عودة التفجيرات الانتحارية مع عملية الخريبة ضد حاجز لـ «حزب الله»
الجيش اللبناني يصعّد ضد المسلحين بعد تعليق مفاوضات الإفراج عن العسكريين
| بيروت – «الراي » |
1 يناير 1970
09:22 ص
طغى المسار العسكري على سكّة التفاوض في ملف العسكريين اللبنانيين الـ 26 الذين ما زال تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» يحجتزانهم منذ الثاني من اغسطس الماضي، وسط «تدافُع خشن» بين السلطات اللبنانية والخاطفين بعد تعليق الوساطة القطرية ومحاولة تلمُّس طريق جديدة لإنهاء هذه القضية التي باتت عالقة بين «مطرقة» حسمٍ بالقوة مكلف وغير ممكن لأن «طرف الخيط» الآخر فيه يتصل بمعركة القلمون وتعقيداتها، وبين «سندان» تفاوُضٍ دخل «حقل الألغام» السياسي الداخلي تحت عنوان رفض مقايضة الأسرى بموقوفين اسلاميين في سجن رومية.
وعكست تطورات الساعات الماضية انتقال ملف العسكريين الى مرحلة أكثر تعقيداً وغموضاً في ضوء الوقائع الآتية و»المتسلسلة»:
• توقيف الجيش اللبناني 3 سوريين متهمين بالضلوع في ذبح العسكرييْن علي السيد وعباس مدلج اللذين أعدمهما «داعش».
• استهداف آلية للجيش اللبناني داخل بلدة عرسال بعبوة ادت الى مقتل عسكرييْن وجرح 3 آخرين.
• إعدام «النصرة» الجندي الاسير لديها محمد حمية وذلك قبيل الموعد الذي كان مقرراً لوصول الموفد السوري جورج حصواني المكلف من قطر الوساطة في هذا الملف، علماً ان الأخير لم يزر بيروت إثر تصفية حمية.
• بدء الجيش اللبناني عملية قصف عنيف لمراكز المسلحين في جرود عرسال التي عزلها عن البلدة وهو ما أعقبه اعلان رئيس الحكومة تمام سلام تعليق التفاوض مع الخاطفين «ما دام القتل مستمراً» معلناً «المواجهة مع الارهاب».
• تسجيل عودة مسلسل التفجيرات الانتحارية بعد غياب لنحو ثلاثة اشهر، اذ شهدت منطقة البقاع عملية استهدفت حاجزاً لـ «حزب الله» بين بلدتي الخريبة وحام قرب الحدود السورية وسط تقارير تحدثت عن سقوط 3 قتلى من الحزب مقابل تقارير أخرى اشارت الى وقوع بعض الجرحى فقط.
وبحسب التقارير فقد فجر انتحاري يقود دراجة نارية نفسه ليل السبت قرب حاجز لحزب الله، علماً ان «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية كانت افادت ان انتحاريا داخل سيارة رباعية الدفع نوع «رانج روفر» فجر نفسه لدى وصوله إلى الحاجز، بالتزامن مع مرور دراجة نارية”، مضيفة ان الهجوم اسفر «عن سقوط ثلاثة شهداء».
• تجدُّد موجة الخطف على الهوية المذهبية رداً على إعدام حمية حيث تم خطف 5 أشخاص من آل فليطي والحجيري من عرسال، على طريق قرى اللبوة - النبي عثمان - البزالية المؤدية إليها، على وقع تحميل عشيرة حمية آل الحجيري مسؤولية إعدام إبنهم متوعدة بالثأر منهم. كما خطف مسلحون ملثمون شخصا من آل البريدي (من عرسال) في منطقة الأوزاعي عاد الجيش وحرره فيما تم الإفراج عن المخطوفيْن من آل الفليطي.
ووسط حبْس الأنفاس حيال امكان تنفيذ «النصرة» تهديدها بتصفية الجندي علي البزال الذي كان ظهر في الشريط الذي بثته الجبهة عن إعدام حمية، بدا السباق على أشده بين مساعي تطويق تداعيات قتل حمية والتحوّط لما يمكن ان ينتج من تكرار سفك دماء المزيد من الأسرى، اذ صدرت مواقف عدة من «حزب الله» دعت الى نبذ الفتنة واكدت على الوحدة الوطنية والوقوف خلف الجيش اللبناني، في حين خففت عشيرة حمية من لهجتها حيال آل الحجيري مكتفية بتوجيه سهام التوعد الى رئيس بلدية عرسال علي الحجيري والشيخ مصطفى الحجيري.
وفيما اعلن الجيش اللبناني انه «سيستمر في اجراءاته الميدانية المشددة لحماية المواطنين، وهو متمسك بحقه في استخدام كافة الوسائل المتوافرة لديه، ولن يتهاون مع الجماعات الارهابية أينما وجدت، ومهما بلغت التضحيات»، جاء الاجتماع الامني الذي ترأسه سلام مساء اول من أمس ليلاقي السقف الذي رفعه رئيس الحكومة بان لا تفاوض تحت تهديد القتل والانتقال الى المواجهة، اذ خلص الاجتماع الى التشديد «على ضرورة متابعة المواجهة التي يقوم بها الجيش والقوى الامنية ضد القوى التكفيرية ورفض الابتزاز والمساومة على بطولات الجيش وكرامة الوطن». واكد موقف سلام المتمثل «بوقوف الحكومة صفا واحدا وراء قواها العسكرية تحت وطأة التهديدات وتنفيذها والتي عرقلت جهود التفاوض».
وفي موازاة ذلك، ووسط ترقب لسعي لبنان الى تفعيل الدور التركي بعدما نجحت أنقرة في استرداد رهائنها لدى «داعش»، حذّرت «النصرة» التي تتمسك بمطالبها بالإفراج عن سجناء في سجن رومية وفتح الطرق التي أقفلها الجيش بين عرسال والجرود، والكف عن مضايقة النازحين في لبنان، من ان استمرار قصف مراكزها في جرود عرسال سيدفعها الى اعتماد اسلوب جديد في المواجهة، موضحة في بيان لها «اننا بادرنا في السعي من أجل تحسين الوضع في عرسال وكافة الأراضي اللبنانية وإخراج الأسرى الذين هم في حوزتنا وذلك حقناً لدماء المسلمين وحاولنا التواصل مع عدة جهات وكان أخيراً الوكيل القطري، ولم نجد أي نتائج إيجابية على الواقع ولا أي اهتمام، وكأن الأمر لا يهمّ أحدا، وحالياً ليس لدينا تواصل مع أي جهة، ونحن جاهزون للعمل على نزع فتيل الأزمة»، مضيفة: «ونعلمكم أن دماء أهل السنّة غاليةٌ علينا ولن نقبل أيّ مساومة على ذلك وقد نذرنا أنفسنا فداءً لهذا الدين ونصرةً للمستضعفين».