صغار المستثمرين يترقبون الارتداد لتعويض خسائرهم
من اشترى في «يوم البيع»؟
| كتب علاء السمان |
1 يناير 1970
08:43 م
أخذ أحمد، 34 عاماً، نفساً عميقاً حين وصلته رسالة نصية تفيد بتنفيذ صفقة بيع كل ما يملك من أسهم في «بيت التمويل الخليجي» بسعر 30 فلساً وما فوق في ربع الساعة الأول من التداولات، لكنه قبل الحادية عشرة بقليل لم يتمالك نفسه من الشراء مجدّداً بسعر 29 فلساً. هكذا يُقنع نفسه أنه وضع في جيبه «300 ألف سهم» خلال أقل من ساعتين!
لم يتماسك سهم «التمويل الخليجي»، ولم يعوّض شيئاً من خسائره، ولكي تنجح خطة أحمد يجب ان يتوقف التراجع عند حدٍّ ما، وهذا هو أمل عشرات المتداولين الذين لعبوا اللعبة نفسها، أو لعبة أخرى مشابهة، فصنعوا ما يقارب 4 آلاف صفقة في يوم التراجع الكبير.
يجلس بو وليد مكتّف اليدين مقابل الشاشة العملاقة في القاعة الخارجية، ويكتفي بالمراقبة كما لو أنه يشاهد فيلماً هنديّاً. «أنا اليوم انحشت»، يقول بوليد ضاحكاً وهو يرى سهم «إسكان» بالحد الأدنى، بعد أن باعه بسعر يتراوح بين 19 و19.5 فلس.
- ولماذا لا تشتري الآن بـ18 فلساً؟
«مو الحين»، يجيب بو وليد، وهو يضع موبايله الذي يتواصل من خلاله مع وسيطه في جيبه. «خلنا نشوف، الوضع مو زين، لا لا الاحتفاظ بالكاش أفضل».
أحد خبراء الاستثمار قال لـ «الراي» إن عمليات الشراء خلال فترات التراجع الحاد تبقى محفوفة بالمخاطر، لأن أحداً لا يمكن أن يضمن انتهاء التراجعات عند هذا الحد، ولذلك يُفضل أصحاب النفس القصير من صغار المتعاملين النأي بأنفسهم عن مراهنات غير مضمونة خصوصاً في فترات كهذه.
بو خالد«كان مدركاً أن«السوق اليوم أحمر»بسبب متابعته لأسعار النفط، ولذلك عرض أسهمه قبل بداية التعاملات، فباع بعذها ولم يستطع البيع بعد ان هبط سهمي (صفاة عقار) الى الحد الأدنى.
ومن ناحية أخرى قال بو محمد وهو مسؤول في شركة وساطة مالية:«صُدم المتعاملون في البورصة لدى هبوط الاسعار مع بداية التعاملات خصوصاً الأسهم الصغيرة مثل بتروجلف وميادين وهيتس وصكوك وغيرها من الشركات المدرجة»، لافتاً الى أنه«استقبل مع زملائه من الوسطاء طلبات تسييل تعود معظمها الى صغار المتداولين، وسط حالة من الهلع التي أصابت جانباً منهم».
«زين»... حسافة
ومن ناحية أخرى استغرب بو جاسم وهو من قدامى المتداولين في البورصةعندما شاهد سهم«زين»يتداول عند مستواته الحالية إذ قال «حسافة، زين بـ 590 فلساً؟».
وذكر المتداول بو دعيج ان هدفه اليومي هو المضاربة السريعة لنيل وحدة او وحدتين سعريتين، وليس «رزقتنا من السوق» وليس لدي مصدر آخر، وبهذا الشكل سنكون «لقمة صائغة» للهبوط الحاد ما لم يكن هناك ارتداد او نشاط مرة أخرى.
المتداول «بو خلف» وقع فريسة لتقنية أوامر البيع طويلة الأجل «حتى الإلغاء»، إذ قال: «لمن يسعفني الوقت لإلغاء أمر قديم وضعته لشراء أسهم شركة تشغيلية» مشيراً الى أنها تراجعت الى الحد الادنى، متخوفاً من استمرار التراجع اليوم!
وفسر وسيط مالي عمليات الشراء التي قابلت البيع العشوائي للمتعاملين بان محافظ تابعة لشركات استثمارية شاركت في الشراء لوقف نزيف بعض السلع، إلا أنها لم تفلح في ذلك واستمر الهبوط على مستوى غالبية الأسهم المدرجة، فيما نوه الى أن مضاربين كبار وقعوا ايضاً في مصيبة التصريف الذي شهدته السلع الصغيرة.
واكد ان معظم المتداولين أحجموا عن الشراء وشريحة ليست بقليلة ظلت تراجع دون المشاركة في البيع أيضاً، وذلك وسط حالة من الانتظار لما قد يترتب على تعاملات اليوم والغد. على صعيد متصل، افاد المتداول «بوجاسم» بأن امواله لا تزال في حساباته لدى المقاصة، وهو يتواجد يومياً في البورصة ترقباً لعودة الثقة، لافتاً الى أنه رأى الهبوط الحاد للسوق ولكنه ظل خارج التداولات دون التحرك للشراء وسط توقعات بمزيد من التراجع لبعض السلع.
وقال: «سأدخل في الوقت المناسب، نعم هناك فرص، لكن لا يوجد ثقة، هذا السوق للضرب السريع ثم الهروب دون النظر الى الخلف» في إشارة الى أن المضاربة باتت الثقافة الأكثر تأثيرا في نفسيات المتعاملين.
50 سهماً بالحد الأدنى
تراجعت أسهم أكثر من 50 شركة مدرجة في السوق إلى الحد الأدنى لتظل معروضة بلا أي طلبات.
ولوحظ ان معظم السلع التي أقفلت بالحد الادنى هي من الشركات التي عانت كثيراً اوضاعاً مالية غير مستقرة، فيما تسببت سلع بعينها في تكبيد المؤشر العام خسارة فوق خسارته، منها «التغليف» التي تراجع سهمها 155 فلساً لدى تنفيذ صفقة واحدة عليها، ليقفل السهم عند مستوى 455 فلسا، علماً بان الإقفال السابق للسهم هو 640 فلساً.
وشهدت الأسهم الثقيلة مثل «زين» والبنوك تماسكاً ملحوظاً في ظل وجود قوة شرائية ملحوظة عليها، وإن كانت تلك السلع قد تداولت أمس عند مستويات تاريخية وسط توقعات باقتناص الفرصة التي تتمثل في ذلك من قبل محافظ متعددة لدى الارتداد المُنتظر للسوق.