الشيخ خالد العبد الله افتتح معرضه «نساء في حياتي» في قاعة «العدواني»
عادل المشعل: أرسم من تلقاء ما تمليه عليّ مشاعري
| كتب مدحت علام |
1 يناير 1970
05:43 م
تتسم أعمال الكاتب والفنان التشكيلي الكويتي عادل المشعل، بالقدرة على اختراق رؤى إنسانية كثيرة التحرك في أكثر من اتجاه، وذلك عبر تكنيك لوني مفعم بالحيوية، ومتواز تماما مع الكثير من المفردات التشكيلية، تلك التي اتخذها المشعل من المرأة في كل أحوالها وحالاتها.
هكذا... جاء معرضه الذي افتتح برعاية وحضور رئيس المراسم والتشريفات في الديوان الأميري الشيخ خالد العبد الله الصباح الناصر الصباح... في قاعة أحمد العدواني في ضاحية عبد الله السالم، والذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ضمن أنشطته التشكيلية المستمرة، وبحضور أمينه العام المهندس علي اليوحة والأمين العام السابق بدر الرفاعي. والمعرض يعبر- بشكل أو بآخر- عن الاتساع الذي أولاه المشعل للألوان في مناطق كثيرة من لوحاته، وهو اتساع أسهم في إيجاد مساحات معتبرة من الليونة والسيولة على مستوى تدرج الألوان، وتوافقها مع الفكرة، بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء.
و«نساء في حياتي»... هو العنوان العام الذي اختاره الفنان لمجمل لوحات المعرض، غير أن الرؤى كانت شاملة العديد من مناحي الحياة، من خلال المرأة كرمز وطبيعة وحياة ومنهج، وبالتالي تواصلت المضامين مع الأفكار المطروحة من قبل الفنان في أنساق فنية متعددة المضامين والتحولات. ومن ثم فقد اتجهت المواضيع المطروحة في لوحات المعرض، إلى مزاج فني، تحركه المرأة في أنساق حسية مفعمة بالنعومة، ومتعانقة مع الكثير من المدلولات الفنية.
وحينما نتأمل الألوان المطروحة على أسطح لوحات المعرض... سنجد أنها ملتزمة بالتوهج والتناسق مع فضاءات اللوحات، في تناول فني جذاب. وتأخذ المرأة في لوحات المعرض أشكالا عدة، وذلك من خلال ما تضمنته الرؤى من مواضيع متعلقة بالتراث تارة وبالحداثة تارة أخرى، إلى جانب الواقع الرومانسي للمرأة وجمالها وصناعتها للحياة، والعديد من التوافقات الإنسانية الأخرى، ورسم المشعل امرأة تتباهى بشعرها الذي ينسدل في تلقائية وجمال في ما تحمل امرأة أخرى على رأسها السدو، دلالة على الارتباط الوثيق بالماضي.
وفي سياق آخر... اندفعت ريشة الفنان كي تترصد البيوت القديمة، وفي نسقها تبدو المرأة متباهية بأحلامها، وذلك وفق تصور تشكيلي رمزي متفاعل مع الواقع والخيال معا. وفي تصريحه لـ «الراي»... أكد الفنان التشكيلي عادل المشعل بأن معرضه جاء انتصارا للمرأة التي هي الأم والأخت والزوجة والحبيبة والابنة والقريبة، ومن ثم تنوعت المضامين، من خلال رصد هذه الأحوال مجتمعة، وكشف أن لوحاته التي أقام بها هذا المعرض الشخصي، جاءت كتكملة لما بدأه في رصد أحوال المرأة، وتأكيدا على أن المرأة هي مصدر الإلهام، ومصدر السعادة والحزن... كذلك، كما أنه يريد من خلال هذا الطرح الفني التدليل على أحقية المرأة في أن تكون لها الأولوية في المجتمع، بفضل ما تقدمه من عطاءات متميزة، وتضحيات منقطعة النظير.
وفي ما يخص التكنيك الذي اتبعه المشعل في معرضه قال: «في حقيقة الأمر ليس لدي تكنيك محدد يمكن شرحه أو الحديث عنه، لأنني أرسم من تلقاء ما تمليه علي مشاعري، كما أنني أحاول قدر المستطاع أن أكون مختلفا عن أي فنان آخر، لذا فإنني اتبع تكنيكا مختلطا تتوافر فيه شروط المهنية في تناول العمل التشكيلي وفي الوقت نفسه لا يتعارض مع الخطوط المرسومة عند التعامل مع التشكيل، الذي أراه غاية لتحقيق حياة أفضل، لي شخصيا وللمجتمع بشكل عام».
والمشعل فنان تشكيلي وكاتب صحافي، وعضو في جمعية الصحفيين الكويتية. وعضو مجلس إدارة جمعية العلاقات العامة وأمين سرها سابقاً. وأمين سر نادي السينما سابقاً. وأمين سر الجمعية الكويتية لفنون التصوير (تحت الاشهار). ونائب رئيس اتحاد كتاب السياحة العرب ورئيس الوفد الكويتي بالقاهرة. وتم اختياره من قبل صالون غازي الثقافي العربي ومقره القاهرة لتكريمه ضمن المفكرين والمبدعين ورجال السياسة والإعلام عام2007، كما أقام المعارض الشخصية وشارك في المعارض الجماعية داخل وخارج الكويت. وله العديد من المقتنيات في المباني الرسمية في الكويت وخارجها.