خلال أمسية استضافتها رابطة الأدباء ضمن مهرجان القرين الثقافي الـ21
العنزي والهاشمي والأحمد أنشدوا للحياة والحلم ... شعراً
| كتب مدحت علام |
1 يناير 1970
07:00 م
أحيا ثلاثة شعراء شباب أمسية شعرية في رابطة الأدباء... في إطار أنشطة مهرجان «القرين» الثقافي في دورته الـ21، وأدارها الأمين العام لرابطة الأدباء الباحث طلال الرميضي.
وألقى الشعراء قصائدهم التي تنوعت فيها الرؤى والأساليب، وهم عبد الله العنزي ومحمد الهاشم وندى الأحمد.
وألقت الشاعرة ندى الأحمد قصائدها التي اتسمت بالتنوع في استخدام المفردات والقدرة على الدخول في معان إنسانية راقية لتقول في قصيدة «ذئاب الحب»:
أسرفت عشقي في الوصال وليتكم
مثلي على عهد الوصال قوام
يا هاجر القلب الحزين بليلة
لم أدر بعد الهجر كيف أنام
أوجئت بين العاشقين تلومني
وأنا العليل المغرم الهيّام!
في ما بدت المشاعر العاطفية متواصلة مع الرؤى الحسي، التي أرادت الشاعرة توصيلها إلى المتلقي، وذلك وفق تداعيات شعرية متقنة لتقول:
إني سهرت على شموع قصائدي
وتزاحمت في فكري الأوهام
تبقى القلوب بحبها خفاقة
حتى تموت... وتدفن الأجسام
ثم استلهمت الشاعرة عناصر قصيدتها «هلا تعود»، من مدلولات شعرية تتحرك في اتجاه العاطفة، ومن ثم فقد اتسمت المفردات بالتنوع والتوهج والقدرة على النفاذ إلى القلب لتقول:
قل للذي ترك المتيم في الجوى
جرح المحبة من فراقه أرحم
أجواء بعدك لا تزال كئيبة
لو طال صمتي فالهوى يتكلم
نظرات عينك بالفتون تكلمت
كخطاب ساحر ما أتاه منجم
في ما اتسمت قصيدة «دموع البرد» للشاعرة ندى الأحمد... بالانسجام مع الكثير من المشاعر الإنسانية، تلك التي تبدى فيها الإحساس مفعما بالصور الشعرية لتقول:
يا من أسرت فؤادا فيه مسكنه
قل لي بأي بقاع المد ترسيني؟
تعبت أطوي بعادا لا يليق بنا
حتى رأيت خريف البعد يطويني
أغفو ومن دمعة الأهداب أنظره
ما كان نومي إلا حين يغفيني
وتستمر الشاعرة في وصل الحالة الشعرية التي تترصد مشاهدها، عبر القصيدة، ومن ثم فإن الرؤى تدافعت بقوة في الاتجاه العاطفي المرسوم لتقول:
إن الحياة غروب بعد مشرقها
حرف تكابد بين السين والشين
إن الحياة خيول كنت أعسفها
واليوم في ساحة الأحزان تلقيني
إلى متى تصهل الأشواق راجية؟!
عد لي فإن جمال الأمس يشجيني
فيما أنشد الشاعر محمد الهاشمي قصائده، تلك التي اتسمت بالتنوع في مواضيعها وهمومها كي يقرأ قصيدة «بريد الأندلس» بكل ما تحمله من عبق الماضي ومجده ليقول:
يا لائمي لو علمت اليوم ما فينا
لعدت من لومنا ترثي تجافينا
ترى بأحداقنا حزنا نزوّره
ببسمة... ولسان الدمع يفشينا
فيما اتسمت قصيدة «طفولة حب»، بالتنوع في استخدام المفردات، وذلك عبر لغة شعرية مفعمة بالحيوية ليقول:
إذا الليل أرخى على الأرض سترا
وأذعن نبراسها للمساء
نجر خطانا إلى عشة
تلملم أجسادنا بالعراء
ويجمعنا البرد في بردة
تلخص سر الغنى في رداء
فيما استلهم الشاعر في قصيدة «أقدار الهوى»، الكثير من التداعيات الشعرية، تلك التي يتبدى فيها الإحساس في أشكال مكثفة وعميقة، ليقول:
مالي أراك حزينة
تذوين من وهن وجوع
تتألمين من الحياة
لعلة بين الضلوع
تحبو بعينيك الأماني
مثل ذابلة الشموع
فيما ألقى الهاشمي قصيدة «عزف على هامش الوطن»: يا جسودا تطرد البرد بأنواع الفراء/ ونأت بالنور عن كوة بيتي...، ثم ألقى قصيدة «مصطفى الصانع»، والتي اتسمت بالمفردات الشعرية المتوهجة بالحيوية ليقول:
كيف أسلو ولم يزل منك صوت
بين جنبي هامس الأصداء
كيف أنسى ومن خيالك طيف
شاحب في ملامح الأصدقاء
يحبس الدمع أن يسيل حياء
حين أشتاقكم مع الجلساء
وأنشد الشاعر عبد الله العنزي قصائده من ديوانه الجديد «مرافئ العمر»... التي جاءت في أنساق شعرية متوهجة بالجمال والقدرة على استلهام صور شعرية متحركة في اتجاهات إنسانية عدة ليقول في قصيدة «شعب الحفاة»:
اقرأ حيثك وابتدأه بإنما
قدر المتيم أن يموت متيما
لا شيء يتبعه تخلّى ظله
عنه وأصبح وحده متألم
نبذته في التاريخ ألف قبيلة
عاداتها أنّا ولدنا أكرما
في حين استطاع العنزي أن يتواصل مع التاريخ عبر أنساق شعرية متجددة، وذات مفردات قوية ليقول:
الشعب ينتظر الرحيل فمن رأى
وطنا على سكك الرحيل تقوّما
من شاهد المأساة في أوطاننا
إن كانت المأساة أن تتكلم
وألقى العنزي قصيدة ذات لغة شعرية مفعمة بالإحساس، ومتوهجة بالمعاني الإنسانية الخلاقة ليقول:
حبيبتي سيفك المغروس في كبدي
وإن تجرّم في الدنيا... أبّريه
فإن تركت حطام الحب في جسدي
فأنت أول من أبرى تجنّيه
معذورة دون تبرير فلن تجدي
شيئا يفسر ما كنا نقاسيه
هكذا جاءت اللغة في قصائد العنزي، متناغمة مع الصور الإنسانية، تلك التي اتسمت بالحلم، والتقارب الذهني بين الواقع والخيال عبر أنساق شعرية متقنة ليقول:
بحق عينيك هل لي أن أرى وطنا
إذا اغتربت عن الأوجاع آتيه
وأين ألقاك في الدنيا ونحن بها
أسرى نرى شيئا يمضي فنبكيه
أنا نفيت وفي عينيك لي وطني
كل الجهات أمامي لا تلاقيه