قدَّمتها فرقة «فن ون» على خشبة مسرح الدسمة

«الديوانية»... ماضٍ جميل وحاضر يحتاج إلى مراجعة

1 يناير 1970 01:33 ص
• أنانية ممثلين ورغبتهم في الظهور كادت تفسد العرض

• بعض الحوارات جاءت شبابية ولا تليق بمسرح أكاديمي

• محمد جابر حضور متألّق وششتري أنقذ العرض

• الإضاءة جيدة والديكور مبالغ فيه ولا دور للموسيقى
حول أهمية الديوانية في المجتمع الكويتي والخليجي، تمحور العرض المسرحي «الديوانية» والذي عرض في إطار فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر، وقدمته فرقة «مركز فن ون للصوتيات والمرئيات» على خشبة مسرح الدسمة. وسلط العرض وهو من تأليف تغريد الداود وإخراج خالد الراشد، ومن بطولة الفنان «العيدروسي» محمد جابر وعذاري قربان وعلي ششتري ومحمد عبدالعزيز وخالد الثويني وفهد الصفي وبدر عبدالله وناصر الكندري وعثمان الشطي ومبارك الرندي وحمد الداود وسالم مرزوق، سلط الضوء على أهمية الديوانية في المجتمعين الكويتي والخليجي، والفارق بين الديوانية في الماضي الجميل والحاضر، راصدا اختلاف حتى رواد الديوانية الذين كانوا يجتمعون في الماضي بحب للتواصل والوقوف على آخر الأخبار والمستجدات ومناقشة مختلف القضايا التي تهم المجتمع، على عكس اليوم حيث أصبح رواد الديوانيات يخططون و«يتناجرون»، وأصبحت مواضيعهم التي يطرحونها شخصية، وأصبح يرتاد الديوانيات كل من يريد البروز، وممارسة القهر النفسي.

وتطرق العرض كذلك إلى كيفية استغلال البعض وجوده في الديوانية، التي تضم مختلف شرائح المجتمع من المثقف إلى البطالي والمتدين والمكار والطيب والفنان واللاعب كي يصل إلى أهدافه، كما سلط العرض من خلال «الديوانية» والتي اتضح للجمهور في النهاية إن المقصود منها «الوطن» الضوء على طبائع روادها من عامة الناس ومن مختلف الشرائح.

وعلى الرغم من أن تقييم العرض يرتقي إلى أن يحصل على درجة جيد جدا، إلا أن بعض الحوارات جاءت شبابية ولا تليق بمسرح أكاديمي، كما أن بعض الممثلين استغرقتهم «الأنانية»، وسعوا إلى إبراز أنفسهم من خلال الحوار والحركة الزائدة عن الحد، وبدا جليا افتقاد بعض الشباب المشاركين حب وروح العمل الواحد.

وكان الديكور مبالغا فيه إلى حد ما، وتألف من قطع قماشية قديمة معلقة، وكانت السلالم كثيرة ما جعل بعض الممثلين عرضة للتعثر فيها، وحركتهم مشوشة وبطيئة بسبب هذه السلالم والتصاقها ببعض.

أما الإضاءة فكانت جيدة ومن العناصر البارزة في العرض، على عكس الموسيقى والألحان التي كان صوتها منخفضاً، وافتقدت دورها بل أن حضورها مع حوارات الممثلين كان مزعجاً أحيانا، خاصة وأن بعض الممثلين كان صوتهم منخفضاً، ولكن حاولوا تقديم عرضهم على أكمل وجه.

وجاء حضور الفنان محمد جابر العيدروسي رغم قلة ظهوره مكسباً كبيراً للمسرحية، وأضاف لها حيث قدم دوره كعادته، خاصة في رصده لاختلاف الماضي عن الحاضر وتحسره على المتغيرات، وأعطى حضوره وتألقه مساحة جميلة للوجوه الجديدة، أما عذاري قربان فقد جاءت لإنقاذ موقف في العمل بعد اعتذار الممثلة الرئيسية، ومع هذا أجادت في الدور رغم انها دخلت البروفات قبل موعد العرض بفترة قصيرة، بينما كان ملح العمل والذي كان حضوره لافتا، وأجاد فيما قدمه فهو علي ششتري الذي قدم دور مجنون الفريج، الذي يعرف ويفهم نوايا وأسرار الجميع، وكان الفنان الشاب بمثابة المنقذ للمسرحية من أنانية البعض، من الوجوه الشبابية المشاركة ورغبتهم في البروز والظهور ولو على حساب مصلحة العمل.