أحد رموز الرعيل الأول في السياسة والاقتصاد
رحيل العم عباس المناور... المنافح الشرس عن الديموقراطية
| كتب فرحان الفحيمان |
1 يناير 1970
08:27 م
• عمل كاتباً في شركة نفط الكويت العام 1946 وعمره لا يتجاوز السادسة عشرة
• ساهم في دواوين الإثنين المعارضة لحل البرلمان عام 1990 وفي 1999 اعتزل العمل السياسي
عباس حبيب المناور إبن الفروانية، في رحاب ربه، بعد رحلة كفاح طويلة شق فيها طريقه وحفر اسمه على الدروب التي سلكها في الاقتصاد والسياسة.
المناور الذي رحل أمس، ولد في شرق في فريج «الرشايدة» في العام 1930، وانتقلت عائلته إلى الفروانية لاحقا، وكان عضوا في المجلس التأسيسي لمجلس الأمة، واشتهر بمواقفه الصلبة التي لا تخلو من الخصومة مع الحكومة، اذ كان مدافعا شرسا عن الديموقراطية لا يقبل المساس بها، وعندما تعطلت الحياة السياسية في العام 1986 كان المناور من ضمن النواب الذين طالبوا بعودة الديموقراطية ومجلس الأمة، وشارك في دواوين الإثنين العام 1990، وعاد نائبا بعد الغزو العراقي حتى فضل اعتزال العمل السياسي العام 1999.
والمناور الذي ودع الفانية في ألمانيا صباح أمس، يعتبر أحد رجالات الكويت، حفظ القرآن الكريم منذ صغره وأتقن دراسة مسك الدفتر «حساب التجار»، وعمل كاتبا عام 1946 في شركة نفط الكويت وعمره لا يتجاوز السادسة عشرة، ثم انتقل للعمل في الميناء لمدة سنة، ثم عمل كاتباً في إدارة الكهرباء العام 1955.
ولعائلة المناور ارتباط بالبحر. فوالد الراحل حبيب المناور كان عمل نوخذة ضاربا عباب البحر، باحثا عن اللؤلؤ قبل أن يصبح من تجار العقار.
وبدأت علاقة عباس المناور بالسياسة باكراً وتحديداً بعد استقلال الكويت، حيث شارك في المجلس التاسيسي في العام 1962، كما كان رئيساً لجريدة الأيام التي كانت تصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعضواً في الكثير من مجالس الإدارات الأخرى كجمعيات ونوادي النفع العامة.
خاض المناور انتخابات مجلس الأمة وفاز في العام 1963 وفي العام
1967 والعام 1971 والعام 1975، وفي العام 1985، والعام 1992، في حين خسر في انتخابات العام 1981 والعام 1996. وساهم المناور في دواوين الإثنين المعارضة لحل البرلمان عام 1990، وفي عام 1999 قرر اعتزال العمل السياسي والتفرغ للأنشطه الاجتماعية والتجارية.
ويعتبر عباس المناور من رموز الكويت السياسية والاقتصادية، ومن الرعيل الأول الذين حملوا على كاهلهم هموم وطنهم وصدقوا محبته في قلوبهم، ومن الوجهاء الأخيار والساسة الكبار ومرجع للقبيلة، ولجميع أبناء الكويت في كبار الأحداث التي يواجهونها.
وهو والد كل من اللواء مطلق المناور المدير العام السابق لإدارة الدفاع المدني، وبدر المناور مستشار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، وعبداللطيف المناور الذي شارك في انتخابات مجلس الأمة أكثر من مرة.
ومن اقواله في مقابلاته الصحافية موجها كلامه الى الشعب الكويتي «احرصوا على بلدكم الكويت مطموع فيها من كل الجهات من دون استثناء واقول راعوا الله في بلدكم وحكومتكم وشعبكم، واذا نظرنا الى الدول الاخرى فسنجد حكومتنا من افضل الحكومات» كما قال مخاطبا الشباب «حافظوا على ديرتكم وتمسكوا بدينكم وبتعاليمه وثابروا في دراستكم واقرأوا كثيرا».
الغانم: المناور أحد رجالات عهد التأسيس الدستوري
أبّن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، النائب السابق عباس المناور، واصفاً الراحل بأحد رجالات عهد التأسيس الدستوري.
وقال الغانم «برحيل العم المبجل عضو المجلس التأسيسي النائـــب السابق عباس حبيب مناور فقدت الكويت احد رجالات عهد التأسيس الدستوري الشامخ، رحم الله الفقيد ونسأل الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته، وان يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان. انه سميع مجيب».