افتتح المؤتمر الوطني «وألق بصرك»

سلمان الحمود: القراءة ضرورة حياتية وركيزة أساسية لبناء الفكر المستنير

1 يناير 1970 06:12 م
انطلقت صباح امس فعاليات مؤتمر «القراءة الوطني الأول» وعنوانه «وألق بصرك» في احتفالية ثقافية حاشدة افتتحها وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود نيابة عن راعي المؤتمر سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك في فندق جي ديبلو ماريوت.

وجاء هذا المؤتمر بأفكار شباب مبدع في مجموعة «الفرق التطوعية الشبابية للثقافة الكويتية»، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من خلال دعمه وتنظيمه للفعاليات المصاحبة للمؤتمر.

واستهل حفل الافتتاح بكلمة القاها الحمود نيابة عن راعي المهرجان، مؤكدا ان المجلس الوطني انطلق في اقامة المؤتمر الأول للقراءة عملاً بقوله تعالى «اقرأ باسم ربك الذي خلق».

وقال: «القراءة ضرورة حياتية للتطور والرقي توليها القيادة السياسية العليا بالبلاد جل اهتمامها وعنايتها وفي مقدمتها سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء- حفظهم الله ورعاهم، ايمانا بما تمثله القراءة من ركيزة اساسية لبناء الفكر المستنير للفرد والمجتمع».

وأضاف: «ان مشروع التنمية الشاملة الذي تطمح دولة الكويت إلى انجازه لا يمكن ان يتحقق الا اذا كانت المعرفة، والثقافة متجذرة في نفوس وعقول ابنائنا من الناشئة والشباب، وهذا يضع على عاتقنا جميعا لاسيما مؤتمركم، والعمل على حس الجيل الجديد لبناء معرفتهم وتكوينهم الثقافي الذي يصب في بناء الوطن والنهوض به.

واستطرد قائلا: «كلنا امل في ان يترجم ذلك بتبني هذا المؤمر الكريم استراتيجية وطنية لتشجيع الناشئة والشباب وغرس وتعزيز دورها في لغة القرآن عبر التعاون والتنسيق بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبين الجمعيات والكيانات التربوية، عملا بمبدأ المشاركة الوطنية وروح الفريق الواحد».

وشكر الحمود لصاحبة الفكرة رزان احمد المرشد، ومبادرات مجموعة مشروع حروف الثقافي التطوعي على جهودهم الطيبة، كما شكر العاملين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تنظيم هذا المؤتمر في دورته الاولى.

كما ألقت مدير مشروع حروف الثقافي التطوعي- صاحبة فكرة المؤتمر- رزان احمد المرشد... كلمة اشارت فيها الى رموز الثقافة في الكويت مؤتمر انهم يريدون الانطلاق بالكتاب الى عوالم اخرى، كما تحدثت عن الفجوة بين الشباب والمؤسسات الحكومية... وكيف ان هذا المؤتمر سيساهم في ردمها، وقالت: «ان لم نبدأ بتنمية العقل فلا فائدة من الجسد... ثم عُرض فيلم تسجيلي عنوانه «والق بصرك» تطرق الى المنتديات والفرق التطوعية المشاركة في المؤتمر.

وترأست الجلسة الصباحية الأولى- المحور الاول من المؤتمر- الدكتورة ابتهال الخطيب، وحاضر فيها الزميل الاستاذ الدكتور ايمن بكر والذي تحدث عن مفهوم القارئ وبيان هوية القارئ ودوره في المجتمع.

وناقش فيها بعض الصياغات العامة التي يقبلها الواقع العربي حول علاقة المبدع بالمتلقي رغم ما في هذه الصياغات من تعميم مخادع، طارحاً اسئلة لماذا فقد الابداع ملتقيه؟ هل يجب ان ينزل المبدع الى المتلقي ام يصعد المتلقي الى المبدع؟

وتناول المحاضر بعض التفاصيل التي تخص المتلقي ولماذا كثر استخدامه بدلاً من كلمة القارئ، واوضح ان فكرة المتلقي تبدو مبرزة الجانب السلبي لفعل القارئ اذ هو ذلك الكيان الفاعل في العمل الابداعي بالقدر نفسه الذي يقوم به المبدع، وربما اكثر.

وتفاعل الدكتور يوسف زيدان في ورقته البحثية مع الكثير من الرؤى المتعلقة بالتأويل والقراءة، وذلك في فعاليات المحور الثاني من الجلسة الصباحية وعنوانه «التأويل واشكالية فهم النصوص الأدبية والفكرية»، والجلسة أدارها الأمين العام لرابطة الأدباء الباحث طلال الرميضي.

ومزج زيدان محاضرته بين القراءة والتأويل، مشيراً الى دلالات المفردات التي تعطي اللغة اهميتها وتواصلها كما اعطى مقارنة بين الفن والعلم والعملية الآلية للقراءة والادراك الذي هو الجزء المتمم للقراءة التي تتحقق من خلال الجانبين الإدراكي والآلي.

وقال: «الفهم هو جوهر عملية القراءة» متحدثا عن المعنى المجازي والحقيقي للقراءة، مثل قراءة الانسان لما في داخله قراءة مجازية، واكد ان القارئ يستهدف الإبانة من خلال تفسير شفرات النص.

وتحدث عن بعض الافكار التي تعتمد في احداثياتها على التأويل، ومن ثم ألقى الضوء على التصورات المختلفة في ما يتعلق بسفينة سيدنا نوح، من خلال التفاسير والتأويلات، التي قدمت في هذا المجال، وكذلك التأويل في الديانات اليهودية والمسيحية بالاضافة الى آراء المعتزلة والأشاعرة وغيرهما من الفروق الاسلامية، مؤكداً ان التأويل يخص كل نص يقبل التعبير، وان هناك نصوصاً أدبية تحتاج الفهم والتأويل، مثل قصيدة «الأرض الخراب» لأليوت. وفي اجاباته على مداخلات الحضور اكد زيدان ان اخطر شيء على عقل الانسان اعادة النظر في البديهيات.

وفي اجابة أخرى اوضح زيدان ان الحضارة العربية- او الأمجاد العربية- لم تكن موجودة في الجزيرة العربية، ولكنها بدأت في اليمن والهلال الخصيب.