أكد أنه لولا تدخل بلاده في شمال مالي لما استطاعت الدول الغربية والأفريقية مواجهة الإرهابيين

السفير التشادي لـ «الراي»: الجماعات الإرهابية في أفريقيا تحظى بزخم أكبر من حجمها

1 يناير 1970 05:14 ص
• شروط التأشيرة لدينا ليست معقدة بل تنجز خلال يوم واحد فقط

• الكويتيون كانوا السباقين في سياحة السفاري والصيد في تشاد

• لم نتأثر اقتصادياً بالاضطرابات في دول الجوار لأن لدينا اكتفاءً ذاتياً

• تشاد تعتبر ثاني أكبر دولة من حيث الثروة الحيوانية في العالم

• 42 كويتياً زاروا تشاد خلال 18 شهراً بمعدل 2 إلى 3 شهرياً وهذا جيد

• ليبيا عارضت قديماً انضمامنا للجامعة العربية والآن نحن بانتظار الموافقة

• لدينا أكثر من 370 موقعاً سياحياً أشهرها شريط الصحراء والواحات الطبيعية

• المشاكل في نيجيريا ستنتهي خلال أيام كما انتهت في أفريقيا الوسطى ومالي
مؤكداً قرب الانتهاء من مشاكل الجماعات الإرهابية في نيجيريا خلال أيام كما انتهت في افريقيا الوسطى ومالي، قال سفير جمهورية تشاد لدى الكويت على أحمد أغبش «إن موضوع الجماعات الارهابية والمسلحة في افريقيا قد أخذ صيتا اعلاميا أكبر من حقيقتها على الأرض».

وكشف أغبش في حوار مع «الراي» أن «الشعب التشادي متمسك بتراثه وهويته، وفيه نسبة كبيرة من العرب كأولاد راشد وأولاد حميدو السلامات والخزام وقبائل أخرى»، مبينا أن «هناك تواصلا قديما جدا مع المنطقة العربية خارج حدود القارة الافريقية عبر بوابتي مصر والسودان».

وأشار إلى أن «هناك تشاديين مقيمين في الأراضي المقدسة منذ مشاركتهم في حروب التحرير عام 1948 وبعد النكسة والكثير منهم لا يزال مقيما في الأردن والكويت ومصر والسعودية»، لافتا إلى «عدم وجود تبادل تجاري يذكر بين بلاده والكويت نظرا لحداثة إنشاء العلاقات الديبلوماسية بينهما».

وعلى الصعيد السياحي، ذكر أن «نحو 42 كويتيا قد زاروا بلاده خلال الفترة السابقة من بين سياح السفاري والصيد الذين يفدون إلى بلاده ومعظمهم من السعودية والامارات بعد أن كان الكويتيون هم السباقون في فترة التسعينات».

وبين أن تشاد تعمل حاليا لتعريف الكويتيين بالفرص الاستثمارية المتاحة هناك لاسيما وأنها تحتوي على أكبر المحميات الطبيعية في العالم والتي تضم نحو 3600 نوع من الطيور والحيوانات المختلفة، مشددا على أن بلاده لم تتأثر كثيرا اقتصاديا بالأوضاع المضطربة المحيطة بحدودها نظرا لاعتمادهم على سياسة الاكتفاء الذاتي لأن تشاد تعتبر ثاني أكبر دولة من حيث الثروة الحيوانية في العالم بعد السودان بالاضافة الى منتجاتها الزراعية المتنوعة، وفي ما يلي ما دار من حوار:

• كيف تصفون علاقاتكم بالكويت؟

- علاقاتنا مع الكويت قديمة بدأت في ستينات القرن الماضي وكانت مقتصرة على الاحترام المتبادل بين الدولتين واللقاءات من خلال المحافل الدولية بجميع القضايا الاقليمية والاسلامية، بالاضافة الى تعاون وثيق بين الصندوق الكويتي للتنمية وتشاد عن طريق دعمه للكثير من المشاريع في عدة مجالات، وقد تواصلت هذه العلاقات الطيبة بين البلدين حتى توجت بتوقيع بروتوكول العلاقات الديبلوماسية بين البلدين والذي نتج عنه افتتاح سفارة جمهورية تشاد في عام 2013.

• هل هناك زيارات متبادلة منتظرة بين مسؤولي البلدين؟

- من أهم الزيارات بين البلدين كانت زيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي ولقاءه مع أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، بعد ثلاثة أعوام من وصوله لسدة الحكم في تشاد بعد صراع طويل ضد العهد الديكتاتوري الحاكم عام 1994، والتي توالت بعدها الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين على كافة المستويات كانت آخرها زيارة وزيرة الاقتصاد والتخطيط مريم محمد نور للكويت قبل عدة أشهر، كما ان هناك زيارات قريبة،مخطط لها بين مسؤولي البلدين ولكن لم يتم تحديد موعدها النهائي حتى الآن.

• كم يبلغ عدد الجالية التشادية في الكويت؟

- يصل عدد الجالية التشادية في الكويت الى 171 شخصــــا منهـــــم موظفــــون في القطاع الحكومي وحوالي 13 طالبا.

• ما خطط السفارة لتعريف الكويتيين بفرص الاستثمار المتاحة أو السياحة في تشاد؟

- هذه من أهم أولوياتنا في الوقت الحالي ونقوم بها عبر المنشورات التعريفية التي يتم توزيعها خلال حفلات الاستقبال بالاضافة لزياراتي للدواوين الكويتية، كما أننا نعد لترتيب زيارات لوفود صحافية للتعرف ببلادنا عن كثب وعكس الصورة الحقيقية للجوانب السياحية والاستثمارية في تشاد، وهناك الكثير من الخطط الأخرى لدينا في هذا المجال سترى النور خلال الأشهر القليلة المقبلة.

• كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين الكويت وتشاد؟

- لا وجود لحجم تجاري يذكر بين بلدينا، بسبب حداثة العلاقات الديبلوماسية، ولكن لله الحمد خلال وجودنا في الكويت شجعنا الكثير من اخواننا في الكويت لزيارة تشاد والاطلاع على واقعها لمعرفة فرص الاستثمار المتاحة لهم هناك، وخلال سنة ونصف السنة زار 42 كويتيا مختلف مناطق تشاد لأغراض سياحية أو استثمارية أو للعمل الخيري، وهذا مؤشر جيد بمعدل شخصين الى ثلاثة كويتيين يزورون تشاد شهريا، وقد قدم لنا بعضهم بعد عودته دراساته للفرص الاستثمارية ونحن نعمل الآن على دراستها لفتح أبواب الاستثمار لهم.

• هل يحتاج الكويتي الحصول على تأشيرة لدخول تشاد؟

- نعم ولكن شروط التأشيرة لدينا ليست معقدة أبدا وتنجز خلال يوم واحد فقط.

• هل هناك رحلات جوية مباشرة من الكويت لتشاد؟

- لا هناك خطوط مباشرة عن طريق مصر او المغرب أو أديس أبابا أو تركيا وأقربها خط مصر.

• وما مقومات السياحة في تشاد؟

- تشاد لديها أكثر من 370 موقعا سياحيا من أشهرها شريط الصحراء الكبرى والواحات الطبيعية وسط الصحراء وقد تم تصنيف بحيرتي جونغا الكبير والصغير في عام 2012 في اليونيسكو من ضمن التراث العالمي، كما ان لدينا أكبر المحميات الطبيعية في العالم والتي تضم نحو 3600 نوع من الطيور والحيوانات وهي محمية «زاكوما» التي تحتوي على عدد كبير من البحيرات والأنهار والغابات ومعظم روادها من الدول الأوروبية، اضافة الى مجال السياحة في الصيد والسفاري وأكثر روادها السعوديون والاماراتيون وكان قبلهم بعض الكويتيين في التسعينات.

• في ظل ما تعانيه دول جواركم من اضطرابات، كيف تصف الحالة الأمنية في تشاد؟

- الحالة الأمنية في تشاد مستقرة ولله الحمد، فبعد ان تجاوزنا الكثير من الاشكالات الداخلية لدينا بدأت تشاد تساهم منذ عدة سنوات في حلحلة الكثير من القضايا الأمنية في القارة الافريقية، والجميع يعلم أنه لولا تدخل تشاد في شمال مالي لما استطاعت الدول العالمية والافريقية الأخرى حل هذه المشكلة ومنع الارهابيين من احتلال شمال مالي وتكوين دولة «أزواد»، كما ساهمنا في حل مشـــــكلة بوكــــوحــــرام التي استمرت لـــثلاث سنوات، ولولا تدخل جيشنا لما استطاعت نيجيريا تنظيم الانتخابات قبل شهرين، كما ساهمنا أمنيا في حل مشكلة جمهــــــورية افريفيا الوسطى حيث ارسلنا 850 جنديا للتدخل هناك والعمل على استتباب الأمن، بالاضافة للكثير من المساهمات الأخرى والتي حصلت بموجبها تشاد على مكافــــــأة دولية باعــــتراف جمـــيع دول العالم وحصلت على عضوية مجلس الأمن ولأول مرة بصفــــة عضو غير دائم.

• ما مدى تأثير هذه الاضطرابات على الاقتصاد التشادي؟

- هو تأثير نسبي فقط، لأن تشاد دولة مغلقة لا تطل على أي ساحل ويعتمد اقتصادها على الاكتفاء الذاتي، لان تشاد تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد السودان في الثروة الحيوانية كما انها دولة زراعية من الطراز الأول وهذا أدى إلى اكتفاء ذاتي في المجتمع التشادي، وأيضا لا تأثير على بعض الصناعات التي نستوردها من الخارج عن طريق ميناءي الكاميرون أو بورسودان اللذين نستعملهما أيضا لتصدير منتجاتنا لدول الجوار والعالم لان طرقها مؤمنة وهناك تعاون أمن قوي بين تشاد ودول الجوار، وهذا ما أدى لعدم تأثير ما يحدث في المنطقة على اقتصادنا بشكل يذكر.

• ماذا عن تأثير الجماعات الارهابية عليكم خصوصا بعد مبايعة جماعة بوكوحرام لتنظيم الدولة الاسلامية أخيراً؟

- هذا الموضوع قد أخذ حجما اعلاميا أكبر من الحقيقة على الأرض، فأنا شخصيا كنت ضابطا في القوات المسلحة وأعلم جيوغرافية تشاد والمنطقة ومدى تأثير الحركات المسلحة لزعزعة الأمن في المنطقة وحدود تشاد مؤمنة بنسبة 100 في المئة وبالتالي هذا ما سمح لنا بالمشاركة في حلحلة المشاكل في دول الجوار، واطمئنكم أن المشاكل في نيجيريا ستنتهي خلال أيام كما انتهت في افريقيا الوسطى ومالي، وبالتالي ليس لدينا أي توجس من تهديد هذه العصابات.

• كيف تصف علاقاتكم مع الدول العربية والخليج بشكل خاص؟

- تشاد كانت قبل مؤتمر التقسيم في عام 1884 بين القوى الاستعمارية عبارة عن ثلاث ممالك، قامت أول مملكة عربية إسلامية في تشاد في القرن الثاني الهجري - الثامن الميلادي وهي مملكة كانم شمال شرق بحيرة تشادو التي أسسها الكانمي من سلالة سيف ابن ذي يزن وكانت رابع أكبر دولة في العالم وتسمى بظهير الإمامة ثم اتَّسع نفوذها في القرن الثالث الهجري - التاسع الميلادي، حتى شمل منطقة السودان الأوسط بأكملها. وقد كانت اللغة العربية هي لغة المملكة والممالك التشادية الأخرى.

وبعدها قامت ممالك أخرى في حوض بحيرة تشاد مثل مملكة برنو ومملكة وداي العباسية وكذلك مملكة باقرمي، التي قامت في القرن السادس عشر الميلادي، وظــلت حتى وصول الاستعمار الفرنسي لتشاد في مطلع القرن العشرين.

والآن، لدينا تواصل قديم جدا مع المنطقة العربية خارج حدود القارة الافريقية عبر بوابتي مصر والسودان، حيث تجد هناك تشـــــاديين ما زالو مقيـــمين في الأراضي المقدسة منذ مشاركتهم في حروب التحرير عام 1948 وبعد النكسة هناك الـــكثير منهم لا يزال مـــقـــــيما في الأردن والكويت ومصر والسعـــــودية التي تحتــــضن نحو 200 الف تشــــادي منذ الســــتينات هذا بالنســـــبة للاطار الشعبي، أما بالنسبة للاطار الرسمي فقد افتتحت اول سفارة لتشاد في الخليج عـــام 1973 بالسعــــودية لخدمة جاليتنا في جميع دول الخليج ومن ثم افتتحنا سفارتنا في الكويت وقطر وقريبا في الامارات العربية المتحدة.

• بعد مرور قرابة السنتين على وجودك في الكويت كيف يمكنك وصف الكويت؟

- إنني لا أشعر بالغربة في الكويت ولا يوجد اختلاف كبير عن طبيعة تشاد فبيئتنا متقاربة جدا وقد اطلعت قبل أيام على خريطة للهجات العربية المنتشرة في العالم ومذكور فـــيها أن أقرب اللهجات المحلية العربية للكــــويت هي اللهجة المحلية التشادية وبالتالي أنا أشعر انني بين أهلي وأحبائي.

• بمــــــا أن أكثـــــر من 45 في المئة مـــــن شعبكم ينطق بالعربية ومن أصول عربية، لماذا لم تنضم تشاد إلى جامــعة الدول العربية؟

- هذه قصة طويلة فقد قدمت تشاد طلب الانضمام للجامعة العربية في السبعينات لكن بحكم وجود مشاكل بين تشاد وليبيا آنذاك على الشريط الحدودي، عارض الإخوة في ليبيا انضمامنا للجامعة، وكما هو معلوم فإن ميثاق الجامعة العربية ينص على ان تكون جميع قراراتها بالاجماع، وهذا ما عطل انضامنا وتمت اعادة طرح انضمامنا مرة اخرى عام 2010 قبل الأزمة الليبية عــــــن طـــــريق الامــــانة العامة للجامعة وقبل أيام سألت الأميــن العام عن هذا الموضوع وقـــــال ان الموضوع يسير بشكل جيد وأتمنى أن توافق جميع الدول العربية بالاجــــماع هذه المرة.

• بم تريد ان تختم هذا اللقاء؟

- أهنئ سمو أمير البلاد بحصوله على لقب أمير الانسانية وحصـــول الكويت على لقب مركز الانسانية في العالم ونجاحها في استضافة المؤتمر الثالث للمانحين لدعم الشعب السوري الشقيق ما يدلل على أصالة وكـــرم الكويــت وأهلها.

«قبيلتي الرشايدة»



ردّ السفير أغبش على سؤال عما قيل من قبل من انتمائه لقبيلة الرشايدة بالقول: «أنا قبيلتي من الرشايدة التي لها انتشار واسع في السودان وليبيا ومصر وفلسطين والاردن والكويت والعراق».

85 في المئة مسلمون



بين السفير التشادي أن الشعب التشادي متمسك بتراثه وهويته، وفيه نسبة كبيرة من العرب كأولاد راشد وأولاد حميدوالسلامات والخزام المحاميد والعدوان وبني وائل وقبائل أخرى، مما يجعل اللغة العربية لغة رسمية في عهد السيادة الوطنية، واللغة العربية منتشرة بين سكان تشاد حتى بين غير العرب، والبالغ عددهم نحو 12 مليون نسمة بنسبة 90 في المئة وينتشر الإسلام بنسبة 85 في المئة.