رهان على تسويات الديون وتخارجات قريبة
لماذا نشط الشراء في البورصة قبل العيد؟
| كتب علاء السمان |
1 يناير 1970
04:52 م
على عكس المتوقع، شهد عدد من الأسهم التشغيلية المدرجة في سوق الاوراق المالية عمليات شراء مكثفة في آخر تداولات قبل عطلة عيد الاضحى المبارك التي ستمتد حتى 12 اكتوبر الجاري.
وارتفعت المؤشرات العامة للسوق في ظل القوة الشرائية التي تتوارد بشأنها معلومات إيجابية، بعضها يتعلق بتسويات مالية وتغطية التزاماتها مع بنوك وجهات دائنة، فيما تمثل النتائج الايجابية لتلك الشركات العامل الآخر، إذ يتوقع أن تشهد إعلانات جانب من الشركات المدرجة استقراراً كبيراً مقارنة بما تضمنتها نتائج أعمال الفترة المقابلة من العام 2013.
وحرصت المحافظ المالية والصناديق الاستثمارية على مراكزها التي كونتها في بعض السلع خلال الفترة الماضية، فلم تحاول تسييل كميات من تلك السلع وسط قناعة بان فترة ما بعد عيد الأضحى المبارك ستشهد جولات جديدة عليها، ما سيؤهلها لقفزات سعرية، إلا ان ذات شريحة المضاربين فضلوا التخارج والترقب الى ما بعد العُطلة، تحسباً لحدوث تطورات قد تؤثر في مسار السوق.
وعلى مستوى النظرة الفنية، يتماسك المؤشر العام عند مستوياته الحالية تمهيداً لكسر الحد النفسي 7700 نقطة، إذ يرى المحللون ان المستوى الحالي آمن الى حد كبير، فيما تظل عمليات جني الارباح واردة بتأثيراتها حال حدوث فقاعات سعرية على مستوى بعض الأسهم المدرجة.
وحاولت المحافظ والصناديق الاستثمارية التي تلعب دوراً رئيسياً في إحداث التوازن على السلع التشغيلية صد موجة التصريف التي شهدتها خلال تعاملات السوق في أولى جلسات اكتوبر، وسط قناعة بأن تلك الأسهم ستقود السوق خلال الفترة المقبلة، وذلك لارتباطها الوثيق بمعطيات ايجابية يتعلق بعضها بتسويات مالية وتطورات أخرى نتج عنها تحقيق ارباح من المنتظر أن تتضمنها البيانات المالية التي ستعلنها الشركات عن الربع الثالث.
ولا يخفي ان لطول عطلة العيد وما يصاحبها من تمديدات سيكون لها تأثير في اتخاذ القرارات الاستثمارية لمتعاملي البورصة بما في ذلك الترقب لجولة نشطة تأتي بوقود الارباح المحققة للشركات عن الربع الثالث او التخارج في هذا الوقت تحديداً والسير مع موجة السوق.
وكانت مجموعات قيادية قد شهدت موجة من التسييل على مستوى غالبية أسهمها وذلك على خلفية اشاعات تواردت خلال الأيام الماضية، إلا ان المحافظ التي تنشط على تلك الأسهم استطاعت ان تتجاوز آثار التسييل، بل وحققت بعدها مكاسب ملحوظة ما يعكس القناعة بأن المستويات الحالية مغرية للشراء، فيما فضل جانب كبير من المتعاملين على تلك الأسهم الاحتفاظ بمراكزهم ترقباً لتطورات مهمة عقب العيد، منها تسويات وتخارجات وغيرها. وتدفقت السيولة نحو أسهم البنوك اضافة الى السلع القيادية لتعاود مؤشرات السوق تماسكها من جديد، فيما يُنتظر أن تشهد تلك المؤشرات مزيداً من التوازن على المدى المنظور، إلا أن حدوث تصحيح طفيف أو جني ارباح سريع سيظل وارداً من وقت الى آخر، حيث سيكون لذلك أثر كبير في القضاء على أي فقاعات قد تحدث.
وكان واضحا تعامل المحافظ والمتداولين من خلال النفس الانتقائي في الشراء لأسهم تشهد حاليا عمليات تسويات كبيرة، وهو ما جعل القطاع المصرفي وبعض الاسهم التابعة والزميلة تشهد نشاطاً خصوصاً خلال الساعة الاخيرة على بعض الاسهم المكونة لمؤشر (كويت 15) حيث ظهر التماسك وتحديداً على اسهم القطاع البنكي وعلى وجه الخصوص اسهم بنوك قيادية منها بيت التمويل الكويتي والوطني.
وعززت موجات الشراء من مكاسب القطاعات الاخرى المتداولة، خصوصا على بعض الاسهم متوسطة القيمة السوقية في حين تراجعت عموم الاسهم التي شهدت اقفالات في تعاملات أول من امس حيث نهاية شهر سبتمبر والربع الثالث.
وعلى مستوى الاسهم الرخيصة فقد كانت محط انظار العديد من المستثمرين وقد لعبت اسهم احدى المجموعات الاستثمارية المتوافق نشاطها مع احكام الشريعة الاسلامية دورا جوهريا في اداء السوق.
وكان لافتا في مسار السوق التنويع والتوجه الى اسهم صغيرة من جانب بعض المحافظ الاستثمارية اضافة الى التدوير بين المراكز والاهتمام بدور تحركات مجموعات لاعبة في السوق منذ بداية الربع الثالث وتحدد مسار العديد من الشركات على الرغم من غياب بعض صناع السوق.
واستمرت وتيرة الهيمنة على الاسهم الصغيرة الشعبية التي تقل قيمتها السوقية عن 100 فلس، فيما يُنتظر ان تشهد تلك السلع موجة نشطة خلال فترة ما بعد العيد، الامر الذي سيدفع بمزيد من السيولة تجاهها وهو ما سيزيد من متانة التعاملات، ما لم تحدث تطورات سياسية او غيرها يترتب عليها تغيير النظرة العامة للسوق.
وكان المؤشر العام للبورصة أقفل امس على راتفاع 13.7 نقطة ليقفل عند مستوى 7648 نقطة، فيما حقق كويت 15 مكاسب تصل الى 5.9 ليقفل عند 1217.27 نقطة، وبلغت كمية الاسهم المتداولة 220.1 مليون سهم بقيمة تقدر 22.8 مليون دينار نفذت من خلال 4381 صفقة.