شعر / كُـوَيْتُ النَّهار
1 يناير 1970
03:29 ص
مَتى كُنْتِ النَّهارَ عَلا
وَإلّا يا كُـوَيْتُ فَلا
نَراهُ كَما نَراكِ .. وَهَلْ
بِغَيْرِكُما الْوُجودُ حَلا
وَهَلْ سَطَعَتْ مُـواطَنَةٌ
بِغَيْرِكِ تَسْلُبُ الْمُقَلا
وَأَصْبَحَـتِ الْقُلوبُ تَرى
ضِياءَ هَواكِ مُشْتَمِلا
أَلا أَحْـبِبْ إلَيْنا أَنْ
نَرى مَسْعاكِ مُكْتَمِلا
وَمِثْلُكِ لا يُخـالِفُها
سَحابٌ أَيْنَما هَطَلا
أَلَمْ يُرْسِلْ قَوافِلَهُ
وَمَنْ يُرْسِلْ فَقَدْ كَفَلا
وَمَنْ وَصَلَتْهُ فَلْيُزْهِرْ
وَلا عُذْرًا لِمَنْ قَحَلا
كَذلِكَ أَنْتِ .. يا مَدَدًا
بِهِ الْإحْسانُ قَدْ كَمُلا
وَيا لَكِ مِنْ مُشَـرِّقَةٍ
عَـلَيْها الْمَشْرِقُ انْسَدَلا
إلى أَنْ صارَ يَكْسوها
بِكُلِّ لَـطافَةٍ خُصَلا
وَحُـلَّتُكِ الَّتي ائْتَلَقَتْ
عَـلَيْنا مِـثْلُها حُـلَلا
وَإنْ سُبُلُ الْكِفاحِ نَبَتْ
فَعِنْدَكِ غَيْـرُها سُبُلا
وَما أَحْلاكِ مَلْحَمَةً
بِها سَطَعَ الَّذي أَفَلا
نُـرَدِّدُها لِكَـيْ نَبْقى
عَلى صَفَحاتِها جُمَلا
وَما هِـيَ غَيْرُ فَلْسَفَةٍ
بِها تَفْكيرُنا انْشَغَلا
كَمِ اسْتَثْنَتْ .. وَما زِلْنا
مِنِ اسْتِثْنائِها قِـلَلا
وَكَمْ طَبَـعَتْ عَـلَيْكِ.. وَكَمْ
يَسُرُّكِ طَبْـعُـها الْقُبَلا
وَكانَتْ شَمْسَكِ الْكُبْرى
إذا ما لَمْ تَكُنْ زُحَلا
وَإشْـراقُ الْحَقيقَةِ لَمْ
يَزَلْ صَبًّا بِها ثَمِلا
وَمَنْ سَأَلَ الْمُنى مَدَدًا
فَما أَحْلى الَّذي سَأَلا
بِهِ الْأَعْمالُ مُنْجَزَةٌ
وَمَنْ يُنْجِزْ فَما خَذَلا
تَرَيْنَ عَطاءَهُ يَبْني
بِساحَتِكِ الرُّؤى الْجُـلَلا
مَـبادِئُهُ تُسَيِّرُهُ
فَلا ضَجِرًا وَلا كَسِلا
وَحُـبُّكِ لَمْ يَزَلْ يَجْري
مَعَ الْأَيّامِ مُتَّصِلا
بِهِ اغْتَسَلَتْ جَـوانِحُنا
أَلَيْسَ الْحُبُّ مُغْتَسَلا
وَأَلْبَسَها تَعَفُّفَهُ
وَكُلُّ تَعَفُّفٍ جَمُلا
فَلا الْماضـي أَخَلَّ بِهِ
وَلا الْآتـي بِهِ جَهِلا
وَبَيْنَهُما الْحَياةُ زَهَتْ
بِحاضِرِنا الَّذي رَفَلا
مُـلاحَظَةٌ نَسَجِّلُها
وَفي التَّسْجيلِ ما عَدُلا
وَإنْ غَـنَّتْ لَدَيْكِ فَقَدْ
أَرَتْكِ غِـناءَها الْغَزِلا
وَفي التّاريـخِ مَفْخَرَةٌ
كَفى بِعُيـونِها شُعَلا
ظَـواهِرُها بَـواطِنُها
وَما هِـيَ غَيْرُ ما حَصَلا
تُضيءُ .. وَهَلْ تُضيءُ سِوى
تَذَكُّرِنا الَّذي مَثُلا
بِحاضِرَةٍ وَبادِيَةٍ
نَرى مَجْدَيْهِما اتَّصَلا
وَكَـمْ رَسَمَتْ لَنا الْآتـي
وَمَنْ يَسْأَلْ فَقَدْ وَصَلا
وَمِنْ إشْـراقِها ابْتَسَمَتْ
سَماءٌ تَرْسُمُ الْأَمَلا
وَإنْ جادَتْ بِما مَلَكَتْ
فَنِعْمَ شُمـوسُها حُـلَلا
نَرى فيها الْجُدودَ .. وَلا
نَرى فيهِمْ مَنِ ابْتَذَلا
تُضيءُ لَنا الظَّلامَ لِكَـيْ
نَرى بِضِيائِها السُّبُلا
وَوَجْهُكِ مِنْ طَـهارَتِهِ
يَرى الْإيمانَ مُغْتَسَلا
فَتيهي يا كُـوَيْتُ .. وَهَلْ
يَتيهُ سِوى مَنِ اشْتَغَلا
وَهَلْ يَسْمـو لَدَيْكِ سِوى
مَنِ اتخذوا المُنى شُغلا
وَساروا دونَما مَـلَلٍ
إلى الْمَجْدِ الَّذي أَصُلا
يَدًا بِيَدٍ .. وَما أَحْلى
مَسيرَهُما الَّذي اعْتَدَلا
وَمِنْ عَمَلٍ إلى عَمَلٍ
أَلا أَكْرِمْ بِمَنْ عَمِلا
وَمِنْ أُخَرٍ بِكِ الْتَزَمَتْ
إلى أَنْ فـاقَتِ الْأُوَلا
نَـراها تَرْتَقي قِمَـمًا
وَلَمْ نَرَ غَيْـرَها نُزُلا
وَلَيْسَ بِغَيْـرِها غَنّى
هَواكِ الرّاسِمُ الظُّـلَلا
يَضيءُ .. وَمِنْ إضاءَتِهِ
نَرى فَرَسَ الْمُنى صَهَلا
وَفي الْفِكَرِ الْحِسانِ جَرى
إلى أَنْ أَصْبَحَـتْ سُبُلا
لِأَمْرٍ ما يُسَيِّرُنا
غَـرامُكِ كُلَّما اشْتَعَلا
وَهَلْ تَرْضى بَـواعِثُهُ
بَغَيْرِ الشَّوْقِ مُعْتَقَلا
لِنُصْبِحَ حافِظي يَدِهِ
وَمَنْ حَفِظَ الْيَدَ امْتَثَلا
سَيَبْقى الْآمِرَ النّاهي
وَلَنْ نَرْضى بِهِ بَدَلا
لِذلِكَ ما تَحَوَّلَ مِنْ
جَـوانِحِنا وَلا انْتَقَلا
وَإنْ ضاءَتْ مَشارِقُهُ
كَفى بِضِيائِها أَمَلا
وَإنْ نَـزَلَتْ بِساحَتِنا
فَلا أَهْلاً بِمَنْ رَحَلا
جَلا الْإسْلامُ غايَتَها
وَما أَسْخاهُ حينَ جَلا
وَأَصْبَحَ مِنْ تَأَلُّقِهِ
عَلى الْأَفْكارِ مُشْتَمِلا
وَكَـمْ شَتَلَ الرُّؤى فينا
أَلا نِعْمَ الَّتي شَتَلا
تُريهِ جَـمالَها الزّاهي
وَكَـمْ بِجَـمالِها احْتَفَلا
وَأَنْتِ لَهُ الْوِصالُ.. وَيا
لَهُ مِنْ واصِلٍ وَصَلا
وَإنْ أَصْبَحْـتِ نـافِلَةً
فَسُبْحانَ الَّذي نَفَلا
وَها هُوَ وَجْهُكِ الْوافي
زَها لِنَرى بِهِ الْأَمَلا
وَنْبَقى دائِـمًا نَشْدو:
مَتى كُنْتِ النَّهارَ عَلا
* شاعر كويتي
www.waleed-alqalaf.blogspot.com