غرفة العمليات المشتركة لـ «الراي»: تل أبيب لم تستسلم لعملية شبعا وهيّأت الردّ

البيان «رقم 2» من «حزب الله» إلى إسرائيل في القنيطرة

1 يناير 1970 01:12 ص
أعلن الجيش السوري ان عمليته العسكرية الكبرى في القنيطرة - درعا تسمى «عملية شهداء القنيطرة» كإشارة الى انها البيان «رقم 2» بعد البيان «رقم 1» الذي أصدره «حزب الله» في لبنان بعد عمليته في منطقة شبعا والتي قتل فيها ضابطان من الجيش الاسرائيلي وجرح 7، رداً على قتل اسرائيل في القنيطرة 6 من «حزب الله» والقائد الحرس الثوري الايراني في لبنان وسورية العميد محمد علي الله دادي.

وسيطر الجيش السوري مدعوماً بضباط وقوات من الوحدات الخاصة في «حزب الله» على قرية تل العدس بعد معارك شرسة، مع النية للتقدم وأخذ خطوط تماس مع اسرائيل في القنيطرة والجولان وطرد «جبهة النصرة» وحلفائها من تلك المواقع.

وفي الوقت عيْنه تتقدّم قوات «حزب الله» والجيش السوري على خط حاصبيا لحماية الحدود اللبنانية - السورية من جهة، ووقف تَمدُّد «جبهة النصرة» باتجاه دمشق من جهة أخرى.

وقالت مصادر في غرفة العمليات المشتركة لـ «الراي» ان «اسرائيل لم تستسلم لردّ حزب الله في شبعا، وقد هيأت الردّ المناسب عن طريق حلفائها الذين جهدت منذ أعوام طويلة لانشاء علاقة وطيدة معهم، وهم من الجيش الحر وحلفائه المنتشرين على طول الحدود الجنوبية من القنيطرة الى الجولان وشبعا ليلامسوا مناطق لبنانية - سورية متداخلة، وصولاً الى الزبداني وجرود عرسال».

وأوضحت المصادر: «بما ان اسرائيل لا تبحث عن الحرب المباشرة، فقد عمدت الى تحويل هذه المناطق الحدودية مناطق عازلة لحلفائها، منها يستطيعون الانطلاق الى خط الحدود البرية الدولية بين لبنان وسورية، لاغلاق هذه الحدود وجعلها أقله غير آمنة لحزب الله على المستوى اللوجستي وتبديل القوات بين البلدين، وكذلك التحكم بالاقتصاد اللبناني لايجاد حالة من الفوضى والاعتراض الداخلي في لبنان، يرفع الصوت من جديد ضد تدخل حزب الله في الحرب السورية».

وتؤكد هذه المصادر ان «هذا السيناريو بدأ قبل اشهر حيث كانت مجموعات لجبهة النصرة تتنقل بشكل استفزازي الى جرود عرسال وتقوم بعمليات قتالية وهجمات ضد مواقع تابعة للجيش اللبناني واخرى لحزب الله، وقد ادّت هذه العمليات الى استنزاف جهد عسكري كبير للجيش اللبناني ولحزب الله معاً، اذ قام هؤلاء بعمليات إشغال وإرباك بهدف حرف النظر عما يُحضّر له في جرود الزبداني التي تشرف على الطريق الدولي مثل كفر يابوس ويابوس».

وتقول المصادر: «كذلك كانت قوة جبهة النصرة وحلفائها تتموضع في جرود الزبداني، بمجموعات عديدة صغيرة العدد وسريعة التحرك، بهدف الالتفاف على نقطة المصنع اللبناني، للوصول الى مجدل عنجر، لتلتقي مع مجموعات نائمة هناك، وتطور هجماتها للاندفاع نحو البقاع الغربي، وتحديداً الى راشيا للوصول الى مشارف قضاء حاصبيا، فتلتحم مع وحدات قادمة من الجانب السوري في بيت جن وتسيطر على خط يمتد من شبعا وكفرشوبا حيث تتواجد المواقع الاسرائيلية التي تقدم الدعم الناري والاستخباراتي والاسعاف الحربي».

وتتابع: «هكذا توجه اسرائيل الصفعة القوية لحزب الله رداً على عملية شبعا، من دون بذل اي مجهود حربي مباشر، بل من خلال مجموعات مسلحة متعددة الانتماء، وتقطع الطريق على اي عمل عسكري او تواجد لحزب الله من شبعا حتى الجولان».

وتشير المصادر الى ان «خطط المجموعات المسلحة لا تقضي فقط بضرب الحدود اللبنانية - السورية، ولكنها تهدف ايضاً الى استعادة بلودان وسرغايا ورنكوس وعسال الورد ويبرود ومعلولا، بهدف ايجاد مناخ بيئي مريح للمقاتلين الموجودين بين الثلوج والبرد القارس طوال فصل الشتاء والخريف والربيع، واعادة التموضع مقابل دمشق وعودة التهديد من الريف الغربي الدمشقي ضد النظام».

ولكن ماذا فعل «حزب الله»؟

بدأت المعركة في جنوب سورية لقطع خط الإمداد بين الجولان والقنيطرة وبيت جن والزبداني، ومنع خطط القوى المسلحة في تلك المنطقة من ربط قواها بعضها ببعض، وأطلق الجيش السوري مدعوماً من «حزب الله»، عمليته العسكرية لاستعادة المبادرة في الخط الممتد من الحدود الاسرائيلية الى الحدود اللبنانية - السورية. وهاجمت وحدات المشاة القرى المشرفة والتلال الرئيسية المسيطرة على الجزء الشرقي من القنيطرة والجزء الغربي من درعا، وسيطرت هذه القوات على دير ماكر وتحاول الوصول الى انخل وجاسم وتلة الحارة الاستراتيجية، للتمركز والانطلاق نحو مناطق متقدمة اخرى.

اما في البقاع الغربي والمواقع الموجودة سابقاً لحزب الله، فقد وضع الحزب فيها الكمائن الثابتة والمتحركة - الظرفية لوقف اي تقدم اسرائيلي، فطوّرها وعدّلها لتتناسب مع مواجهة أعداد كبيرة من المسلحين المندفعين كما هي عادتهم في الهجوم، واستحدث - بالتفاهم مع الجيش اللبناني - نقاطاً ثابتة في البقاع الاوسط (اي جرود نحلة وجرود بريتال) لوقف اي تقدم محتمل من هذا المحور. وقام الجيش اللبناني بدوره بتفكيك مخيمات عدة للنازحين السوريين، بعدما وردت معلومات عن ان هناك مجموعات نائمة داخل هذه المخيمات، تنتظر ساعة الصفر لدعم تقدُّم هذه المجموعات، فقام الجيش بمداهمات في سعدنايل ومجدل عنجر وبعض القرى في البقاع الغربي.

اما من الجانب السوري فقام الجيش السوري بعملية استباقية لاستعادة كفر يابوس وتلالها حيث كانت توجد مجموعات جاهزة للانطلاق نحو المصنع.

وتقدّمت القوات السورية و«حزب الله» نحو الزبداني وبيت جنّ لتقطع الطريق على «جبهة النصرة» وتَواصُلها مع الداخل اللبناني، وعملت على إزالة خطر اغلاق الطريق الدولية لمنع محاصرة لبنان، الا ان المصادر تؤكد ان الخطر لا يزال قائماً وان وجود المجموعات المسلحة بخلايا متعددة لم يتم القضاء عليه.