دراسة: فئران تجارب نقل اليها جين بشري تزيد قدرتها على التعلم
1 يناير 1970
01:59 م
رغم أن المسألة بعيدة كل البعد عن عمليات زرع المخ التي يعشقها الشغوفون بالخيال العلمي فقد اتخذ العلماء خطوة واحدة في هذا الاتجاه.. اذ قاموا بعزل جين رئيسي خاص بمخ الانسان ثم زرعوه في فئران التجارب.
وفي أول دراسة من نوعها تهدف الى تقييم كيف يمكن ان يؤثر اضفاء الطابع البشري الجزئي على مخ مختلف الانواع على الوظائف الادراكية، قال العلماء ان "الفئران التي نقل اليها الجين البشري المرتبط باللغة تعلمت طرقا جديدة في البحث عن الغذاء وسط متاهات تجريبية على نحو أسرع من مثيلاتها من الفئران الطبيعية".
ومن خلال عزل آثار جين بعينه تسلط هذه الدراسة الضوء على وظائفه، وتشير الى التغيرات الخاصة بالتطور التي أدت الى إيجاد الامكانات الفريدة للمخ البشري.
واستعان العلماء في هذه الدراسة بمئات من فئران التجارب التي جرى تعديلها وراثيا لتحمل نسخة بشرية من الجين المسؤول عن اللغة والتخاطب. وفي دراسة اجريت عام 2009 تكونت لدى فئران تجارب نقل اليها هذا الجين خلايا عصبية أكثر تعقيدا ودوائر اتصال في المخ أكثر كفاءة.
وبناء على هذه الدراسة قام خبراء في علوم الاعصاب تحت اشراف كريستيان شريفايس وان جريبيل من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بتدريب الفئران على البحث عن الشكوكولاتة وسط متاهة معملية. وكان أمام الفئران خياران الاول هو الاستعانة بمعالم ارشادية مثل ادوات المعامل والاثاث الذي يظهر من خلال المتاهة والثاني استشعار ارضية المتاهة والاستدلال على الطريق من خلالها.
وقال العلماء في دورية الاكاديمية القومية للعلوم ان الفئران التي تحمل الجين البشري استدلت على الطريق خلال سبعة أيام، اما الفئران العادية فقد اتمت هذه المهمة في 11 يوما.
الا أن ما يبعث على الدهشة هو انه عندما أزال العلماء جميع المعالم الارشادية داخل حجرة المعمل -حتى تستدل الفئران على الطريق من خلال ملمس الارضية فقط- تعادلت امكانات الفئران ذات الجين البشري وتلك الطبيعية. وجاءت النتيجة مطابقة لذلك عندما عكس الوضع أي ظلت المعالم مكانها وازيلت الارضية.
ويعني ذلك أن الفئران ذات الجين البشري تميزت عن اقرانها الطبيعية عندما تم توفير الاسلوبين معا.
وقالت جريبيل ان ذلك يشير الى أن الجين البشري اسهم في زيادة ما يعرف باسم المرونة الادراكية المعرفية.
واذا كان هذا الجين البشري يجعل حاسة المرونة الادراكية المعرفية تتنقل بين صور التعلم المختلفة فقد يساعد ذلك في تفسير دوره في اللغة والتخاطب.