المجموعات المقاتلة بين مؤيد ومعارض بعد استهداف «النصرة»

دمشق: المعلم تلقى رسالة من كيري عبر الجعفري قبيل الغارات

1 يناير 1970 07:23 م
انشغلت دمشق أمس بخبر بمباشرة قوات التحالف الدولي منذ ساعات فجر أمس تنفيذ غارات جوية على مواقع لتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» عبر سلاحي الجو الأميركي والأردني وفق القرار 2170.

وأعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان أن الوزير وليد المعلم تلقى رسالة من نظيره الأميركي جون كيري عبر وزير خارجية العراق (ابراهيم الجعفري) يبلغه فيها أن أميركا ستستهدف قواعد تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية.

وقالت الوزارة إنه «تم ابلاغ مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة (بشار الجعفري) بأن الولايات المتحدة وبعض حلفائها ستقوم باستهداف تنظيم داعش الإرهابي في مناطق تواجده في سورية وذلك قبل بدء الغارات بساعات».

وأضافت الوزارة: «بعد ذلك أيضا تلقى وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم رسالة من كيري عبر وزير خارجية العراق يبلغه فيها أن أميركا ستستهدف قواعد تنظيم داعش الإرهابي وبعضها موجود في سورية».

وأوضح البيان الرسمي «أن سورية إذ تؤكد أنها كانت وما زالت تحارب هذا التنظيم في الرقة ودير الزور وغيرهما من المناطق فإنها لم ولن تتوقف عن محاربته وذلك بالتعاون مع الدول المتضررة منه بشكل مباشر وعلى رأسها العراق الشقيق وتشدد في هذا الإطار على أن التنسيق بين البلدين مستمر وعلى أعلى المستويات لضرب الارهاب كون البلدين في خندق واحد في مواجهة هذا التنظيم تنفيذا للقرار الدولي 2170 الذي صدر بالإجماع من مجلس الأمن».

وشدد البيان السوري على أن «محاربة ومكافحة الإرهاب مهما كانت مسمياته من داعش وجبهة النصرة وغيرهما، يجب أن يتم مع الحفاظ الكامل على حياة المدنيين الأبرياء وتحت السيادة الوطنية ووفقا للمواثيق الدولية».

ورحبت المعارضة السورية بالضربات الجوية لكنها حثت على مواصلة الضغط على النظام السوري، وقال رئيس الائتلاف المعارض هادي البحرة في بيان: «انضم المجتمع الدولي الليلة إلى صراعنا ضد «داعش» في سورية»، وأضاف: «اننا ندعو جميع شركائنا إلى مواصلة الضغط على نظام الأسد».

وخلق الدخول الأميركي على خط الحرب الدائرة في سورية خلافا حادا بين المجموعات المسلحة بين مؤيد لهذه الضربات ومعارض لها على اعتبار أنها تأتي لصالح النظام، وخصوصا أن معظم الكتائب المسلحة المحسوبة على «الجيش الحر» متحالفة مع «جبهة النصرة» في معظم جبهات المواجهة مع النظام، وفي هذا الإطار نشرت صفحات للمعارضة على «فيسبوك» خبر مقتل المدعو «ابو يوسف التركي القناص في جبهة النصرة اثر قصف التحالف الاميركي على مقرات الجبهة في ريف إدلب، وأبو يوسف هو القناص السادس في العالم وتخرج على يده قرابة 400 قناص»، بحسب تنسيقية الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وقبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً، أكد المعلم أن جدية الولايات المتحدة وحلفائها في مكافحة الإرهاب تقتضي أن يتوقفوا فورا عن دعم وتمويل وتسليح وتدريب التنظيمات الإرهابية وتهريبها إلى داخل الأراضي السورية وهو ما يتحقق من خلال التنسيق المعلوماتي مع الدولة السورية.

وبين المعلم في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» أنه لو كانت الولايات المتحدة جادة في مكافحة إرهاب داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية لبدأت بالتحرك عبر الأمم المتحدة وتحت مظلتها ودون أن تستثني أحدا بمن فيها روسيا وإيران وسورية.

وأضاف: «يجب التمييز بين جهد دولي في إطار قرار مجلس الأمن 2170 لمكافحة إرهاب داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة وبين النوايا الخفية للولايات المتحدة وحلفائها ولاسيما أن أعضاء هذا التحالف الدولي هم من الدول التي تآمرت على سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات حين مولت ودربت وسلحت وهربت الإرهابيين إلى سورية بمن فيهم إرهابيو داعش الذين جاؤوا من 83 دولة».

وقال: إن «الولايات المتحدة تضحك على العالم عندما تقول إنها لن تنسق مع الحكومة السورية بل مع المعارضة المعتدلة لأن هذه المعارضة تقوم بقتل السوريين كما تفعل داعش والنصرة».