الروبل نزل أكثر من 6 في المئة مقابل الدولار

الاقتصاد الروسي ينكمش للمرة الأولى منذ 2009

1 يناير 1970 07:47 م
موسكو- وكالات- عقب المشاكل التي ضربت العملة الروسية الروبل وفقد خلالها ثلث قيمته، يبدو أن روسيا مع مشكلة جديدة حالياً تتعلق بانكماش الناتج المحلي الإجمالي للمرة الاولى منذ أكتوبر 2009.

وذكرت وزارة الاقتصاد الروسية امس أن الناتج المحلي الإجمالي لروسيا انكمش في نوفمبر في حين استمر تراجع الروبل مع تضافر العقوبات الغربية وانخفاض أسعار النفط ليسجل الاقتصاد أول انكماش منذ الأزمة المالية العالمية.

وقالت وزارة الاقتصاد إن الناتج المحلي الإجمالي انكمش 0.5 في المئة في الشهر الماضي وهي أول مرة منذ أكتوبر 2009.

وعزت الوزارة هذا الاتجاه بالتباطؤ الواضح الذي تسجله الصناعات التحويلية وكذلك انخفاض النشاط في مجال البناء وتجارة الجملة والزراعة.

ويتوقع بعض المحللين أن يتفاقم الانكماش نظرا لأن صادرات النفط تمثل العمود الفقري للاقتصاد.

وقال ديمتري بوليفوي كبير الخبراء الاقتصاديين لشؤون روسيا وكومنولث الدول المستقلة في بنك آي.إن.جي في موسكو «نتوقع أن تسوء الأمور في ظل أسعار النفط الحالية. ليس هناك ما يدعو للتفاؤل». وأضاف «أولا وقبل كل شيء يرتبط الأمر بالعقوبات والنفط وحالة الذعر التي شهدناها في السوق في ديسمبر. رأب الصدع الذي أصاب النظام المصرفي وثقة المستهلكين سيستغرق وقتا طويلا».

وأدت العقوبات إلى الحد كثيرا من قدرة الشركات الروسية على الاقتراض من الخارج وهو ما تسبب في نشوب أسوأ أزمة عملة منذ عجز روسيا عن سداد ديونها في عام 1998.

وارتفع الروبل يوم الجمعة لكنه نزل أكثر من ستة في المئة مقابل الدولار في التعاملات المبكرة أمس وسط تعاملات ضعيفة وإن كان قد عوض بعض خسائره في وقت لاحق.

وبحلول الساعة 09:44 بتوقيت جرينتش سجلت العملة الروسية 55.25 روبل مقابل الدولار منخفضة كثيرا عن مستواها في النصف الأول من العام بين 30 و35 روبلا للدولار ولكنه مرتفع عن أقل مستوى على الإطلاق قرب 80 روبلا للدولار الذي سجله في منتصف ديسمبر.

وتتوقع الحكومة أن يؤدي هبوط أسعار النفط إلى انكماش الاقتصاد بنسبة أربعة في المئة في العام المقبل فيما قد يتجاوز التضخم عشرة في المئة.

ويتوقع ان ينشر معهد الاحصاء الروسي الارقام الرسمية لاجمالي الناتج الداخلي للربع الاخير من السنة في نهاية يناير وبداية فبراير.

وقال مدير المعهد الاقتصادي في اكاديمبة العلوم رسلان غرينبرغ ان هذه الارقام تسجل «بداية انكماش» سببته «العقوبات، وتراجع سعر العملة، والضعف الكبير في الاستثمارات بسبب توقف بعض المشاريع العملاقة».

ويضيف انه في الوقت الحالي، اتخذت السلطات تدابير عاجلة، ولكن «سيتعين اتخاذ تدابير اخرى في مواجهة الازمة».

وردا على سؤال لفرانس برس توقع فلاديمير اوساكوفسكي الاقتصادي لدى بنك او اميركا ميريل لينش «بداية انكماش في الربع الاخير» من السنة، على ان يستر حتى نهاية 2015.

وتتوقع الحكومة وفق الارقام الرسمية انخفاض اجمالي الناتج الداخلي بنسبة 0.8 في المئة السنة المقبلة، بعد تحقيق نمو من 0.6 في المئة هذه السنة. ولكن وزارة المالية والبنك المركزي حذرا من ان الانخفاض قد يتجاوز 4 في المئة اذا استمر سعر برميل النفط نحو 60 دولارا. ودلالة على تعمق الازمة، انتقل مؤشر «بي ام اي» للنشاط الصناعي الذي نشره بنك «اتش اس بي سي» الاثنين لاول مرة خلال ستة اشهر تحت عتبة 50 نقطة، مسجلا 48.9 نقطة.

وقال الكسندر موروزوف الاقتصادي لدى «اش اس بي سي» ان «قطاع السلع الاستهلاكية هو الاكثر تأثرا» بعد ان شكل «المحرك الرئيسي للاقتصاد خلال السنوات الاخيرة».

ويتوقع ان يشهد النشاط الاقتصادي مزيدا من الضعف السنة المقبلة مع ارتفاع الفائدة الاساسية الى 17 في المئة التي قررها البنك المركزي لدعم الروبل، وهذا سيجعل من المستحيل على الأسر والشركات تسديد ديونها.

وبدأت تظهر تبعات الصدمة النقدية التي تلقاها الاقتصاد الروسي خلال الاشهر الماضية وخصوصا على التضخم الذي تتوقع الحكومة ان يتجاوز 11 في المئة هذه السنة. وسيكون هذا أعلى مستوى منذ 2009.

وفي مقابلة مع اذاعة بيزنس اف ام، حذر وزير الاقتصاد الكسي اوليوكاييف من ان ارتفاع الاسعار قد يستمر في التصاعد حتى ابريل وان تبعات ذلك ستظهر في «انخفاض كبير في الاستهلاك» ومن هنا ضرورة اتخاذ تدابير داعمة.