حوار / «أعترف... لستُ ممثلة قوية على خشبة المسرح»

ليلى عبدالله لـ «الراي»: «أحط ريل على ريل»... وأطلب أجري

1 يناير 1970 06:36 ص
«مشكلتي (ماعرف أمثّل) ودوماً أكون على طبيعتي. وعندما أقرأ الدور المعروض عليّ أعيشه، ثم أدخل عليه بعضاً من شخصيتي»... بهذه الكلمات أكدت الممثلة ليلى عبدالله أنّ أداءها التمثيلي عفوي كما فعلت حين أدت شخصية الفتاة الصمّاء البكماء في مسلسل «مسكنك يوفي» ولم تجد أي صعوبة، خصوصاً أنها تعيش في كنف والدين من فئة الصمّ والبكمّ.

وفي حوارها مع «الراي» اعتبرت أن التمثيل من أصعب أنواع الفنون، لافتة إلى أن الوسط الفني أنظف وسط، «لأنّ كل من يعملون فيه تحت الأضواء ومراقبون بكل خطوة أو كلمة يتفوّهون بها». واعترفت أنها ليست بممثلة قوية فوق خشبة المسرح، لأنها لم تدرس أساسيات التمثيل المسرحي، مؤكدة أنها لا تتضايق من النقد وتتقبله من شخص متخصص يفهم أساسيات الأدب والنقد.

كما تحدّثت عن مشاركاتها في المسلسلات التي أطلّت بها أخيراً، ومعايير انتقائها للأدوار، إضافة إلى مشاركتها في الفيلم الكويتي «090»، كاشفة عن أنها تتلقى أجراً يكفيها وأسرتها.

• ما المشكلة التي تعانين منها في التمثيل؟

- مشكلتي «ماعرف أمثّل» إذ دوماً أكون على طبيعتي. وعندما أقرأ الدور المعروض عليّ أعيشه، ثم أدخل عليه بعضاً من شخصيتي الخاصة، وهو ما فعلته على سبيل المثال في شخصية «آلاء» الفتاة الصمّاء البكماء في مسلسل «مسكنك يوفي».

• تقصدين أنّ التمثيل غير متعب؟

- التمثيل من أصعب أنواع الفنون من وجهة نظري، لأنّ الفنان يجب أن يعيش الحالة التي يقدمها مهما كانت حالته هو. ففي بعض الأحيان يكون في قمّة الفرح، لكن المشهد يتطلب منه أن يكون في قمّة الحزن والعكس صحيح، وبالتالي هذا الانفصال عن الذات خلال تقديم الدور يحتاج إلى طاقة كبيرة وتركيز عال وجهد لا يشعر به سوى الممثل نفسه. فقد يصوّر الممثل في يوم واحد 25 مشهداً مختلفاً في حالاتها، ويجب عليه أن يتعايش معها بصورة صحيحة حتى يقنع المشاهد.

• وهل تصوير 25 مشهداً في يوم واحد كثير؟

- أعتبره كمّاً كبيراً، ولو قارنت الأمر مع الذي يتعامل فيه الغرب فترى أنّهم في اليوم الواحد لا يحمّلون الممثل الواحد أكثر من 8 مشاهد كحد أقصى، وهذا ما يجعل أعمالهم تحقق النجاح، لأنّ همّهم الأول دوماً راحة الممثل، وهو الأمر الذي نفتقده هنا في الكويت.

• هل الوسط الفني غير نظيف مثلما يعتقد البعض؟

- من وجهة نظري أرى أن الوسط الفني «أنظف وسط»، لأنّ كل من يعملون فيه تحت الأضواء ومراقبون بكل خطوة أو كلمة يتفوّهون بها، وهو ما يحتّم عليهم أن يكونوا دقيقي التصرّف، وعلى الفتاة أن تفرض احترامها. وسأتكلّم عن نفسي، فكل الممثلين الشباب الذين سبق وتعاملت معهم في قمّة الأدب والأخلاق، ولم يتعدّ أحد منهم الحدود، لأن هدفنا جميعاً هو الفن.

• هل تتضايقين من النقد؟

- لا على العكس، لا أتضايق، فأنا أكثر من يحب النقد البنّاء، وأتقبّله من شخص متخصص يفهم أساسيات الأدب والنقد. وفي الوقت نفسه أرفض التجريح بالكلام والنقد السلبي من أجل الهدم أو من دون مبرر.

• حدثينا عن مشاركتك في مسلسل «مسكنك يوفي» الذي عرض أخيراً؟

- شاركت في المسلسل بدور آلاء، وهي فتاة صمّاء وبكماء، لكنني لم أجد صعوبة بذلك لأنني قدّمت الواقع الذي أعيشه وأراه يومياً في حياتي الشخصية، باعتبار أنّ والدي ووالدتي من تلك الفئة أيضاً. فأنا «بايقة دور أمّي» بالضبط، فعشت حزنها وفرحها.

• هل تم اختيارك تحديداً لأداء هذه الشخصية؟

- مؤلف المسلسل جاسم الجطيلي كتب لي هذه الشخصية منذ ثلاث سنوات عندما بدأ في العمل، لهذا كنت بانتظار أن ينتهي منها حتى أجسّدها فعلياً.

• وماذا عن إطلالتك في مسلسل «كسر الخواطر»؟

- أحببت شخصيتي التي كتبتها وداد الكوّاري، وهو دور بطولة عن الفتاة عائشة التي تعيش مع جدتها ومنحتها كل الميراث، لهذا تتعرض لغيرة كبيرة من شقيقتيها. ومن صفاتها أنها بريئة «وعلى نيّاتها» وساذجة، لأنها تأخذ الأمور ببساطة من دون أن تتكلم أو تعترض.

• وماذا عن أصداء مشاركتك في مسلسل «كعب عالي»؟

- دوري في هذا المسلسل كان بسيطاً جداً، فلم أحتج لجهد الكبير في تقمّص شخصيتي، ويتلخص دوري في فتاة تريد الزواج من شخص تحبّه، لكن ذلك الزواج يفشل في ليلة الزفاف بسبب شقيقتها التي تحبّها إلى درجة الجنون ولا تريدها أن تذهب بعيداً عنها.

• ما الشخصية التي لامست إحساسك؟

- شخصية عائشة في «كسر الخواطر» بالرغم من أنّها لا تشبهني في برودها الشديد، لأنني لست كذلك. أما شخصية آلاء، فربما لم تلامسني لأنني اعتدت عليها طوال حياتي والتعامل بالإشارات مع فئة الصمّ والبكم.

• ألا ترين أن إطلالتك من خلال ثلاثة مسلسلات قد تشتتك وتشتت الجمهور؟

- هذا صحيح، لكن إن وجد مسلسل يكتب بصورة صحيحة ثم يتصدّى له مخرج متمكّن ويقدمه بصورة جميلة، وأظهر فيه بدور رئيسي وفعّال، حينها سأطلّ من خلال مسلسل واحد فقط. وفي حال أردت الظهور في أكثر من مسلسل، فأحرص على أن أكون متنوّعة بالأداء والشخصيات التي أقدمها، وألاّ يكون عرضها على القناة نفسها.

• هل تعنين بكلامك أنّه لا يوجد ذلك العمل المتكامل؟

- في وقتنا الحالي بات كل منتج يختار ممثلة معيّنة ويمنحها البطولة في كل أعماله، وبالتالي يحرم باقي الفنانات من فرصة الظهور والبروز، وبالتالي هذا يدفعهن للظهور في أكثر من مسلسل.

• هل ترين نفسك مميزة عند أحد من المنتجين؟

- لست مميزة عند منتج معيّن، لأنني لا أتعاون مع شخص واحد فقط، بل تعاملي يكون مع الجميع، وأينما وجد النصّ الجميل متكاملاً مع باقي العناصر فستجدني.

• على أي أساس تنتقين أدوارك؟

- هناك عوامل عدة أنظر إليها، منها اسم المخرج وفريق العمل ككل لأنّ نجاحهم من نجاحي والعكس صحيح، وأن أكون مقتنعة بالدور وأرتاح له، وأن أشعر بأنني أستطيع تقديمه بالصورة الصحيحة.

• ذكرت جميع العناصر إلا الأجر المادي؟

- أجري المادي مهم طبعاً، لكنه ليس كل شي بالنسبة إليّ، لأنّ الفنان عندما يتنازل قليلاً عن الأجر المادي لأجل أدوار جميلة، فهذا سيكوّن له سيرة ذاتية جميلة، وستأتيه الأموال سواء من خلال الدراما أم الإعلانات التجارية وغيرها من العروض حتى من مواقع التواصل الاجتماعي. وعن نفسي، عندما يعرض عليّ دور ممتاز ويطلب منّي التنازل عن أجر بسيط لقاء الحصول عليه، لا أمانع. أما مسألة التنازل عن أجري كاملاً وأعمل بـ «بلاش»، فهذا مرفوض تماماً لأنه حقي لقاء التعب والمجهود الذي أبذله.

• لكنك في بداياتك تنازلت كثيراً عن أجرك؟

- طبعاً حصل ذلك، وتنازلت كثيراً عن أجري، لأنه لا يصحّ لممثلة ما زالت في أولى خطواتها الفنّية أن تطلب مبالغ مرتفعة قبل أن تثبت نفسها.

• هل يمكن القول اليوم إنّ ليلى تطلب أجرها؟

- نعم، اليوم «أحط ريل على ريل» وأطلب أجري لكن ليس كثيراً، ومن دون أن «أتشرّط» على المنتج. وللعلم، حتى عندما أعلم أن اسمي مطلوب، «ما أضرب بالعالي».

• ما أعلى أجر حصلت عليه؟

- لا أحب الإفصاح عن أجري الذي أتلقّاه، لكن أعلى أجر حصلت عليه لقاء مسلسل كامل قارب العشرين ألف دينار، ربما أنا قنوعة وربما لا، لكنني دوماً قنوعة وأرضى بما يكفيني ويكفي أسرتي ومتطلباتها.

• تجاملين كثيراً في حياتك؟

- لا أجامل الجميع على حساب نفسي، وأعتبر نفسي صريحة و«أقطها بالويه».

• هل يوجد أشخاص في الوسط الفني لا تتعاونين معهم؟

- كل من اصطدمت معه بموقف ما، فمن المستحيل أن أعيد تكرار تعاوني معه. وقد حصل ذلك مع أشخاص لم يلتزموا بميثاق كلمتهم معي. ومثال على ذلك، عندما يتم تحديد موعد لتصوير المسلسل ونتفاجأ بأنهم قرروا من أنفسهم تمديد المدة، وهو الأمر الذي سيقتل الإبداع في داخل الفنان الذي دمّرت كل مخططاته السابقة.

• من المخرج الذي استمتعت بالتعاون معه؟

- المخرج الأردني سائد بشير الهوّاري، الذي عندما أخبرته في أحد المشاهد خلال تصويري لمسلسل «الواجهة» بأنّ مزاجي ليس على ما يرام ولا يمكنني التمثيل، طلب منّي الجلوس ساعة للراحة ومن ثمّ العودة مجدداً لتصوير المشهد، وهو ما أراه عملاً من شخص محترف يفهم ويعي أن الفن إحساس وراحة وليس «مكدّة» وضغط.

• سبق أن شاركت في تصوير إعلان تجاري، هل تفكرين في تكرار التجربة؟

- إن جاءتني فرصة جميلة ومناسبة فلن أرفضها، لكن لن أصور إعلاناً فاشلاً من أجل مبلغ كبير من المال. وأرى أن الإعلانات تصبّ في صالح الفنان، وتمنحه شهرة واسعة النطاق.

• ما بين المسرح والتلفزيون أين عشقك؟

- أحب المسرح، لكن ليس مثل حبي وعشقي للتلفزيون، والسبب أنّني أرى المسرح «يخرّع» لعدم تحمّله الأخطاء، أكثر من التلفزيون الذي يمكنني إعادة المشهد في حال الخطأ. وأعترف بأني لست بممثلة قوية فوق خشبة المسرح، لأنني لم أدرس أساسيات التمثيل المسرحي، وانتهلت خبرتي الحالية المتواضعة ممن تعاملت معهم مثل المخرج علي العلي والمخرج عبدالعزيز صفر.

• ماذا عن مشاركتك في الفيلم السينمائي الكويتي «090»؟

- أنهيت تصوير جميع مشاهدي في الفيلم بقيادة المخرج ياسر الحيدري، وبمشاركة هدى الخطيب، هند البلوشي، علي كاكولي، حمد أشكناني، فرح الصرّاف، عبدالله عباس، ناصر عباس ومحمد المسلّم. وحالياً أنتظر موعد عرضه لأنني إلى الآن لم أشعر بأن هناك فرقاً بين التمثيل الدرامي والسينمائي.

• هل تعيشين مراهقتك بشكل طبيعي كحال الفتيات مثل عمرك؟

- لا، بالرغم من أنها تعجبني، لكن أقضي وقتي ما بين التصوير والبيت. فمنذ الصغر كنت أحبّ تحمّل المسؤولية وأن أكون قيادية، واستمر ذلك معي إلى اليوم.

• هل من مشروع زواج قريب؟

- لا يوجد، لأنني لم أصل إلى ذلك العمر الذي يحتّم عليّ الزواج الذي أراه من وجهة نظري راحة وسعادة وتفرّغ تام للأسرة، وسأقدم على هذه الخطوة عندما أشعر برغبتي في الحصول على السعادة، والعيش مع إنسان يحقق لي هذه العبارة «روحين في جسد واحد».

• ما مواصفات زوج المستقبل؟

- لا أهتم لمسألة الجمال الخارجي أو الأمر المادي، بل أن يكون رجلاً بمعنى الكلمة.