رسالتي

قفز الأرنب... قلة أدب

1 يناير 1970 12:45 م
مع مطلع هذا الأسبوع أُعلنت نتائج مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم، والتي شارك فيها المئات من أبناء هذا البلد من الجنسين وبمختلف الأعمار والفئات، ما يُعد من مفاخر هذا البلد.

وتُعتبر الكويت على رأس قائمة الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في العالم.

ومن المفاخر لبلدنا انتشار دور القرآن الكريم، وحلقات تحفيظ القرآن ومراكز السراج المنير التابعة لوزارة الأوقاف، وكذلك لجان الصحبة الصالحة والنشء التابعة لجمعيات النفع العام والتي تحرص على استيعاب الأبناء من الجنسين وتوجيههم نحو الاستقامة والمواطنة الصالحة، ويُعتبر المجتمع الكويتي في العموم من المجتمعات التي ما تزال متمسكة بالأخلاق والمبادئ الإسلامية، والعادات العربية المحافظة.

ولكن برغم ذلك العطاء فإن هناك بعض الفئات في مجتمعنا، ومع قلتهم إلا أنها تتسبب في تشويه هذه الصورة المشرقة للكويت وأهلها، وعلى سبيل المثال لا الحصر فضيحة مقطع قفز الأرنب والتي انتشرت عبر وسائل التواصل والتي أقل ما يُقال فيها إنها تنمّ عن قلة الحياء.

إن الحرص على انتشار المقطع سواء بإرادة صاحبات المقطع أو بإرادة غيرهن إنما هو صورة من صور تشجيع نشر المنكرات في المجتمع، ودعوة لارتكاب أفعال خادشة للحياء ومنافية للآداب، والسكوت عنها يعتبر بصورة مباشرة أو غير مباشرة تشجيعا لمعاودة القيام بالفعل نفسه.

قبل فترة ليست ببعيدة انتشر مقطع مخزٍ لذكرٍ - وليس رجلا - مع فتاتين يتبادلون القبلات الساخنة، وانتشرت صور أخرى لفتيات وهن منبطحات على أرضية إحدى المجمعات التجارية يلتقطن صوراً تذكارية أمام أعين الناس، وكأنهن في بيوتهن، وليس في مكان عام!!

وأعقب مقطع قفز الأرنب، مقطع آخر لأحد الذكور المتشبهين بالنساء وهو يقوم بأعمال منافية للآداب.

إن القيام بمثل هذه الأفعال وتعمد نشرها هو تشجيع على الانحلال الأخلاقي وإشاعة الفاحشة، وقد توعد الله تعالى من يقوم بذلك بقوله: «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة...».

إن ارتكاب المحرمات والمجاهرة بها، هي من الأفعال التي تستجلب سخط الله وعقوبته، والتي تنزل على الجميع دون استثناء في حال السكوت عنها وعدم محاربتها أو استنكارها، ولذلك قال نبينا عليه الصلاة والسلام «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا...».

إن من واجبنا جميعا أن نقف في وجه كل مفسد ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وأن نستخدم كل الطرق المشروعة لردع هؤلاء المفسدين، لأنه بإنكارنا للمنكر ومنعنا لهم من التمادي في غيهم إنما نبذل الأسباب التي تحفظ المجتمع من أن ينزل به سخط الله وغضبه، «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون».

إن الله يغار وغيرته أن تنتهك حرماته، فأين من يغار على انتهاك حرمات الله؟

Twitter:@abdulaziz2002