مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي
سلاح الخيرات
|مبارك مزيد المعوشرجي|
1 يناير 1970
08:03 ص
كونت الكويت مع استقلالها عن بريطانيا سلاحاً فعالاً ومؤثراً جعل لها دوراً كبيراً في العالم أجمع، بل حضوراً وقوة في اتخاذ القرار، ألا وهو الصندوق الكويتي للتنمية، الذي يقوم بمساعدة الدول النامية عبر قروض ميسرة، زهيدة الأرباح.
ولم تكتف بذلك، بل عمدت إلى مساعدة أكثر من 180 دولة فقيرة، مثل دول آسيا وإفريقيا، وغنية كأميركا عندما سادت الفيضانات إحدى ولاياتها، واليابان عندما تصدع أحد مفاعلاتها النووية، وأدى إلى كارثة بيئية وبشرية كبيرة هناك.
وبسبب هذه القروض والمساعدات، جعلت لنا حضوراً قوياً في المجتمع الدولي، وقبولاً كوسيط عند الخلافات السياسية بين الدول والمؤسسات.
ولعل حضور 78 بلداً و40 منظمة دولية المؤتمر الثالث للمانحين لدعم أهلنا في سورية والحصول على أكثر من 3.8 مليارات دولار تحت رعاية قائد الإنسانية، صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، هو ما جعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز، لحسن استغلالنا لسلاحنا الإنساني.
واشتراك الكويت في عمليات «عاصفة الحزم»، لإنقاذ أهل اليمن وشرعية حكومته، ما هو إلا من باب ردع الفئة الباغية حتى تفيء إلى السلم، وما إن تسكت مدافع البارود والنار حتى تنتشر كتائب الإصلاح والمصالحة، وورش الإعمار، وفئات اليمن على تعددها إخوة وأبناء، ومهد العرب القديم، ودول الخليج لم تكن يوماً معتدية أو غازية، أو تسعى للانتقام، بل كانت دائماً تداوي الجروح وتطفئ النيران، وتعيد بناء ما تدمره الحروب الأهلية، والعدوان الصهيوني على الدول العربية، عن طيب خاطر، إيماناً بدورها الإسلامي.
يقول السيد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة: «أينما تنذر الأزمات ألجأ لأمير الكويت لأنهل من نصحه وحكمته، باعتراف وشهادة بدور الكويت قيادة وشعباً لهذا الدور الإنساني العظيم».
****
إضاءة:
لقد كشفت عودة فكرة «حشد» للشارع منفردة ثقلها الحقيقي في المعارضة السياسية وأثارت انتقادات باقي أطيافها، بل وجميع الناس، ووصف عملها هذا بالتفرد والمعاندة.