الإعلام البريطاني ينضم إلى الأميركي: الكويت وقطر تموّلان «التنظيم»
«الدولة الإسلامية» تذبح جندياً لبنانياً ثانياً
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:30 ص
بعد تسعة أيام على إعلان «الدولة الاسلامية» (داعش) ذبْح الجندي في الجيش اللبناني علي السيد، نفّذ التنظيم امس عملية الإعدام الثانية للجندي عباس مدلج (من بلدة مقنة البقاعية)، في تطوّر خطير ينذر بانفجار هذا الملف الذي يعتمل منذ الثاني من اغسطس الماضي تاريخ حصول المواجهات بين الجيش و«داعش» و«جبهة النصرة» في عرسال.
وشكّل اعلان «ابو مصعب حفيد البغدادي» وهو احد عناصر «داعش» في ريف دمشق جبهة القلمون عبر تغريدة على صفحته الجديدة على موقع «تويتر» عن ذبح احد عناصر الجيش، «طعنة» للوساطة التي بدأتها قطر علناً الجمعة عبر شخصية سورية بارزة سبق ان لعبت دوراً في الإفراج عن راهبات معلولا في مارس الماضي.
وأصيبت بيروت بالصدمة مع نشر البغدادي - الذي سبق لـ «تويتر» ان اغلق حسابه قبل ايام ليعاود فتْح حساب آخر - صوراً لعملية ذبح مدلج ابن العشرين عاماً بالطريقة نفسها التي قُتل فيها السيد اي بالذبح بسكين ثم فصل الرأس عن الجسد.
وجاءت «تصفية» مدلج لتكتسب أبعاداً أكثر خطورة ولا سيما ان الجندي شيعيّ، الامر الذي يثير الخشية من حصول ردات فعل سواء بحق نازحين سوريين او ذات طبيعة مذهبية، ولا سيما ان ذوي المخطوفين الشيعة كانوا حمّلوا عرسال السنية مسؤولية ما يمكن ان يحصل لأبنائهم فيما لوّح ذوو المخطوفين الآخرين بتصعيد كبير يرجّح ان ينفجر من جديد بعد ذبْح مدلج.
وقد اختار البغدادي، الذي كان هو نفسه كشف عن إعدام الرقيب علي السيد، ان يعلن ذبح مدلج عبر تغريدة قال فيها: «تم بحمد الله جز رقبة عسكري من الجيش الصليبي على يد الدولة الاسلامية وسيصدر بيان او فيديو من مؤسسة رسمية والله غالب على امره»، قبل ان يضيف: «ارتقبوا غضب الثائرين لعرض ام المؤمنين قسما برب العزة لنقطعن رؤوسكم ونحرق حسينياتكم ولنكسرن صليب قادتكم والله ناصرنا.. اعلموا يا روافض واعلموا يا حكومة لبنان أننا جئناكم بالذبح. واعلموا أن الدولة الإسلامية قد جاءت بقول النبي اننا جئناكم بالذبح وجئناكم بسكين حفيده الزرقاوي امير الذباحين... جئناكم بالذبح».
إلى ذلك، ومع تصاعد اللهجة الغربية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» انضم الاعلام البريطاني الى الأميركي في اتهام جهات في الكويت وقطر بتمويل هذا التنظيم.
وقالت صحيفة «تلغراف» البريطانية في تقرير للكاتب اندرو غيليغان امس انه في «بازار التمويل الجهادي الكبير الموجود في الكويت، هناك خيار تمويل للارهاب يناسب كل ميزانية، من المؤسسات الخاصة التي تتعامل بعشرات ملايين الدولارات الى التبرع بخمسين رصاصة قناص اي 50 دينارا».
وبحسب الصحيفة يعد تنظيم «القاعدة» المتبرعين بمنحهم صفة «متبرع فضي» اذا دفعوا 50 دينارا و«ذهبي» اذا دفعوا مئة دينار يمكن بها شراء بضع قذائف هاون.
واشارت الصحيفة الى انه «مع اصدار ممولي الجهاد المزيد من بطاقات الولاء للمتبرعين، تأخر الغرب في ادراك ان بعض اصدقائه في الخليج كانوا يلعبون ورقة عدم الولاء»، مضيفة انه «لو لم يحرر الجنود الاميركيون والبريطانيون الكويت في العام 1991، لكان من المفترض ان تكون ما زالت المحافظة 19 في عراق صدام حسين. لكن الكويت ردت جميل الدم والكنوز الغربية التي صرفت خلال تحريرها بان اصبحت، على حد تعبير مساعد وزير الخزانة الاميركي لشؤون الارهاب ديفيد كوهن (نقطة الارتكاز في تمويل الجماعات الارهابية في سورية)».
واعتبر الكاتب ان «داعش» بالنظر الى الاراضي التي احتلها اخيراً وحقول النفط وخزائن البنوك التي استولى عليها، لم يعد يحتاج الى اموال أجنبية، لكن صعوده السريع الى هذا المستوى الذي بات فيه يهدد المنطقة بكاملها، مُول من جانب حلفاء للغرب، زاعما ان «اموال داعش جمعت في الكويت وقطر او نقلت عبرهما بموافقة ضمنية، واحيانا بدعم نشط، من حكومتيهما».
وأوضح الكاتب: «رغم ان ذلك ليس مفهوما على نطاق واسع في الغرب، فانه لم يعد سرا. فخلال العام 2013 وجزء من 2014، التمس الجهاديون علناً المال عبر محطات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي، لشراء السلاح وتجنيد الرجال، تماماً كما يمكن ان تسعى الجمعيات الخيرية في بريطانيا لتبرعات من اجل شراء الاغذية والخيام».
وتابع ان «احدى الجمعيات في الكويت والتي تقارن بأوكسفام في بريطانيا تدعى اتحاد علماء الكويت الذي يدير حملات عدة لجمع الاموال بما فيها حملة الكويت الكبرى جمعت ملايين عدة من الدولارات لشراء صواريخ مضادة للطائرات وقواذف للصواريخ وتجنيد مقاتلين»، قائلاً «ان بعض المال ذهب الى «داعش» و(جبهة النصرة)».
وزعمت الصحيفة ان «قطر ايضا لديها مشكلة جدية. فالحكومة نفت في الشهر الماضي بيانا لوزير التنمية الالماني غيرد مولر بانها تمول داعش مباشرة. الا ان كوهن يقول ان تقارير صحافية تفيد بان الحكومة القطرية تدعم المجموعات المتطرفة العاملة في سورية».
وادعى الكاتب ان «الكويت وقطر ساعدتا داعش او على الاقل لم تعرقلا مساعدته لانهما تنظران اليه باعتباره تنظيما مضادا يمكن به ردع ايران وحليفها بشار الاسد. الا انهما ومثل حكومات كثيرة قبلهما، بما في ذلك اميركا في افغانستان، اكتشفتا الآن ان هذا التنظيم يمكن ان يتفلت من السيطرة».
وقال الكاتب ان «الكويت التي دقت وحشية التنظيم ناقوس الخطر بالنسبة اليها، بدأت حملة عليه، لكنها جاءت بعد فوات الأوان لآن داعش لم يعد يحتاج الى داعميه الاولين».
يذكر ان وسائل الاعلام الاميركية، ولا سيما الصحف الكبرى، كانت قد نشرت اتهامات مماثلة لكل من الكويت وقطر في مقالات متعددة على مدار اكثر من عام.