معرضه الشخصي افتتحه سلمان الحمود في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية

الفنان عبدالرسول سلمان... أدخل الحداثة التشكيلية في مدلولات كويتية خليجية

1 يناير 1970 06:41 م
يحتفي رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبدالرسول سلمان برؤى محلية، في سياق حداثي مفعم بالرمزية والتكثيف والتحرك بعناصر الأعمال في اتجاهات عدة.

ومن ثم فقد تنوعت المضامين والرموز الوطنية في أعمال الفنان عبدالرسول سلمان في ساق معرضه الشخصي الذي افتتحه وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وقدم فيه سلمان جديده الذي يشتبك فيه مع الرمز، خصوصا في ما يتعلق بالشخصية الكويتية او الخليجية، متخذا من «الدشداشة» موضوعا رئيسيا لبعض- ان لم يكن كل- لوحات معرضه.

ومن خلال هذه الرمزية المنتقاة بعناية يسعى سلمان إلى تثبيت وتأكيد الروح الكويتية الخليجية في الاعمال الفنية التي تتجه الى الحداثة، وهو توجه- ربما ينفرد به سلمان من بين الفنانين التشكيليين في الخليج، وبالتالي فإن الاعمال توهجت بالجمال والقدرة على مواصلة البحث عن الروح الخليجية في انسجة الاعمال وطرحها بقوة.

وتتلاقى الافكار وتتداخل في ما بينها عبر أعمال سلمان التشكيلية، وذلك وفق تداعيات فنية متناسقة مع جماليات الطرح، وتفاعلاته المدهشة مع الزي الوطني «الدشداشة» بالاضافة الى ابراز الملامح كمقومات فنية تؤكد على ما يتطلع الفنان الى توضيحه في كل لوحة من لوحات المعرض، ومن ثم فإن المضامين جاءت مغايرة للسائد، وفي الوقت نفسه متوافقة تماما مع تطلعات الفنان في ايجاد مساحة للخصوصية الكويتية الخليجية، ومن ثم ابرازها في اسلوب حداثي، يعتمد اعتمادا اساسيا على شراهة الالوان، ودقة اختيار عناصر المواضيع والتحرك على اسطح اللوحات وفق منظومة فنية حسية، ذات تداعيات مختلفة.

كما ان المجاميع اللونية التي ساقها سلمان في اعماله تحمل الكثير من المعاني، التي يمكن قراءة مدلولاتها بأكثر من شكل ومضمون، واستلهام افكارها في سياق فني مفعم بالحيوية والحركة.

هكذا جاء معرض الفنان عبدالرسول سلمان كي تتداخل فيه المشاعر باكبر قدر من التكثيف والايحاء وفي تنامي شديد الخصوصية.

وتحدث سلمان عن تجربته الفنية بقوله: «في تجربتي احاول ان ابحر في الوجود عبر القضايا الانسانية واعيد بناء الصور حسب فهمي لها ليستمر بحثي عن لغة جديدة، لاعيد بناء عالمي وزمني باللون والضوء بترابط مع هذا العصر من خلال الجمال والحب والسلام، واعمل على تفكيك التراث كمادة بناء لرؤية جديدة تحاور انسان هذا العصر وتنطوي على فلسفة تتعدى الزمان والمكان، وتعبر عن علاقة الخلق بالخالق في هذا الكون».

واضاف: «ان تجاربي السباقة جميعها ساهمت في ظهور اعمال وتجارب غير مألوفة لتأكيد الهوية والانتماء للوطن فهي تجسد عوالم لا نهائية، وضعت فيها رؤيتي الخاصة الى الحياة، وانسكبت فيها خبرتي الطويلة التي عشتها منذ الطفولة لاعيد بناء عالمي وزمني باللون والضوء في بيئة عائلية بين الفن والادب والموسيقى على نحو ايقاعي، للدخول الى ساحة رقص في ضوء القمر وفي احيان اخرى تكون الطبيعة فسيحة وساكنة كظهير طافحة بشمس الخليج، عشت فيها دائما احاول ان اوثق ما يحيط بي والاحتفاظ به في بيئة دائمة التغيير وذلك من خلال فهمي العميق للشكل والفكرة».

واكد بقوله: «وهدفي هو رصد الواقع والتقاط الانسان رغبة مني في حفظ جزء من الذاكرة وحمايتها من التاكل والنسيان ورغبة مني في استظهار الواقع الاجتماعي والانساني وتأكيد والانتماء عبر قضايا الانسانية وتجذر التراث الثقافي، خاصة في هذه المرحلة التي نعيش (فيها ازمة هوية في الفن التشكيلي)، احاول ان تكون لوحاتي ذا وظيفة توثيقية الى جانب بعدها الابداعي بين الواقعية والحداثة التي بينهما قرابة اكيدة بل علاقة عضوية الاول يتعلق بالجانب العاطفي والجانب الاخر هو البعد الجمالي الابرز في الفن، فالمشاعر التي تعبر عن الحب هي الاساس بالنسبة لي لان تكرارها يولد احساسا عاطفيا جميلا، وهذا الشعور يمدني باحساسي التي تلامسني ولا افصل نفسي عنها، والجمالية في الفن تهدف الى رسالة، موجهة الى مجتمعي الذي اعيش فيه الذي يحب الجمال والطمأنينة والسلام».