عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي

«الداخلية» و«الأوقاف» و«تطفيش» المصليّن

1 يناير 1970 01:29 م
زاد في الفترة الأخيرة توقيف وزارة الأوقاف للخطباء عن إلقاء خطب الجمعة، بسبب بعض الآراء التي يطرحونها، وبداية نحن مع الوزارة في حال كان هناك تجاوز من الخطيب في ذكر أسماء أشخاص أو هيئات، أو كان هناك تجاوز في الألفاظ والعبارات، ونحن معها إن كان هناك طرح يؤدي إلى تقسيم المجتمع أو تهديد وحدة صفه، ونحن مع الوزارة إذا كان هناك طرح متطرف.

ولكن أن يسعى بعض المسؤولين في الوزارة لتتبع كل عبارة ولفظ، ومحاولة تأويل أو تفسير بعض التلميحات بالصورة التي يريدونها كي يعتبرونها مآخذ على الخطيب فهذا غير مقبول.

من المعلوم أن لكل خطيب أفكاره وطرحه، ولكل خطيب أولويات يعتقد أنه ينبغي تقديمها على غيرها في الخطبة، كما أن رواد كل مسجد يختلفون عن غيرهم، ولذلك كان لابد أن يلامس الخطيب نوعية المصلين عنده.

أنا عضو في مجلس إدارة نقابة الخطباء والأئمة الكويتية وأحيانا تأتينا شكاوى من بعض الخطباء الأفاضل من قيام الوزارة بتوقيفهم، وعند متابعة الخطبة، نتفق أحيانا مع الوزارة في قرارها، لكن كل الذي نتمناه من الوزارة أن تحسن الظن في خطبائها، وأن تلتمس لهم الأعذار، وأن تقدر جهودهم التي يبذلونها داخل المسجد وخارجه في دعوة الناس وتوجيههم، وألا تنسف كل تلك الجهود لعبارة خرجت من الخطيب، ونتمنى من الوزارة أن تجلس مع الخطباء وتستمع لكلامهم قبل إتخاذ أي قرار بإيقافهم.

نحن الآن في زمن الانفتاح الإعلامي، وإن كان الخطيب يحضر له خلال الخطبة ألف أو ألفين، فربما كان متابعوه في «تويتر» عشرات الآلاف، ويمكنه تسجيل الدروس والمحاضرات ونشرها عبر وسائل الاتصال، لذلك ليس الحل دائما هو توقيف الخطيب عن منبر الجمعة وحرمان المصلين من توجيهاته.

«تطفيش» المصلين

كتبت قبل فترة عن موضوع سرقة السيارات التي تتم عند مواقف المساجد خصوصاً وقت صلاتي المغرب والعشاء، في ضاحية عبدالله المبارك. وبرغم كثرة السرقات والشكاوى التي يتقدم بها الناس إلى وزارة الداخلية إلا أن هذه السرقات ما تزال مستمرة وبازدياد.

يتساءل المصلون أين دور وزارة الداخلية في منع هذه السرقات؟ وهل هي عاجزة عن الإيقاع بأولئك اللصوص؟ هل يعقل أن الوزارة بكل أجهزتها لا تستطيع القبض على أولئك المفسدين، الذين حرموا المصلين من الاطمئنان في صلاتهم بسبب التفكير في سلامة مركباتهم ومحتوياتها.

هل تعلم الوزارة أن البعض أخذ لا يصلي في المسجد خوفا على سيارته من السرقة، وآخرون غيروا المساجد التي اعتادوا عليها؟

بل إن الأمر تعدى إلى تهديد سيدة كانت في السيارة تنتظر زوجها في إحدى الصلوات وقاموا بإخراجها وسرقة سيارة زوجها، بل وصلت الجرأة ببعضهم إلى دخول مصلى النساء وسرقة حقيبة بعض المصليات والاستيلاء على محتوياتها وكذلك سيارتها.

هذه وقائع وليس تخيلات، فبعض السرقات لا يرغب الضحايا بتسجيلها إما لكونها امرأة لا تريد الدخول للمخافر، وإما لعدم سماعهم بأي خبر عن القبض على لصوص سابقين في مثل هذه الجرائم، وإما بسبب إيثار البعض لتوفير وقته والذي قد يطول ويمتد لأكثر من أربع ساعات - ولي تجربة سابقة - دون نتيجة تُذكر.

هذه شكوى أنقلها لقيادات الداخلية نيابة عن أهالي ضاحية عبدالله المبارك، خصوصاً رواد المساجد منهم، ونرجو أن تجد هذه النداءات آذانا صاغية.

مبروك للائتلافية

نبارك للقائمة الائتلافية فوزها في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت للمرة 36 على التوالي، وحصولها على أكثر من 8000 آلاف صوت، هذا الفوز إنما يدل على أنه مازال الصوت الإسلامي المعتدل هو الاختيار الأول لدى أهل الكويت، وجيل الشباب من أهم شرائحه، الأمر الثاني عدم تأثر طلبة الجامعة بحملة التشويه الممنهجة ضد قائمة الائتلافية والفكر الذي تتبناه. فألف مبروك وعقبال الفوز المئة.