لاستئناف نشاطاته في مطلع شهر سبتمبر المقبل.

وفي الليلة الأخيرة التي جاءت بنكهة كويتية وفولكلورية خالصة، من ليالي كويت الماضي، التي يضوع منها عبق الموروث الأصيل، أحيت فرقة حمد بن حسين الشعبية، أمسية غنائية خاصة لعشاق هذا اللون الغنائي المميز، لتؤكد أن الفن الشعبي باقٍ بالرغم من رحيل معظم رواده الفنانين عايشة المرطة وعبد الله فضالة وعبد اللطيف الكويتي ومحمود الكويتي وعودة المهنا وعوض دوخي وغريد الشاطئ،، وبقاء القلة أمثال شادي الخليج، والقائمة طويلة.

شهد الحفل حضور حشد جماهيري غفير، ومن مختلف الفئات والأعمار، ممن تقاطروا إلى المكان في وقت مبكر جداً، إضافة إلى حشد من أبناء الجالية الأوروبية التي تجلى تفاعلها وانسجامها الكبيران، طوال الوصلة الفنية التي امتدت لساعة ونصف الساعة تقريباً.

وتزينت قاعة الحفل بألوان الفنون البحرية والبدوية التي نالت الإعجاب وأشعلت الأكف تصفيقاً مثل «العرضة»، «القادري»، «العاشوري»، «السنقني»، «الحدادي»، «الدواري» و«اليوه»، إضافة إلى فن «الصوت» وفن«النحبة»، وغيرهما من الفنون التي تستخدم لشحذ الهمم من البحارة إن أضناهم العمل الشاق وألهبتهم الشمس الحارقة فاستلقوا على ظهر السفينة الخشبية التي تتقاذفها الأمواج حيناً، وتمزق شراعاتها الرياح في أحيان كثيرة.

وأعادت فرقة حمد بن حسين إلى الأذهان أمجاد الآباء والأجداد، ممن كان البحر بالنسبة إليهم مصدر الرزق الوحيد، فيما يعد الطرب بمثابة المتنفس لهم، إن ضاقت النفوس وطال الفراق عن الأهل والأحبة، حيث قطفت الفرقة من تراث الحضر باقات من اللآلئ الغنائية، لتلتفت إلى البوادي وتخرج من بطونها كنوز الموسيقى الريفية قبل اندثارها وضياعها في صحارى النسيان.

ولم تغفل الفرقة عن تقديم المواويل منها موال «يامال» الذي يعد واحداً من أشهر المواويل التي يؤديها «النهام» ويرددها الغواص، فضلاً عن موال وطني يحمل عنوان «دار الصباح»، إلى جانب موال للشاعر أحمد الصافي النجفي، ويقول مطلعه:

سنـيّ بـروحي لا بعـدّ سـنين

فلأسخرنّ غداً من التسعين

عمري من السبعين يركض مسرعا

والروح ثابتةٌ على العشرين

كما قدمت فرقة بن حسين مجموعة من الأغاني الشعبية التي اختارتها بعناية لتلامس كل الأذواق، على غرار أغنية «يا عيني مالية... يا عين مالية.. أنتِ سبب علتي... سمرة وحضارية»، وأغنية «يامتلف الروح ليه ما تنظر لحالي... الناس نامت وانا عيني سهيره» التي دغدغت المشاعر وأيقظت الحنين إلى الزمن الجميل، تلتها بأغنية «يا ناس دلوني درب السنع وينه... باشوف لي مرقى من بير الاهوالي»، قبل أن تتفاعل الجماهير كثيراً مع أغنية «سود العيون».