«داعش» و«النصرة» سلّما مطالبهما ومعلومات عن توقيف شقيق «أبو طلال» في البقاع
وساطة قطر في ملفّ العسكريين تشقّ طريقها... «الوعرة»
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:15 ص
... الحكومة اللبنانية تُفاوِض خاطفي عسكرييها من «داعش» و«جبهة النصرة» على مطالبهم «بما يحفظ هيبة الدولة»، والتنظيمان أقرا اعتماد قطر كقناة وحيدة للتفاوض وفق شروط تقدّما بها. هذه حصيلة الساعات الاخيرة في ملف العسكريين ورجال الامن (نحو 28) الذين ما زالوا في الأسر منذ 2 اغسطس الماضي تاريخ اندلاع المواجهات في بلدة عرسال (البقاع الشمالي) بين «النصرة» و«داعش» وبين الجيش اللبناني.
وتخوض الحكومة اللبنانية المفاوضات غير المباشرة عبر قطر التي يمثّلها في الوساطة شخصية سورية التقت اول من امس في القلمون قياديين من «داعش» و«النصرة» وفق سقف يترنّح بين حدّيْن: اعلى ويقوم على التذكير بالتداعيات الخطيرة لأي مساس بالمخطوفين على واقع النازحين السوريين في لبنان وامكان تسريع تنفيذ أحكام الإعدام بحق مدانين من الموقوفين الاسلاميين وقفل المعابر بين عرسال وجرود القلمون بما يؤمن قطع التواصل بين المسلحين وعائلاتهم وامداداتهم الغذائية والمعيشية. والثاني ينطوي على مرونة ضمنية لجهة امكان بت بعض الملفات العالقة إما من خلال طلبات إخلاء سبيل يوافق عليها القضاء لجهة اختصار مدة بعض العقوبات الخفيفة بحق بعض المحكومين أو الذين شارفت مدة محكوميتهم على نهايتها، اضافة الى تسريع محاكمات الاسلاميين والتعامل بمرونة مع بعض الجرحى من الذين شاركوا في معارك عرسال.
اما «داعش» و«النصرة» فيراوح سقف تفاوض كل منهما بين تلقي فدية مالية وإطلاق موقوفين اسلاميين في السجون اللبنانية مع وجود هامش للبحث في الأعداد والأسماء يمكن ان يتسع ويضيق وفق ما يبديه الجانب اللبناني من مرونة او ما تقترحه قطر عبر موفدها من بدائل او مخارج، وعلى قاعدة التعهد الذي قدّمه التنظيمان للدوحة بالحفاظ على حياة العسكريين لفترة محددة ريثما تتبلور الوساطة وآفاقها.
وفيما كانت التقارير تتوالى عن تسلم الوسيط السوري المكلف من قطر لائحة مطالب «النصرة» و«داعش» وعن ان الدوحة ستركّز على محاولة إحداث اختراق فعلي في الملف من بوابة الموقوفين من غير المحكومين، قفز الى الواجهة تطور تمثّل في التقارير عن ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وخلال قيامها منذ اكثر من اسبوع بعملية دهم بعض التجمعات العشوائية للنازحين السوريين في منطقة الفيضة في خراج مدينة زحلة اوقفت عددا من السوريين لعدم امتلاكهم أوراقاً ثبوتية ولدخولهم الى لبنان بطريقة غير شرعية وتبين أثناء التحقيقات ان احد الموقوفين ويدعى مصطفى هو شقيق القيادي في «داعش» الذي التقاه الوسيط الموفد من قطر «أبو طلال». وفيما اشارت تقارير الى ان توقيف شقيق «ابو طلال» هو الذي عرقل المفاوضات في الايام السابقة ويمكن ان يضيف اليها المزيد من التعقيدات، اعتبرت اوساط مراقبة انه اذا صحّ هذ التطور، فان من شأنه في مكان آخر منح الجانب اللبناني ورقة قوة تضغط على «داعش» وتدفعها الى المزيد من المرونة ولا سيما اذا اتّضح ان «مصطفى» غير متورط بأعمال إرهابية على الأراضي اللبنانية ما يجعل التفاوض حول وضعه أمراً ممكناً.
وكانت بيروت تنتظر امس ان تتسلّم الحكومة اللبنانية مطالب «النصرة» و«داعش» التي كان اللقاء بينها وبين الوسيط الموفد من قطر حصل اول من امس بعد تعقيدات بلغت حد اتهام «الدولة الاسلامية» الوسيط بأنه المسؤول المباشر عن عرقلة المفاوضات وعن دماء العسكريين، قبل ان يتم الاجتماع لاحقاً وتنطلق المفاوضات المضنية التي واكبها «داعش» ببيان اكد «انه بعد اجتماعنا بالوسيط القطري تبيّن لنا ان هناك عرقلة للمفاوضات من أطراف اخرى، وتم الاتفاق على اعتماد الوسيط القطري كقناة وحيدة للتفاوض وتم تحميل الوسيط القطري نسخة عن مطالب الدولة الاسلامية».
ومن اول «مفاعيل» الوساطة القطرية سماح «النصرة» لاثنين من العسكريين المسيحيين المحتجزين لديها وهما جورج خزاقة وبيار جعجع بالاتصال بعائلتيهما حيث ناشداهما بالتظاهر للضغط على «حزب الله» للخروج من سورية مؤكديْن ان الجبهة تعاملهما بكل اهتمام.
وقبيل تبلُّغ هذه المطالب اعلن رئيس الحكومة تمام سلام الذي يترأس خلية أزمة لمتابعة هذا الملف عن كثب أن «لبنان لن يهزم أمام التحدّيات، وخصوصا أمام موجة الإرهاب التي يتعرض لها». وشدد سلام، الذي يتوجه الاسبوع المقبل الى ابو ظبي ومعه ملف النازحين السوريين والعسكريين المخطوفين، على ان «مأساة العسكريين هي الشغل الشاغل لنا وهي تحتل الأولوية القصوى لدينا»، مشيراً الى أن «خليّة الأزمة الوزارية تتابع الملف بأقصى درجات الحرص والجدّية والدقّة أملا بالوصول به الى خاتمته السعيدة»، علماً انه كان كشف في تصريح صحافي «اننا اتصلنا بالدول الصديقة والشقيقة وخصوصاً قطر وتركيا، وطلبنا مسعاهم مجدداً، ولكننا لن نفصح عن أي معلومات تسيء الى المسعى المستمر».
ذكّر بـ «رهاناته على العدو الإسرائيلي أو على دور هؤلاء المجرمين»
«حزب الله» للسنيورة: جهل مركّب المساواة بين التكفيريين وولاية الفقيه
| بيروت - «الراي» |
اعلن وزير «حزب الله» محمد فنيش «أننا نقبل أن يناقشنا البعض في مسألة ولاية الفقيه إذا كان يعلم ماذا تعني أو في ما حققته من إنجازات لمصلحة لبنان، ونقبل أن يناقشنا بسلوكنا المنبثق عن التزامنا بالولاية وبأفكارنا وبمفاهيمنا وبنظرتنا للآخر النابعة من ارتباطنا بها»، معتبراً ان «حديث البعض عن المساواة بين التكفيريين المجرمين القتلة الإرهابيين وبين مسألة ولاية الفقيه هو جهل مركب ويعبّر عن غيظ في صدورهم، لأن رهاناته على امتداد مرحلة تاريخية سواء على العدو الإسرائيلي أو على دور هؤلاء المجرمين الإرهابيين التكفيريين قد خابت بإسقاط المقاومة».
وشكّل كلام فنيش رداً ضمنياً عنيفاً على رئيس «كتلة المستقبل» البرلمانية فؤاد السنيورة على خلفية ما اعلنه الأخير في كلمته في «خلوة سيدة الجبل» من «انني أعتبر أنكم أنتم المجتمعون هنا (المسيحيون) وغيركم كثير اقرب الي، أكثر بكثير من الذي يرفع راية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية في طهران، او راية الخليفة الحاكم في الموصل والرقة». وشدد فنيش في السياق نفسه على ضرورة ان «لا يسقط أحد في مكائد هؤلاء التكفيريين لصرف أنظارنا عن خطر مشروعهم، وألا يسقط أحد في تحويل المشكلة مع هؤلاء التكفيريين المعتدين على أرضنا وأبنائنا وجيشنا والطامعين بأن يجعلوا لبنان ساحة لمشروعهم الفتنوي التخريبي إلى معركة داخلية لنشتغل ببعضنا البعض ونتلهى عن خطر هؤلاء، لأن هذا ما يصبو إليه هؤلاء التكفيريون»،
اقتحام منزل مكاري شمال لبنان سرقة أم... رسالة سياسية؟
| بيروت - «الراي» |
حاذر نائب رئيس البرلمان اللبناني فريد مكاري القيادي في قوى 14 آذار وضْع اقتحام مسلحين ملثمين لمنزله في منطقة أنفة شمال لبنان في اطار «الرسالة السياسية»، معرباً عن ميْله الى ترجيح فرضية السرقة.
وأشار مكاري، الموجود خارج لبنان، الى «انني أشعر بالامان بين اهلي وأبناء منطقتي، وفي أي حال اللبنانيون لديهم ما يكفي من هواجس لتشغلهم أكثر من اقتحام منزلي سواء كان الأمر في السياسة او في اطار السرقة رغم ميْلي الى السيناريو الثاني، وننتظر التحقيقات لتكشف كافة الملابسات ولنا ملء الثقة بالقضاء». وكان مسلحون ملثمون اقتحموا فجر امس منزل مكاري (القريب جداً من الرئيس سعد الحريري)، وتحديداً غرفة حرس المنزل حيث كان يتواجد حارس واحد، فضربوه وكبلوه، وسرقوا البندقيتين اللتين كانتا في الغرفة. وبحسب المعلومات فان المسلحين لم يدخلوا منزل مكاري الذي لم يكن به اي من أفراد العائلة، إذ عمدوا الى الفرار، بعدما لاحظوا أن التعرض للحارس، كان صاخباً أكثر مما يجب. وعلى الفور، حضرت الأجهزة الأمنية الى المكان وفتحت تحقيقا بالحادث.