خلال احتفالية باليوم العالمي للعمل الإنساني في مكتب الأمم المتحدة

المعتوق : المساعدات الإنسانية الكويتية لاترتبط بأجندات أو شروط

1 يناير 1970 03:39 م
• منح الأمير لقب قائد إنساني واختيار الكويت مركزاً للعمل الإنساني لم يأت من فراغ

• مبشر شيخ: المبادرات الإنسانية ليست ببعيدة أو غريبة عن المجتمع الكويتي
شدد مستشار سمو أمير البلاد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق على ان الكويت تقدم المساعدات الإنسانية من أجل المساعدة فقط دون ان ترتبط بوجود أجندات أو شروط.

وقال المعتوق خلال مشاركته في احتفالية اليوم العالمي للعمل الإنساني التي أقيمت مساء أمس بمقر مكتب الأمم المتحدة في الكويت عدداً من السفراء العرب والأجانب المعتمدين في الكويت ان منح سمو أمير البلاد لقب قائد إنساني واختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني هذا العام أمر مستحق ولم يأت من فراغ.

وتابع « نبارك للكويت والكويتيين والعالم العربي والإسلامي لسمو أمير البلاد اختياره من قبل الأمم المتحدة زعيما وقائدا إنسانيا واختيار الكويت هذا العام مركزا للعمل الإنساني».

وأضاف ان احتفالنا اليوم «أمس» باليوم العالمي للعمل الإنساني يتوافق مع مناسبة اختيار سمو الأمير قائدا وزعيما للعمل الإنساني وكذلك اختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني.

وأوضح المعتوق ان اختيار الكويت وجعلها مركزاً للعمل الإنساني واختيار صاحب السمو قائدا إنسانيا لم يأتِ من فراغ، فالكويت منذ القدم جبلت على حب وفعل الخير لجميع الناس بغض النظر عن لغتهم أو عرقهم أو ديانتهم امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم «في كل كبد رطب أجر».

وتابع « في حال حدوث أي كارثة طبيعية أو غير طبيعية يأمر سموه على الفور الحكومة أو القائمين على العمل الإنساني بمباشرة مهامهم الإنسانية في تلك المواقع التي تتعرض لكوارث.

وذكر ان مجلس التعاون في مباحثاته الأخيرة أشاد باختيار سمو الأمير قائدا إنسانيا وكذلك اختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني.

وقال المعتوق انه « من الوفاء ان نتذكر ونحن نحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني، الأوفياء الذين تتجلى مواقفهم الانسانية المشرفة حين تشتد بالانسانية الكروب، وتحتدم النزاعات والحروب وتندلع العواصف والكوارث، ويصبح الدم رخيصا، والهدم والتخريب مستباحا، والتشريد ظاهرة عالمية والأزمات الإنسانية عصية عن الاحتواء.

وأضاف انه من الوفاء أيضا أن نسجل ونحن في هذا المحفل الإنساني الأممي، وبكل معاني الفخر والاعتزاز المواقف الانسانية النبيلة والمشرفة لسمو أمير البلاد ونرفع لسموه أسمى آيات التقدير والعرفان لدعمه الحثيث لجهود المنظمات الانسانية الدولية والوكالات الاممية المتخصصة بالشأن الانساني.

وأشار إلى ان ما يزيدنا شرفا وعزة ان نهنئ سموه بمناسبة اعتزام الأمم المتحدة بعد أيام بتسمية سموه قائدا انسانيا عالميا وتتويج الكويت بلد الخير والعطاء مركزا انسانيا عالميا.

ولفت إلى ان هذه الخطوة جاءت تقديرا لسجل الكويت الإنساني الحافل بالمؤتمرات والقمم الانسانية والتنموية التي حشدت الجهود الإقليمية والدولية باتجاه الفقراء والمنكوبين هنا وهناك، وتكريما لسموه الذي لم يدخر وسعا في اطلاق المبادرات الانسانية لمواجهة تداعيات الفيضانات في باكستان والزلازل في تركيا، الفيليبين، واندونيسيا، والتصحر و الجفاف والمجاعة في موريتانيا والصومال وبنين والنيجر، والصراع في مالي والأزمة السورية وغيرها من الكوارث والنكبات في العالم.

ولفت إلى اننا نتذكر في هذه المناسبة الذين قضوا قبل 11 سنة وتحديدا في 19 أغسطس 2003 في حادث غادر وجبان استهدف مقر الامم المتحدة في بغداد وأودى بحياة 22 ناشطا في العمل الانساني، من بينهم رئيس بعثة الأمم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو فضلا عن إصابة العشرات من الأبرياء.

ووجه التحية لروح هؤلاء الأبطال الذين فقدوا حياتهم وهم يقدمون المساعدات الانسانية لضحايا النزاعات المسلحة من النساء والشيوخ والأطفال، مؤكدا ان هؤلاء ستظل سيرتهم الإنسانية خالدة في سجلات الشهامة والرجولة والنخوة.

وأضاف ان تخصيص يوم 19 أغسطس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للعمل الانساني يعد مناسبة مهمة لتسليط الضوء على جهود الناشطين في الحقل الانساني في جميع أنحاء العالم، وتنمية الوعي بدورهم الانساني وهم يخاطرون بحياتهم من أجل توفير الماوى والمأكل والملبس والمشرب لضحايا الكوارث والنزاعات.

وذكر انه وفق التقديران هناك 108 ملايين شخص حول العالم يحتاجون الى مساعدات انسانية وشهدت منطقتنا العربية زيادة مروعة في أعداد المهجرين من الاشقاء السوريين بفعل آلة القتل والدمار، موضحا ان عدد ضحايا الأزمة السورية بلغ 9.5 مليون لاجئ سوري في الداخل والخارج حسب تقديرات الأمم المتحدة، بالإضافة الى مئات الآلاف من القتلى والمفقودين.

واردف انه وسط هذه الاجواء الملتهبة لم يتخل عاملو الاغاثة عن تقديم خدماتهم الانسانية غير عابئين بالمخاطر و التحديات، ولكن من المشاهد المؤسفة ان بعض هؤلاء الاسود يتساقطون يوميا، ففي عام 2013 قتل 155 عاملا في المجال الانساني وأصيب 171 ناشطا بجروح خطيرة كما خطف 134 آخرين حسب بعض الاحصاءات، مضيفا بالامس القريب فقدت الاونروا 12 من موظفيها العاملين في غزة خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، فضلا عن العديد من الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني الذين استهدفوا وهم يحاولون انقاذ الجرحى واخلاء جثث الضحايا، وراح العشرات من هؤلاء ضحية القصف الاسرائيلي الغادر.

وأشار إلى ان العالم مع تعدد الكوارث بحاجة الى مزيد من الابطال في مجال العمل الانساني، واذا كان من واجب المجتمع الدولي ان يوفر لهم كل صور الحماية والأمن، فانه على الاطراف المتنازعة ان تحترم حيادية العمل الإنساني، وان تساعد العاملين في الحقل الانساني على تادية واجبهم الإنساني.

وأكد اننا في الكويت نقدر العمل الانساني، ونحترم القائمين عليه في العالم، ونمد ايدينا للمشاركة في جميع المنظمات الانسانية الدولية في مشاريعها من اجل تخفيف معاناة المتضررين من الكوارث، لاسيما وان أهل الكويت جبلوا على فعل الخير ومساعدة الآخرين، وتوارثوا هذه القيم الانسانية النبيلة عن الآباء والأجداد، رغم ما كان يعانيه أهل الكويت من ضيق ذات اليد، وبعد الثروة النفطية تحولت الجهود الفردية في البلاد إلى مؤسسات خيرية كبيرة، وامتدت يد العطاء إلى كل دول العالم للمساعدة دون تمييز أو تفرقة على أساس الدين والعرق واللغة.

من جهته قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائية مبشر شيخ ان الاحتفال اليوم جاء «للاعتراف بجهود العاملين في المجال الانساني على مستوى العالم الذين تركوا كل ما هو عزيز عليهم من عائلات وأحباب وحياة كريمة وعرضوا حياتهم للخطر من مرض وموت وذلك بهدف تقديم يد العون لكل محتاج وتوفير حياة أفضل لهم».

وأشار إلى أن المبادرات الانسانية ليست ببعيدة أو غريبة عن المجتمع الكويتي «فمنذ تأسيس أول منظمة خيرية قرابة المئة عام قد قطعت الكويت شوطا كبيرا في مجال العمل الانساني تحت مظلة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.

وأضاف شيخ انه «تقديرا للدور الانساني الكبير للكويت ولقائدها سيقوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاحتفاء بهذا الدور وبقائدها كقائد للانسانية بتاريخ 9 من سبتمبر في مقر الأمم المتحدة».

ولفت إلى أن « الكويت كانت العام 2013 -2014 مثالا يحتذى به في مجال العمل الانساني لما قدمته من مساعدات تعدت 650 مليون دولار لمساعدة كافة المحتاجين على مستوى العالم».

وسلط شيخ الضوء على الجهود التى بذلت من قبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ورئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومستشار الأمير د.عبدالله المعتوق حيث وصف جهوده «بالمميزة في بناء قاعدة خيرية عريضة ضمت العديد من المنظمات الخيرية المحلية والعالمية» مشيرا الى أن الهيئة الخيرية احتلت قمة القائمة من حيث مشاركتها الفعالة في تطوير العمل الانساني والمشاريع الاغاثية على مستوى العالم».

وتحدث شيخ عن سبب اعتماد يوم 19 اغسطس من كل عام للاحتفال باليوم الانساني العالمي حيث لفت الى انه «منذ 11 عاما تم تفجير المكتب الرئيس للأمم المتحدة في بغداد ونتيجة هذا التفجير لقي 22 شخصا حتفهم من الأمم المتحدة ومن منظمات خيرية مختلفة الذين كانوا يؤدون واجبهم ولكنهم ضحوا بأرواحهم في سبيل هذا الواجب» مبينا أن هذا الأمر يشير إلى المخاطر الجسيمة التى تواجه العاملين في المجال الانساني.

وذكر انه في العام 2008 حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة التاسع عشر من اغسطس يوماً عالمياً للعمل الانساني من أجل رفع الوعي العام بالمساعدات الانسانية حول العالم كما يكرم هذا اليوم الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل مساعدة المحتاجين اينما كانوا والعالم يواجه حاليا ظروفا حرجة متماثلة بكوارث انسانية في العراق وسورية وجنوب السودان إضافة إلى بعض الكوارث المنسية في كل من اليمن وفلسطين وميانمار».

ولفت إلى «انه في العام 2014 لقي 155 شخصا من العاملين في المجال الانساني حتفهم وهناك مئات اصيبوا أو خطفوا» معتبرا ذلك دلالة الى أن «سلامة وأمن العاملين في هذا المجال تزداد تدهورا يوما بعد يوم وتجعلهم أكثر استهدافا».

وحمل المدنيين «مسؤولية كبيرة في توحيد جهودنا وأصواتنا لخلق حركة محلية لدعم هذا الحدث العالمي لرفع الوعي تجاه أجيال فقدت نتيجة الأحداث القاسية والكارثية».