شاركوا في مؤتمر الجمعية الأوروبية (EASL) بفيينا

أطباء كويتيون يعلنون عن طرح علاج فعّال للالتهاب الكبدي الفيروسي سي... قريباً في الكويت

1 يناير 1970 12:57 ص
«إلى مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي سي... أبشروا». والبشرى أكثر من سارة، هي عنوان للحياة وبداية الطريق للانتصار على الوباء الذي حصد على مدار السنوات الماضية أرواحاً كثيرة.

البشرى زفّها المؤتمر الخمسين للجمعية الأوروبية للكبد (EASL) الذي أقيم أخيراً في العاصمة النمسوية فيينا بحضور «الراي»، ومفادها أن هناك علاجات باتت متوافرة ومعتمدة لعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي سي بفترة علاج لا تتخطى 12 أسبوعاً وبمضاعفات جانبية لا تذكر.

وللكويتيين، بشرى خاصة، إذ إن وزارة الصحة الكويتية سجلت هذا العلاج، وتعمل على توفيره قريباً. وقد أكد على هذه المعلومة لـ «الراي» عدد من الأطباء الكويتيين المشاركين في المؤتمر، من ضمن أكثر من 10 آلاف مشارك من مختلف بقاع الأرض.

في فيينا، استحضر مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد الأُنس، ليؤنس من غدر به المرض ويمنحه جرعة من الأمل مع المحيطين به. وتم اعتماد الجيل الجديد من العقارات التي أشارت الدراسات إلى أن نجحت بنسبة 95 في المئة تقريباً من القضاء على المرض.

وأعلنت شركة «أبفي» (ABBVIE)، إحدى الشركات المنتجة لهذه الأدوية، أنها قدمت بيانات جديدة من أحدث دراساتها للجيل الجديد للأدوية المعالجة لالتهاب الكبد الوبائي سي في مؤتمر الجمعية الأوروبية للكبد بفيينا، وقد تم اعتماد عقارها رسمياً ضمن التوصيات الصادرة للمؤتمر.

وبحسب بيان شركة «أبفي»، تمت الموافقة على 29 ملخصاً لبرامج التطوير الخاصة بها، والتي تجري حالياً على التهاب الكبد الوبائي سي. وتشتمل البيانات المقدمة على التحليلات الفرعية للأدوية التي تم اعتمادها أخيراً فيكيراكس® (أقراص أومبيتاسفير/‏ باريتابريفير/‏ ريتونافير) + إكسفيرا® (أقراص داسابوفير)، دراسات المرحلة 3ب، بما في ذلك المقارنة المباشرة بين علاجات شركة أبفي الثلاثة المضادة للفيروسات بتأثير مباشر مع العلاج المعتمد على تيلابريفير ودراسات المرحلة 2/‏3 التي تبحث في العلاج المشترك لـ «أبفي» في النمط الجيني 1 (GT1) والنمط الجيني 4 (GT4).

وأضاف البيان أن البرنامج التطويري الجاري لمنتجات التهاب الكبد الوبائي الوشيكة لشركة «أبفي» يركز على استقصاء علاج فعال على الأنواع المختلفة من التهاب الكبد سي، وخال من الريبافارين ويتم تناوله مرة واحدة يومياً، والذي يسمح كذلك بفترات علاج لا تتجاوز الثمانية أسابيع. وتابع البيان «أظهرت النتائج الأولية للمرحلة 2ب من الدراسة (العدد = 79) لـ ABT-493 وABT-530 على مرضى من دون تليف كبدي من النمط الجيني 1 والذين يتلقون النظام المقترح الخالي من الريبافارين لمدة 12 أسبوعاً حدوث معدل استجابة فيروسية مستدامة عند أربعة أسابيع بعد العلاج (SVR4) بنسبة 99 في المئة (العدد = 78/‏79). وقد تضمنت تلك النتائج، والتي تُعلن للمرة الأولى، كلاً من النمط الجيني 1أ (GT1a) والنمط الجيني 2 ب (GT1b)، ولم يخضعوا للعلاج من قبل وغير مستجيبين سابقاً للإنتيرفيرون المقترن بالبولي إيثيلين جليكول (ما يجعله طويل المفعول) ولريبافيرين. وقد تم توزيع المرضى خلال ذراعي الدراسة عشوائياً لتلقي ABT-493 (200 مغم) وإما 120 مغم أو 40 مغم من ABT-530».

الأطباء الكويتيون

ونظراً لما للكويت من خصوصية لهذا الموضوع، التقت «الراي» عدداً من الأطباء الكويتيين المشاركين في المؤتمر، للوقوف على مدى فاعلية الأدوية الجديدة وما ستعكسه على المجتمع الكويتي.

البداية كانت مع الأستاذ الدكتور فؤاد العلي، الأستاذ في قسم الأمراض الباطنية في كلية الطب بجامعة الكويت واستشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى مبارك الكبير، الذي قال: «يمكننا القول لمرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي سي إنه وجد العلاج بنسبة 90 إلى 95 في المئة، وفي الحالات المبكرة بنسبة 100 في المئة، فكلما اكتشفنا الحالة مبكراً كان ذلك أفضل».

وأضاف «قبل ثلاث سنوات كنا نعتبر كلام أن نسبة نجاح الدواء 70 في المئة غير جيدة دلعاً، إذ كيف يمكن أن تعتبر هذه النسبة غير جيدة، فيما عندنا نعتبره دواء عظيماً».

وتابع «تمثل هذه السنة الذكرى الخمسين لإنشاء الجمعية الأوروبية لدراسة أمراض الكبد. وهذه المناسبة مهمة، لأننا حين نراجع الجمعية خلال الخمسين سنة السابقة، فهذا الاجتماع يعتبر القمة، لأنه ظهرت فيه معلومات لناحية علاج الكبد تفوق كل ما تجمع خلال الخمسين السنة الفائتة».

ورأى العلي أننا «نشهد طفرة وثورة رهيبة جداً، قد لا تقل أهميتها عن اكتشاف البنسلين قبل عقود طويلة والتي غيرت وجه الطب. فهذا التطور في مجال علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي سيكون له انعكاسات، ليس فقط على المرضى المصابين به، بل سيكون له آثار رهيبة على مرضى B، وربما على فيروسات أخرى مثل A وغيره». وأضاف «هذا الاجتماع جداً مهم، وجلب أخباراً سعيدة للمرضى وللأطباء الذين كانوا يعانون وكانوا محبطين لأن الكثير من هؤلاء المرضى لا يمكن مساعدتهم. وكان ينتهي الحال ببعضهم إلى الزراعة غير المتاحة لكل الناس والمكلفة جداً، وكثير من المرضى من المتمكنين مادياً وممن تدعمهم حكوماتهم، قد يبقون على لائحة الانتظار ولا يصلهم الدور وينتهي بهم الأمر إلى الوفاة».

وأشار العلي إلى أن 70 في المئة من المرضى في الكويت مصابون بالنمط الجيني 4، والباقون معظمهم 1 وأعداد قليلة من الأنماط الباقية.

ولفت إلى أن الأدوية المتاحة حالياً للنوعين جداً فعالة وعلى مستوى عال من الأمان. «فإلى نهاية العام 2013 وبداية 2014، الأدوية المتاحة كانت تصاحبها أعراض جانبية كثيرة من آلام وارتفاع حرارة واكتئاب وتساقط الشعر واختلاف في الغدة الدرقية وتكسر في الدم، وبالتالي لا يناسب جميع المرضى، حتى أن بعض المرضى كانوا لا يكملون العلاج».

واعتبر العلي «أن تركيبة الكويت السكانية، تحتوي على غير الكويتيين الذين يعتبرون مهمين بالنسبة إلينا، والعقبة الرئيسية أمامنا الآن هو سعر الدواء». وتابع «وزارة الصحة مشكورة ستوفر الدواء قريباً للمواطنين الكويتيين. يبقى غير الكويتيين، والشركات المصنّعة على مستوى عال من المسؤولية، وأتوقع منها أنها ستقوم بالتعاون مع جهات خيرية داخل الكويت مثل صندوق إعانة المرضى والهلال الأحمر. ونأمل أن يكون هناك هذا التعاون لتوفير هذا الدواء حتى لغير الكويتيين».

ورأى أن التحدي الآن ليس فقط في معالجة المرضى، بل التحدي الرئيسي هو في أن معظم المرضى لا يعلمون أنهم مصابون، والأطباء العامون لا يقومون بعمليات مسح للمرضى لاكتشاف من هو المصاب، لافتاً إلى أن معدل الإصابات في الكويت معروف في فئات معينة ولم تجر عملية مسح للسكان. «فنعرف مثلاً أنه في بنك الدم أقل من واحد في المئة من المتبرعين في بنك الدم مصابين».

ونصح العلي جميع الأشخاص الذين تم نقل الدم لهم قبل العام 1991 بالمسارعة لإجراء كشف، «لأن 10 في المئة من الذين تم نقل الدم لهم قبل هذا العام أصيبوا بهذا المرض وكثير منهم لا يعلمون».

من جانبها، اعتبرت الدكتورة هيفاء علي عسكر، رئيسة قسم مركز ثنيان الغانم لأمراض الجهاز الهضمي والكبد بالمستشفى الأميري، استشارية أمراض الكبد، أن مشاركة الأطباء الكويتيين في هذا المؤتمر مهمة جداً، «لأننا نأخذ معلومات جديدة بخصوص العلاجات الجديدة التي نعالج بها الالتهاب الكبدي الفيروسي سي، وتكون فيها شواهد على الدراسات التي قاموا بها والأبحاث على كفاءة ونسبة نجاح العلاجات الجديدة. وبالتالي أن نطبق هذه المعلومات على المرضى في الكويت».

وقالت عسكر «نحاول أن نتواصل مع وزارة الصحة التي سجلت الأدوية الجديدة، ولكن حتى الآن ما زالت في طور توفير هذه الأدوية للمرضى في الكويت، وهذه خطوة مهمة جداً، لأن العلاجات الجديدة متوافرة حالياً، وبدأوا يدخلونها في الخليج والشرق الأوسط ومصر والدول العربية والأوروبية وأميركا». وأضافت «نسبة استجابة المريض لهذه الأدوية جداً عالية مقارنة مع الأدوية القديمة مثل الانترفيرون والريبافيرين الذي كان في السابق يستدعي العلاج لمدة سنة واحدة، هذا بالإضافة إلى أن المضاعفات الجانبية الناتجة عن العلاجات الجديدة قليلة جداً ولا تذكر مقارنة مع المضاعفات الجانبية مع عقار ابر الانترفيرون والريبافيرين».

وأضافت «يمكننا أن نقول للكويتيين إنه أصبح هناك علاج فعال جداً، وحتى فترة العلاج قصيرة جداً (3 أشهر) مقارنة مع سنة ونصف السنة التي كنا نستخدم فيها الإنترفيرون. هذه طفرة كبيرة جداً ومهمة في العلاجات الجديدة للالتهاب الكبدي الفيروسي سي، وهذا أمر يعطي أملاً كبيراً للمريض مثلنا تماماً نحن الأطباء بأنه ستأتينا فترة في السنوات المقبلة ستكون فيها الكويت ومنطقة الشرق الأوسط خالية من الالتهاب الكبدي الفيروسي سي».

ورأت عسكر أن المتابعة الدورية في عيادات الكبد مع الطبيب مهمة جداً، سواء أخذ علاجاً أو لم يأخذ. وهذا ليس فقط من ناحية تطبيق العلاج، ولكن حتى كمسح للمضاعفات الجانبية للمرض نفسه. «فالمرض إذا أهملناه ولم نعالجه، سيؤدي إلى مضاعفات منها التليّف ونزيف الدوالي وماء في البطن وغيبوبات كبدية وغيرها».

ولفتت عسكر إلى أن السائد في الكويت بين الكويتيين هو النمط الجيني 4، ولكن هناك نسبة لا يستهان بها من المصابين بالنمط الجيني 1. أما بالنسبة إلى الوافدين، فنسبة كبيرة من المصريين لديهم النمط الجيني 4 ونسبة قليلة من النمطين 2 و3 موجودة عند الهنود والباكستانيين والبنغاليين.

أما الدكتورة وفاء الحشاش، استشاري أمراض باطنية؛ جهاز هضمي وكبد وزراعة كبد، رئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد بمنطقة الصباح الصحية التخصصية، فأكدت على أن العلاج الجديد يمكنه علاج مرحلة متقدمة من المرض، مثل التليّف والتشمع. وتابعت «أيضاً الأشخاص الذين لديهم قصور في وظائف الكبد. وحتى ما بعد زراعة الكبد، فإنه يقلل من نسب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي سي».

واعتبرت أن «هذه العلاجات الجديدة طفرة جديدة في عالم الطب، خصوصاً بأمراض الكبد»، لافتة إلى أن العلاج السابق الذي كان موجوداً، ليس فقط في الكويت ودول منطقة الشرق الأوسط، بل في جميع دول العالم، كان يقضي على الالتهاب الكبدي الفيروسي سي بنسبة 45 إلى غاية 60 بالمئة كحد أقصى، لكن بوجود العلاجات الجديدة وصلت نسبة القضاء عليه إلى ما فوق 95 بالمئة باختلاف أنواع الفيروس سي.

بالنسبة إلى الوضع في الكويت، فكشفت الحشاش عن أنه وبحسب إحصائيات العام 2013، فإن عدد الكويتيين المصابين بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي يعادل تقريباً 2 في المئة من عدد سكان الكويت من الكويتيين، أي ما يعادل 60 ألف نسمة. والكثير ممن يتم تشخيص حالتهم لا يكملون علاجهم في المستشفى.

ورأت أن الالتهاب الكبدي الفيروسي سي، هو عبارة عن عائلة كاملة تتضمن من خلالها أنماطا جينية متنوعة، من الأول وصولاً إلى السادس، لكن أكثرها شيوعاً في الكويت هو الرابع، يليه الأول، ثم الثالث، وما تبقى من أنواع فنسبتها لا تتجاوز 5 في المئة.

وكشفت الحشاش عن أن هناك حالات جديدة يتم اكتشافها في الكويت، والسبب أن الالتهاب الكبدي الفيروسي سي لا يعطي أي أعراض تذكر، فيتم اكتشافه إما بالصدفة أو من خلال فحوصات ما قبل الزواج أو فحوصات ما قبل التعيين. وكذلك مع إجراءات الإقامة بالنسبة إلى غير الكويتيين.

واعتبرت أنه لقلة وعي الناس عن الفيروس وكيفية انتقاله وكيفية علاجه، «نجد أن هؤلاء الناس الذين يقصدوننا يصابون باكتئاب شديد وحالات بكاء». لذلك نحتاج إلى توعية من قبل جهات الاختصاص، إضافة إلى وجود العلاجات الجديدة التي يمكنها القضاء على الفيروس بنسبة 95 في المئة، والتي تحفز على ضرورة إجراء المسح الشامل وبالتالي اكتشاف الحالات المبكرة وعلاجها والقضاء عليها، لحد أن نصل إلى نسبة الصفر في المئة لوجود الفيروس في الكويت أو منطقة الخليج بشكل عام.

من ناحيتها، رأت الدكتورة معصومة عبدالرحمن العلي، استشاري جهاز هضمي وكبد في مركز ثنيان الغانم بالمستشفى الأميري، «أن وجود عقار جديد بنسبة نجاح تصل إلى 95 في المئة مع عوارض جانبية لا تذكر يشكل أملاً بالنسبة إلى المرضى في العالم ككل، وإلى المرضى الكويتيين بشكل خاص والمجتمع الكويتي».

وكشفت العلي عن أنه «كخطة علاج، فوزارة الصحة الكويتية هدفها علاج المرضى الكويتيين. وطبعاً الجزء الكبير من هذه الخطة هو سعر تكلفة العلاج باهظ جداً. هذا أحد الأسباب. أما الأسباب الثانية، فهي أن الخطة دخلت أخيراً، لذلك حتى الآن لم تكن هناك رؤية للأمام».

وأضافت العلي أن «الرؤية التي ندرسها حالياً مع وزارة الصحة هي أننا لا نريد أن نعالج الكويتيين فقط، بل نحن نريد رؤية مثل الرؤية العالمية، وهي أن نعالج ونتخلص من الالتهاب الكبدي الفيروسي سي. وهذا تماماً كما حصل عند التخلص من شلل الأطفال في العالم كله، وكذلك التخلص من البلهارسيا في مصر عبر البرامج التي تقدمت».

وتابعت «لذلك، فنحن هدفنا ألا نرى فئة ونعالجها، بل هدفنا هو القضاء على هذا الوباء في العالم. فإذا عالجت فقط فئة واحدة وتركت الفئة الثانية التي تحمل الفيروس، فمن الممكن أن تنقل العدوى مرة ثانية، وبالتالي لن نتخلص منه. لذلك، إذا وفرت الكويت الأدوية، فتكلفة الدواء لن تكون على الحكومة، بل جهات أخرى، منها المريض نفسه أو شركات الأدوية التي ستساهم وهي أخذت المبادرة وبدأ الاتصال مع صندوق إعانة المرضى والهلال الأحمر». وأضافت «إذا كانت لدينا 4 جهات ممكن أن تتكفل بدفع تكلفة هذا الدواء الباهظ السعر، فبالتالي ممكن أن نوفر الأدوية للوافدين في الكويت».

واعتبرت العلي أن هذه الخطة بدأت في السابق مع عقار الانتفيرون والريبافيرين الذي لم يكن رخيصاً، «لكنهم نجحوا في توفيره للكويتيين، بالإضافة إلى الوافدين. الكويتيون تدفع لهم وزارة الصحة الأسعار الباهظة، والجهات الأخرى بالإضافة إلى شركات الأدوية وفرت العلاج للوافدين».

وتحدث الدكتور فهد الإبراهيم، استشاري الجهاز الهضمي والكبد في مركز ثنيان الغانم بمستشفى الأميري عن الثورة العلمية والتطور الشديد الذي حدث خلال السنة الحالية في إيجاد علاج شاف للالتهاب الكبدي الفيروسي سي، لافتاً إلى أن التقديرات العالمية تشير إلى أن هناك أكثر من 170 مليون مصاب بالتهاب الفيروس الكبدي سي وأن معدلات الإصابة في الكويت ضمن المعدل العالمي والذي يقارب 3 في المئة. وأضاف أن هذا المرض يختلف انتشاره من بلد إلى آخر، كما أن الإحصائيات تشير إلى أن هناك نحو أربعة ملايين إصابة جديدة سنوياً ومعظم تلك الإصابات تكون من غير أعراض مميزة وتمر من دون تشخيص دقيق، والغالبية العظمى (نحو 75في المئة) من هذه الإصابات تتحول إلى إصابات مزمنة ومن ثم تتسبب في تليف الكبد والفشل الكبدي أو التسبب بسرطان الكبد.

ولفت إلى أن العلاج الجديد يؤخذ عن طريق الفم ويرفع من نسب الشفاء من المرض بنسبة 95في المئة وتختلف فترة العلاج حسب حالة المريض.

وأشار إلى أن وزارة الصحة الكويتية قامت بالإسراع بتسجيل الأدوية الحديثة عالمياً لتتمكن من توفيرها من بعد ذلك للمرضى الكويتيين المصابين بالالتهاب الكبدي الفيروسي من جميع الفئات الجينية من الفئة الأولى إلى الرابعة.

نائب رئيس شركة «أبفي» للشؤون الطبية تحدث لـ «الراي» عن العقار الجديد

خوان كارلوس لوبيز: نجحنا في تقليص مدة العلاج ... والكفاءة والفاعلية اقتربت من نسبة 100 في المئة



على هامش المؤتمر، التقت «الراي» بنائب رئيس شركة «أبفي» للشؤون الطبية خوان كارلوس لوبيز، الذي تحدث عن العقار الجديد للشركة ومدى فاعليته، إضافة إلى مدة العلاج والأهداف الرئيسية للشركة وإنجازاتها.

• غالبية التجارب الإكلينيكية تتم حالياً في الولايات المتحدة وأوروبا. لذا، هل هناك أي خطة لديكم لإجراء دراسات وتجارب في أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً الكويت؟

- ليس لدينا أي مواقع هناك على الإطلاق، لكن الأمر مرهون أكثر بالقواعد التنظيمية المحلية،. مثلما يحدث على سبيل المثال أيضاً في اليابان أو في الصين، وفي دول أخرى حول العالم، بل وحتى في أوروبا. فلكي تبدأ أي شيء أو أي نوع من الأبحاث والدراسات، فإن تلك الدول تشترط دائماً أن تقدم بعض البيانات المعينة قبل أن تذهب لبدء ذلك العمل هناك. وبالنسبة إلى العقاقير التي حصلنا على موافقات عليها في الولايات المتحدة وأوروبا، فإننا أجرينا دراسات في المرحلة 3B في المناطق التي لدينا مواقع فيها، لكنني لا أتذكر الآن كم بالضبط عدد المواقع التابعة لشركتنا في منطقة الخليج. لكن هناك خططاً لاشتمال وإجراء دراسات اكلينيكية على منطقة الخليج أيضاً.

• كشركة «أبفي»، ما إنجازاتكم الرئيسية والموضوعات الأساسية التي طرحتموها خلال «مؤتمر الجمعية الأوروبية للكبد»؟

- الواقع أن الأهداف الرئيسية التي نريد أن ننجزها دائماً (كشركة) مع المرضى هي أن نوفر لهم الشفاء، وهذا هو ما نسميه بـ «الكفاءة» أو «الفاعلية». والأمر الثاني هو أن نوفر ذلك الشفاء من دون إحداث أضرار في جسم المريض، أي من دون أن يعاني من الكثير من الآثار الجانبية القوية. أما الأمر الثالث، فهو أن المريض يهمه أن نحقق له النتيجة المرجوة بأسرع وقت ممكن ومن دون أن يشعر بالآلام.

في الماضي وقبل تطوير هذه العلاجات المضادة للفيروس التي لدينا الان، تتذكر أن العلاج الوحيد كان حقن الانترفيرون الذي لا يشكل مضاداً فيروسياً حقيقيا، لكن عقاقيرنا الجديدة هي كذلك.

وللإجابة عن سؤالك الرئيسي بخصوص إنجازاتنا، فأقول إن الأمر الأول هو أننا نجحنا في تقليص طول مدة العلاج إلى 12 أسبوعا فقط بدلاً من 48 أسبوعاً. أما الأمر الثاني، فهو أن كفاءة وفاعلية العلاج قد اقتربت جداً من نسبة 100 في المئة، وتحديداً 97 في المئة.

• هل يمكننا أن نسأل عن الجرعات، وهل تختلف من مريض إلى آخر. وهل هناك فرق بين الجرعات العلاجية الخاصة بالأنماط الجينية المختلفة مثل النمط الجيني الأول والنمط الجيني الرابع مثلاً؟

- بالنسبة إلى النمط الجيني الأول والنمط الجيني الرابع، فإن الجرعة هي ذاتها، والواقع أن هذا السؤال مهم جداً، فالفرق يكمن فقط في التوليفة العلاجية. ولتبسيط الأمر، فإن النمط الجيني الأول له نمطان فرعيان ألا وهما النمط الفرعي 1A والنمط الفرعي 1B، وكذلك الحال بالنسبة إلى النمط الجيني الرابع. ولذلك، فاننا طورنا نوعين من العقار، وعندما نستخدم العلاجات الأخرى مع الريبافيرين، فإن هذا الأخير يؤثر عليها، وفي حالات أخرى لا نحتاج إلى استخدام الريبافيرين، وفي تلك الحالات يستجيب المرضى عادة بشكل جيد جداً للعقارين.

وهكذا، فإن النمط الجيني الرابع والنمط الفرعي يستجيبان بالطريقة نفسها ويحتاجان إلى الجرعة نفسها، لكننا لا نحتاج إلى استخدام الريبافيرين معهما، وهو الأمر الجيد جداً.

• حتى في المراحل المتأخرة من الالتهاب الكبدي الوبائي، هل يعطي العقاران الجديدان النتيجة نفسها، كما في حالات التليف الكبدي الحاد؟

- هذا سؤال جيد جداً، وذلك لسببين. السبب الأول هو لأن مرضى التليف الكبدي في الماضي كانوا مختلفين كما كانت استجابتهم للعلاج أسوأ وكانوا يصابون بآثار جانبية أكثر بسبب العلاجات القديمة، لذا فقد كان هذا الأمر مهماً جداً. أما السبب الثاني، فهو لأننا الشركة الوحيدة التي أجرت 6 تجارب إكلينيكية مختلفة من أجل تقديم البيانات اللازمة للحصول على الموافقة من جانب ادارة الاغذية والعقاقير الاميركية ومن جانب السلطات الاوروبية.

وقد أجرينا كل واحدة من تلك التجارب بهدف الإجابة عن سؤال مختلف، لذا فإننا صممنا كل دراسة إكلينيكية بهدف الإجابة عن ذلك السؤال تحديداً.

• في حالات العلاج بالانترفيرون، اعتدنا على إجراء اختبار الـ PCR (تفاعل البوليميراز المتسلسل) بعد مرور أول 12 شهراً على بدء العلاج. كما أن اختبار الـ SVR (الاستجابة الفيروسية المستدامة) كان يتم اجراؤه أيضاً بعد مرور 6 أشهر على انتهاء فترة العلاج. فهل نحتاج في العلاجات الجديدة إلى اجراء الاختبارين؟

- الواقع أن هذا الوضع لم يتغير مع العلاجات الجديدة. فاختبار الـ PCR هو الطريقة الوحيدة لإجراء التقييم لدى انتهاء فترة العلاج.

فنحن نحتاج إلى التحقق من ذلك بعد مرور 12 أسبوعاً و24 أسبوعاً على بداية العلاج، وذلك لكي نتحقق مما إذا كانت النتيجة سلبية (أي ان الفيروس قد اختفى تماماً من جسم المريض).