«علي عبدالله صالح مواطن يمني ودول التحالف لا تتعامل مع أفراد»

السفير السعودي لـ «الراي»: «الخطأ الإستراتيجي» في اليمن تدخل دولة إقليمية ودعمها الحوثيين وفلول النظام السابق بالمال والسلاح

1 يناير 1970 05:13 ص
• زيارة وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت... مؤجلة

• العمليات العسكرية تهدف لإضعاف القدرات الحوثية

• عنصر المفاجأة في «عاصفة الحزم» كان مطلوباً ومهماً

• قوات التحالف حريصة على عدم التعرض لأي هدف مدني

• هدفنا منع الجماعات المتواطئة مع جهات أجنبية من تدمير اليمن

• ليس مستبعداً أن يكون هناك من يحرّك مجموعات للتظاهر أمام سفارات المملكة

• نتمنى أن تنتهي الحرب برضوخ الحوثيين للسلطة الشرعية

• «عاصفة الحزم» لم تأتِ من فراغ بل سبقتها محاولات خليجية حثيثة للوصول لوحدة وطنية يمنية

• بعض الأطراف وفلول النظام السابق اعتبرت المبادرة الخليجية مساحة للاستراحة ومن ثم عاودت جهودها للسيطرة على اليمن

• لن يكون هناك تفاوض مع الحوثيين إلا بعد إلقائهم السلاح ورضوخهم للسلطة الشرعية
أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز أن عملية «عاصفة الحزم» في اليمن لم تأت من فراغ، لافتا أن دول المجلس سعت جاهدة للوصول للوحدة اليمنية عن طريق المبادرة الخليجية، غير ان بعض الأطراف لم تلتزم ببنودها، وبدأت بالاعتداء على السلطة الشرعية.

ورفض الفايز في حوار مع «الراي» وصف عملية «عاصفة الحزم» بأنها خطأ استراتيجي، معتبرا انه «إن كان هناك من خطأ استراتيجي فهو في تدخل احدى دول الاقليم في شؤون اليمن الداخلية ودعمها للجماعات الحوثية وفلول النظام السابق بالمال والسلاح والتدريب».

وبين أن كل مراقب للأوضاع كان يدرك أنه لو تركت الأمور فإنها ستوصل لانهيار الدولة اليمنية وسيطرة الجماعات المتمردة الحوثية وفلول النظام السابق على مقدرات البلد وزيادة النفوذ الأجنبي في اليمن.

وشدد على ان أي تهديد لأمن واستقرار اليمن هو تهديد لأمن واستقرار المنطقة.

وأشاد سفير المملكة العربية السعودية بالموقف التاريخي لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد ولحكومة وشعب الكويت الذين قاموا بتقديم كل الدعم من جميع النواحي العسكرية والسياسية والاعلامية لعمليات عاصفة الحزم.

وتمنى أن تنتهي الحرب برضوخ الحوثيين للسلطة الشرعية والتفاهم بين مكونات الشعب اليمني على ما يرونه مناسبا لمستقبل اليمن من دون تدخل أي قوى خارجية...وفي ما يلي نص الكامل الحوار:

• كيف ترون سير ومجريات معركة عاصفة الحزم بعد مرور اسبوعين على بدايتها؟

- في البداية أشكر جريدة «الراي» على هذه الاستضافة الطيبة، وكما تعلمون ان انطلاق عمليات عاصفة الحزم تشغل الجميع هذه الأيام، ولو عدنا للوراء قليلا لعلمنا أن هذه المعركة لم تأت من فراغ، فقد سبقتها محاولات حثيثة قبل عامين من دول مجلس التعاون للوصول لوحدة وطنية يمنية ولاتفاق بين الأطراف المتنازعة سياسيا في اليمن، وتم التوقيع على الاتفاق برعاية دول المجلس وترتب عليه تغيير رئيس الدولة في اليمن وسعي للمصالحة الوطنية بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، ولكن بعض هذه الأطراف لم تلتزم ببنود هذا الاتفاق وبدأت الجماعات الحوثية المسلحة وفلول النظام السابق في محاولات للاعتداء على السلطة الشرعية في اليمن، وبدأت في حملات عسكرية للسيطرة على مناطق مختلفة حتى وصلوا للعاصمة صنعاء. كل ذلك حدث بتدخل أجنبي من إحدى القوى الاقليمية التي سعت إلى دعم الحوثيين وفلول النظام السابق بالمال والأسلحة ووصلت بتدخلها إلى تدريبهم أيضا، وكما تعلمون أن السلطة الشرعية في اليمن ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي طلبت من قادة دول المجلس التدخل لإنقاذ اليمن من هذا التمرد الحوثي، وبعد مشاورات تم تكوين التحالف العربي الذي يضم خمس دول المجلس بالاضافة لعدد من الدول العربية الشقيقة وبدأت العمليات العسكرية التي تهدف لاضعاف القدرات الحوثية وتمكين السلطة الشرعية من السيطرة على مقدرات اليمن.

• ألم تستشيروا حلفاءكم في الدول الغربية قبيل البدء في المعركة؟

- التنسيق والمشاورة كان بين دول مجلس التعاون، ولا يخفى على أحد أن عنصر المفاجأة في العمليات العسكرية مطلوب ومهم، وكل مراقب للأوضاع كان يدرك أنه لو تركت الأمور فإنها ستوصل لانهيار الدولة اليمنية وسيطرة الجماعات المتمردة الحوثية وفلول النظام السابق على مقدرات البلد وزيادة النفوذ الأجنبي في اليمن، وأي تهديد لأمن واستقرار اليمن هو تهديد لأمن واستقرار المنطقة.

• لماذا رفضتم اتفاقية السلم والش راكة وعدتم للاتفاقية الخليجية مرة أخرى؟

- ما حصل أن الالتزام المطلوب في المبادرة الخليجية لم يتحقق، فبعض الأطراف وفلول النظام السابق رأتها مساحة للاستراحة ومن ثم عاودت جهودها للسيطرة على اليمن، وكانت هناك قبل شهر دعوة للأطراف اليمنية المختلفة للجلوس على طاولة الحوار ومناقشة الأوضاع في اليمن ورفضت الجماعات الحوثية هذه الدعوة.

• كيف رأيتم التدخل الروسي أخيراً بسبب الوضع الانساني واجلاء الأجانب؟

- الحديث عن الأوضاع الانسانية فيه مبالغة كبيرة، وقوات التحالف المشاركة في عاصفة الحزم حريصة على عدم التعرض لأي هدف مدني واقتصر نشاطها على الأهداف العسكرية ووقف تقدم الجماعات الحوثية، والمساعدات الانسانية تصل بطرق مختلفة الى اليمن ولا تمنع قوات التحالف العربي أي جهة من ايصال مواد الإغاثة أو المساعدات، وتم اجلاء عدد من الأجانب مع بداية العملية عن طريق ميناء عدن والآن هناك عمليات إجلاء عن طريق مطار صنعاء.

• هل يمكننا اعتبار عملية عاصفة الحزم قد أتت لوقف المد الإيراني في اليمن؟

- عاصفة الحزم لها أهداف محددة لإيقاف الوضع المتردي في اليمن ومنع انهيار الدولة اليمنية ومنع الجماعات المتواطئة مع جهات أجنبية من تدمير اليمن ومنع النفوذ الأجنبي من التمدد في اليمن.

• حصلت قبل أيام مظاهرات أمام السفارة السعودية في القاهرة تخللتها بعض الإساءة للمملكة، فهل تتوقعون مظاهرات أخرى؟

- لو تابعتم الأوضاع الدولية، لوجدتم أن تجمع بعض المتظاهرين أمام بعض السفارات ليس مستغربا، وليس مستبعدا أن يكون هناك من يحرك هذه المجموعات للتظاهر أمام سفارات المملكة في أي مكان لتحقيق مكاسب إعلامية ودعائية.

• تحدثت بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن وجود وساطة اماراتية لوقف عاصفة الحزم على الرغم من مشاركتها فيها، فما ردكم؟

- الرد على هذا هو ذكرته في السؤال بأن دولة الامارات مشاركة في عمليات عاصفة الحزم، ولا يعقل أن تكون مشاركة في عمليات هدفها الدفاع عن اليمن وأمن واستقرار المنطقة وفي الوقت نفسه ترغب في وقفها.

• المملكة رفضت عرض علي عبدالله صالح وقف الغارات مقابل تعهده بعدم الترشح للانتخابات هل تتوقعون أن يلعب صالح دورا مستقبليا في اليمن؟

- صالح هو مواطن يمني، ودول التحالف لا تتعامل مع الأفراد، وبإمكان أي شخص أن يطلب ما يريد ولكن العبرة في من يتجاوب معه.

• هل تتوقعون الموافقة على المشروع الخليجي الشامل بالنسبة لليمن في مجلس الأمن؟

- دول المجلس لا تتقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن إلا بعد دراسة متأنية، ونتمنى أن يوافق المجلس على هذا المشروع لأنه متوازن ويضع مصلحة اليمن أساسا في اعتباره، وأريد التأكيد على نقاط عدة هنا: ان بدء عمليات عاصفة الحزم جاء بعد طلب من السلطة الشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وبعد استنفاد جميع الطرق الديبلوماسية للوصول إلى حل سلمي للأوضاع في اليمن الشقيق، كما لا يجب أن ننسى مشاركة دول مجلس التعاون في التحالف جاءت بناء على بنود في النظام الأساسي لمجلس التعاون وتنفيذا لاتفاقية الدفاع المشترك التي أقرتها الجامعة العربية وكجزء من مسؤولياتها كدول أعضاء في منظمة الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين، حيث إن أي تهديد للجزيرة العربية يؤثر على المنطقة بأكملها، كما جاءت لوقف التدخل الأجنبي في شؤون اليمن الداخلية.

• وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني عاصفة الحزم بالخطأ الاستراتيجي، فما رأيكم؟

- عاصفة الحزم تمثل استجابة لطلب السلطة الشرعية في اليمن لمساندتها ودعمها في وجه التمرد الحوثي وليس صحيحا أنه كان هناك خطأ استراتيجي، فالقنوات الشرعية والقانون الدولي كلها تؤيد ما ذهب إليه الرئيس اليمني ودول التحالف لَبَّت نداءه رغبة منها في انتشال اليمن من خطر سيطرة الحوثيين والقوى الأجنبية على اليمن. وإن كان هناك من خطأ استراتيجي فهو في تدخل احدى دول الاقليم في شؤون اليمن الداخلية ودعمها للجماعات الحوثية وفلول النظام السابق بالمال والسلاح والتدريب، هذا هو الخطأ الاستراتيجي الذي يجري الآن ولله الحمد تصحيحه على ارض اليمن واعادة الامور الى نصابها وحماية اليمن من التدخلات الخارجية، وإنهاء النفوذ الاجنبي المهدد لأمن واستقرار اليمن.

• هل تتوقع أن ترى القوة العربية المشتركة النور قريباً، وأن تشارك في العمليات القائمة حاليا؟

- هذه احد القرارات التي أقرتها القمة العربية، ومتى تبدأ فهذا أمر متروك للقادة العسكريين، لكن لا أتوقع أن تشارك لأن تجهيزها يحتاج إلى وقت لإنشائها ووضع اللوائح المنظمة لعملها.

• متى ستتم زيارة وزير الدفاع السعودي المخطط لها إلى الكويت؟

- تم تأجيل زيارة وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان للكويت حاليا، وهناك دعوة وجهت إلى سموه من قبل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الكويتي وقبلها سموه وسيتم تحديد موعد لها مستقبلاً، لكن حتى الآن لا توجد تأكيدات على موعد زيارته للكويت.

• كيف تقيِّم مشاركة القوات الكويتية في عاصفة الحزم؟

- أجدها فرصة للإشادة بالموقف التاريخي لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد ولحكومة وشعب الكويت الشقيق الذين قاموا بتقديم كل الدعم من جميع النواحي العسكرية والسياسية والاعلامية لعمليات عاصفة الحزم، وكما ذكرت لم يأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ببدء العمليات العسكرية للتحالف الا بعد أن تفاهم مع اشقائه رؤساء دول المجلس والدول العربية الأخرى، والموضوع في النهاية هو جهد عربي منسق ومنظم لدعم الشرعية في اليمن.

• أعلن الحوثيون عزمهم على الدخول في مفاوضات مع التحالف بشرط وقف اطلاق النار فهل ستوافقون على ذلك؟

- عرضت عليهم أكثر من مرة مبادرات للجلوس الى طاولة المفاوضات للحوار مع أطياف المجتمع اليمني لكنهم رفضوا، ولن يكون هناك تفاوض الا بعد إلقائهم السلاح ووقف عملياتهم العسكرية واقتناعهم أنهم ليسوا القوة السياسية الوحيدة في اليمن بل جزء من مكونات الشعب اليمني، وعموما دول التحالف لا تتفاوض مع جماعات وأفراد، وإذا كان هناك حوار فإنه يكون بين مكونات الشعب اليمني وتحت مظلة السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس اليمني.

• هل ستوافق السعودية على وقف الحرب في حال التزام الحوثيين بالحوار؟

- المملكة ليست طرفا في الحوار اليمني فهذا شأن داخلي بينهم، لكن التمرد على السلطة والشرعية ومحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة وجعل اليمن بالكامل كيانا تابعا لقوى أجنبية أمر لا يقبله الشعب اليمني نفسه ولن تقبل به السلطة الشرعية أيضا.

• كيف ترون نهاية هذه الحرب؟

- نحن نتمنى أن تنتهي الحرب برضوخ الحوثيين للسلطة الشرعية والتفاهم بين مكونات الشعب اليمني على ما يرونه مناسبا لمستقبل اليمن من دون تدخل أي قوى خارجية.

• هل يمكن أن تكون هناك عاصفة حزم أخرى وتحالف آخر ضد الجماعات الارهابية التي تهدد الحدود الشمالية للمملكة من ارهابيي تنظيم داعش؟

- هذا التحالف نشأ لغرض محدد وجار التعامل حاليا مع الأوضاع في اليمن عبر هذا التحالف، ولا أود أن أخوض في أمور افتراضية قد تحدث أو لا تحدث.

• بعض الأوساط اليمنية اعتبرت خروج الرئيس اليمني للمملكة قد تقلب عليه الكثير من مؤيديه في الداخل اليمني فما رأيكم؟

- لا أعتقد ذلك، فشرعية الرئيس ليست مرتبطة بتواجده الدائم في منطقة أو مدينة معينة، فالظروف السياسية والأمنية حتمت على الرئيس أن يخرج للمشاركة في القمة العربية وسيعود الى اليمن فور استقرار الأمور هناك.

• هل توقيع المملكة اتفاقية نووية مع كوريا الجنوبية يعتبر بداية سباق للتسلح النووي في المنطقة من منطلق توازن القوى؟

- لا، فالمملكة لديها برنامج لاستخدام التقنية النووية لأغراض سلمية كانت تقوم بها مدينة الملك عبدالعزيز، والآن تم انشاء هيئة متخصصة بهدف الاستفادة السلمية من هذه التقنية.