جعفر رجب / تحت الحزام / إلى جهنم

1 يناير 1970 03:39 ص

الساعة الثانية ظهرا، انقطعت الكهرباء، الجو حار جدا، اضطر عباس إلى الاتصال بوزارة الكهرباء، حتى يعرف نهاية الأزمة الكهربائية التي يعيشها وأسرته في بلد التسعة عشر مليار ميزانية:

· الو وزارة الكهربا؟

o نعم ماذا تريد؟

· الكهرباء انقطعت عن بيتي!

o ليس فقط منزلك بل المنطقة كلها، فلا تتهمنا بما ليس فينا!

· طيب شنو أسوي؟

o سو «مجبوس لحم»!

· اقصد في مواجهة الحر؟

o حبيبي نحن وزارة الكهرباء، وليس مكتبا لحل مشكلاتك!

· يا مولانا متنا من الحر!

o حرام عليك استغفر الله!

· نعم ؟!

o استغفر الله، لقد«صبئت»!

· يا حبيبي أنا اسمي عباس، وليس أبو لهب، وأنا كويتي ومو من كفار قريش!

o عندما تعترض على الجو، كأنك تعترض على الإرادة الإلهية!

· يعني ما اعترض؟

o لا تعترض، وأنت في الحر زد من إيمانك، وتذكر نار جهنم!

· والحشرات إللي طلعوا من كل مكان؟

· أنا عايش في شقة بحجم القبر، فالايجارات غالية، والحكومة نائمة بالقصور!

· والماء أيضا انقطع؟

o تذكر يوم الحشر والحساب!

· أتذكر، ولكن هل ترجعون الكهربا؟

o قلت لك كلما أحسست بالحر تذكر حرارة نار جهنم!

· طيب ممكن تعمل واسطة وترجع كهرباء البيت؟

o قلت... المنطقة كلها بلا كهرباء، اجلس الآن واستقبل بوجهك حرارة الشمس، واشكر الله، نحن لدينا الحر والغبار وغيرنا الفيضانات، والزلازل، والبراكين، والتسونامي، والانهيارات الثلجية، والسيول...!

· والله سأحمد الله، لان الله رحيم بعباده ونسأله تعالى ألا يصيبنا بأكثر من مصيبة في وقت واحد، فيكفينا حكومتنا ومجلسنا!

o الآن أصبحت مواطنا صالحا متقيا، ولا تنس قبل السفر إلى أوروبا إغلاق التكييف والأجهزة الكهربائية!

· أي أوروبا، أنا مواطن حافي ولست وزيرا أو نائبا!

o عفوا الاعلان كان للمسؤولين وليس لك، وثانيا الكهرباء سترجع متى ما رجع المسؤولون!

· طمنتني يعني باقي شهرين!

o أو ثلاثة  أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية....!

· يعني مطولة السالفة

o قلت لك تذكر نار جهنم!

 

جعفر رجب

jjaaffar@hotmail.com