تقرير
«تويتر» يقدم أخبار الحرب على «داعش» قبل أي وكالة أنباء دولية
| كتب إيليا ج. مغناير |
1 يناير 1970
01:03 ص
الحرب تدار من غرفتي عمليات رئاسة الاركان (للجيش النظامي) او مجلس الشورى (للمنظمات) وفي الاعلام، الا ان الاعلام الاشد شراسة في الحرب على تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) والحرب المضادة تدار على... موقع «تويتر».
يلعب تويتر دوراً اعلامياً اساسياً في المعارك الدائرة في العراق وسورية، فعلى الطائر الازرق تدار المعارك يومياً بين الفرقاء وتدور الشتائم بين الاطراف المتحاربة. ولكن قبل ذلك، تصل الاخبار اسرع من اي وكالة عالمية على «تويتر» ايضاً.
ويقول مسؤول أوروبي أمني معني بملف الشرق الاوسط ان «تويتر يقدم لنا الخبر خلال ساعة او على الاقل نصف ساعة قبل اي وكالة انباء عالمية، ولذلك فان هناك جهازا خاصا داخل كل الاجهزة الامنية العالمية معنيا بمراقبة ما يحصل على تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات اللازمة والحقيقية ضمن بحث حقيقي عن مصادر الاخبار المنتشرة على الارض، وفي اماكن ساخنة لا نستطيع التواجد فيها بشكل دائم او متواصل، او حتى لا تواجد ابدا مثل مناطق عدة يسيطر عليها داعش».
وتشترك ادارة «تويتر» في المعركة ايضاً فتحذف يومياً المئات من الحسابات اكثرها ينتمي لـ«داعش»، ولكن هناك من حذف الموقع حساباتهم للمرة الخمسين، ولكنهم في كل مرة نجحوا في اعادة فتح الحساب والطلب من «الانصار» الدعم و«الريتويت» فتكون ادارة «تويتر» لهم بالمرصاد فتعود وتحذف اي حساب ينشر اخبار قطع الرؤوس المفضلة لدى «داعش» بهدف زرع الرعب والخوف.
ويقول المصدر الامني الغربي ان «انتشار التسجيلات التي تظهر وحشية داعش لم تعد تغري المشاهد. حتى الاعلاميون تخلوا عن اصدارات داعش لان الرسالة وصلت وتكرارها لا ينفع الا مناصري التنظيم وعقول الشباب منهم فقط لدفعهم الى الانضمام لصفوفه، الا ان الحقيقة مختلفة على الارض، ولذلك فان داعش يصرف مئات الآلاف من الدولارات لكل فيديو اعلامي عالي الجودة وملايين من الدولارات على الحملات الاعلامية المتواصلة بهدف ايصال الرسالة وزيادة عدد افراده ودفع اكبر عدد من المشاهدين للهجرة اليه، ولذلك نرى ان من يسمون انفسهم بـانصار الدولة يتبعون جهازا متطورا داخل داعش يوجه الجميع الى هدف معين او فكرة محددة لنشرها، غير ان هذه السياسة لم تعد تفي بالغرض الذي كانت تحققه منذ اشهر، ولذلك نرى الخبر المتداول يعاد تكراراً ومراراً وفي اكثر الاحيان يكون غير دقيق. ولهذا فان الجميع يطلب اليوم – على مواقع التواصل الاجتماعي – الصور او الافلام التي تدعم اقواله».
ويفرض مغردو «تويتر» في الحرب السورية والعراقية بعض الشروط، فمثلاً اضطر الجيش السوري لتصوير فيلم عن تواجده في كسب ومحيطها (شمال شرقي سورية) في فيلم قصير تم بثّه على تويتر ليتلقفه مناصرو المعارضة ويبثوا هم ايضاً افلاما لتثبيت تقدمهم امام تراجع الجيش، وهكذا الحال في العراق، فيطلب من كل مغرد يدعي سيطرة فريق على آخر على منطقة معينة مثل مدينة بيجي او مطار تلعفر او مدينة سنجار او بلد او سامراء بتقديم الدليل بالصور لاثبات من يسيطر على منطقة دون اخرى.
وهكذا ايضاً يقدم «تويتر» مسرحا للاعلام العربي والغربي فيعرض الصحافيون مقالاتهم على «تويتر» ليزدادوا شهرة او ليزيدوا اعداد متابعيهم وقراء مقالاتهم ليتعرضوا للاطراء ولكن ايضاً لحملات السباب والانتقاد، الا ان عددا قليلا جداً من الاعلاميين يتقبل التخاطب او الرد على الاسئلة عن الوضع في الشرق الاوسط من متابعيهم، لكثرة الآراء المختلفة في عالم واسع مفتوح على مصراعيه تتعارض فيه الافكار والمعتقدات، وهكذا يقدم «تويتر» المسرح المثالي للمتابعين المتشوقين لمعرفة الأحداث عند حصولها وكذلك لاغراض امنية او اجتماعية تواصلية متعددة.