سهيل الحويك / Off Side / شاي أخضر

1 يناير 1970 12:48 ص


• انظر الى كل محتفل بفوز الأرجنتين الأخير على ألمانيا في مباراة دولية ودية لكرة القدم (4-2) نظرة فراغ، ومنهم عامل الكافيتيريا البنغالي في دوام العمل.

في كل مرة يأتيني بكوب الشاي الأخضر الخالي من السكر، يشير إلي بأصابعه الأربعة للدلالة على الفور الرباعي.

في بنغلاديش ثمة من هم مولعون بالارجنتين ومارادونا وميسي وهو بالتأكيد واحد منهم. احاول ان اشرح له بين الفينة والاخرى وبالانكليزية «المعربنة» الفارق ما بين المباراة النهائية لبطولة كأس العالم (2014) التي فاز بها الألمان على الارجنتينيين بالذات والمباراة الودية التي خسروها أمام الارجنتين 2-4 لكنه يتهرب مني دائما متذرعا بكثرة الطلبات الى ان فقدت الامل في اقناعه... ومنه.

كنت اشعر دوما بالضيق من عبدالسلام، واتفادى ان اطلب منه الشاي الأخضر الذي يعده لي بعناية فائقة مع حرصه على غسل الكوب الخاص بي دورياً، إلا انني اقتنعت في نهاية المطاف بخسارتي غير المستحقة امامه.

وكي لا يستفزني بعد اليوم بالرباعية، بدأت اعتبرها تذكيرا دائما لي، وإن كنت لا انسى، بأن منتخب المانيا (فريقي المفضل منذ 33 عاما) يمتلك اربع نجوم نظير تتويجه بكأس العالم في اربع مناسبات، بينما لا تمتلك «ارجنتينه» سوى نجمتين، لكنه لا يعلم او ربما يعلم. المهم هو الكوب المشعّ والشاي الاخضر.

• اميل شخصيا الى بطولات المنتخبات اي كأس العالم وكأس اوروبا وكأس افريقيا وكأس اسيا، وبالتأكيد ليس كأس اميركا الجنوبية التي تعرف بـ«كوبا اميركا» لان القيمين عليها دأبوا في السنوات الاخيرة على دعوة فرق من خارج القارة للمشاركة في الدورة التي فقدت بالتالي صفتها.

اميل الى بطولات المنتخبات مقارنة ببطولات الاندية وتحديدا الدوريات الاوروبية المحلية ودوري ابطال اوروبا.

اشعر بأن الاموال هي من تخوض مباريات الاندية وليس قدرات الامم.

ها هو ريال مدريد يبدل جلده هذا الموسم وكذلك برشلونة ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ ويوفنتوس وميلان وغيرها، بشكل يفقد اللعبة مصداقيتها الواجبة.

شعار كرة القدم الاوروبية بات التالي «معي اموال... فمن يتحداني؟». كنت افضل صراحة وضع قواعد تحكم تحركات الاندية في اسواق اللاعبين. لمَ لا يجري مثلا تحديد عدد الاجانب في كل فريق او وضع شرط يلزم اللاعب الجديد بضرورة البقاء مع هذا النادي او ذاك لفترة 3 سنوات كحد ادنى؟

هكذا تكسب الفرق هوية وتصبح عملية متابعتها مجدية.

واشير هنا أيضاً إلى نظام الاعارة الذي يضحك على نظام الانتقالات ويستغل جهله ... فعلاً مسرحية هزلية.

اصبحت بطولات الاندية مجرد «SHOW» فيما بقيت بطولات المنتخبات «الساحة الاوضح» لابراز العضلات الحقة وليس مجرد بالونات هواء لا تلبث ان تطير قبل ان تنفجر مخلفة هدوءا تصم به آذان عشاق «المستديرة» الحقيقيين.

• بالإمكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت: www.alraimedia.com

سهيل الحويك

sousports@