تقرير / مقرها السابق شهد استقالات عاصفة ... والجديد افتتح بحكم سجن أمينه العام

«حشد» تودّع «السلام» بحثاً عن أمجاد «غرناطة»

1 يناير 1970 04:39 م
• «النزلة الجديدة» تحمل تجديداً في «المكان» وتجدّداً في «الأجندات»

• خلاف السعدون والبراك شكّل هاجساً نفسياً لكوادر الحركة وظل خنجراً في خاصرتها

• «التأبين» غيّب جناحاً والاستقالات الأخيرة غيّبت جناحاً آخر في حركة تبحث عن صهر «المكونات»
تحاول حركة العمل الشعبي بعد أيام من عاصفة الاستقالات الجماعية التي خرج منها زهاء 24 منتسباً يمثلون جناح عرّاب الحركة أحمد السعدون، البحث عن أمجادها في «غرناطة» التي انتقلت اليها أخيراً مودعة منطقة «السلام» حيث مقرها السابق الذي احتضن انطلاقتها منذ عام تقريبا، في حين كانت «النزلة» الجديدة نذير شؤم على مايبدو بعد صدور حكم «التمييز» بتأييد حبس أمينها العام مسلم البراك عامين مع الشغل والنفاذ.

وتأتي هذه النقلة حاملة معها اشارة لتبدل الحال داخل أشرس الحركات السياسية في السنوات الأخيرة التي بدا أنها قد أصابها «الوهن» بسبب خلافات رموزها التاريخية، بحسب مايراه المراقبون، فيما تحمل أيضا تجديدا في «المكان» وتجددا في «الاجندات».

كتلة العمل الشعبي التي فقدت في وقت سابق فئة مهمة من المجتمع الكويتي متمثلة بـ«الجناح» الشيعي بعد حادثة «التأبين» على إثرخروج النائبين عدنان عبدالصمد وأحمد لاري والنائب السابق حسن جوهر، تخسر اليوم جناحاً آخر متمثلاً بـ «الحضر» وبذلك تواجه محطة يراها المراقبون في غاية الصعوبة في مسيرة الحركة الباحثة عن صهر كل مكونات الشعب في كيان سياسي يعمل بشعارات وطنية بعيدا عن التقسيمات الفئوية والطائفية والقبلية.

وكان خلاف قطبي «الشعبي، أحمد السعدون ومسلم البراك شكل هاجسا نفسيا لكوادر الحركة وظل خنجرا في خاصرة «حشد» ووحدتها حتى أتت لحظة توديع «السلام»تزامنا مع «حرب» الاستقالات، بعد فشل مساعي تقريب وجهات النظر مع الجناح المستقيل وكأنها خطوة لطي صفحة الماضي وفتح باب «غرناطة» لعلها تخبئ أمجادا وفألا يبشر بمستقبل واعد للحركة وأهدافها وتطلعاتها.

وتأتي نتائج الخسارة التي مني بها جناح السعدون في انتخابات الامانة العامة للحركة وحصول القائمة التي تمثله على أقل الاصوات بين القوائم الاربعة المتنافسة لتلقي بظلالها على علاقة السعدون وفريقة مع الجناح «المنفرد» بسلطة القرار في الحركة بعد نجاحه في الانتخابات.

و بيد ان «العيار اللي ما يصيب يدوش»، وبرغم «التطمينات» بأن الاستقالات لن تؤثر على مسيرة الحركة، فإن اشارات «عراب الشعبي» تشير عكس ذلك، فالجميع يترقب لحظة اعلان استقالته خاصة وأنه لم يلتق بالأمين العام مسلم البراك في اجتماع رسمي منذ خروجه من السجن سوى في حفل زفاف أخ النائب السابق خالد الطاحوس ... وكان «السلام» عابراً.

مسألة «الخصام» بين «الرفيقين الغريمين» كانت أعمق من انتخابات الامانة العامة للحركة، فالسعدون متمسك في «كتلة الغالبية»المبطلة كونها «آخر ممثل شرعي للشعب الكويتي»، في حين يقاطع البراك وبعض النواب السابقين في «حشد» لاجتماعات «الغالبية» رغم انهم اعضاء فيها.

وبرغم ما خلفته الاستقالات الجماعية من تركة ثقيلة تضاف للمهام الملقاة على عاتق الحركة كرأس حربة مع المطالبين بالاصلاحات السياسية، بدت حشد، تتحرك لاستعادة أمجادها في «غرناطة» خاصة بعد الحكم الذي صدر بالسجن على النائب السابق مسلم البراك قبل ايام، فيما لاتزال التساؤلات حول كيفية تخطيها للأزمة بعد أن أصبحت ذات«»لون واحد»كما يصفها معارضوها.

ويبقى اخيرا الاشارة الى ان الحكم الصادر بسجن الامين العام لحشد مسلم البراك سنتين، سيفتح جبهات متعددة على الحركة من جهة وفرصه لإثبات انها تسير وفق خطوات منظمة لايختل توازنها اذا غاب أحد الأصوات وتسلم «الأمانة» للشباب، يضعهم في أول اختبار حقيقي لقيادة الحركة في ميدان السياسية بعيدا عن «رمزية» البراك الذي كان يتطلع لتمكين الشباب في القيادة وتعظيم دورهم في المرحلة المقبلة، خاصة بعدما اثبت «الحشديون» الشباب، انهم اصبحوا اليوم اكثر جرأة وتطلعا للمرحلة المقبلة بعد التفافهم حول الامانة العامة عقب الاستقالات الجماعية الجميع يترقب «شباب» الأمانة وتعاطيهم في ردم الهوة جراء «النيران الصديقة» التي أفزعت محبي حشد، والآمال تعقد عليهم لما يحملونه من كفاءات وعلاقات واسعة تعيد لـ «الشعبي» عباءته المعهودة، واستقطاب الفئات المؤسسة لـ «الكتلة» والتي غابت جراء اشتداد المواقف داخل«البيت الشعبي» الجديد.