عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي
جمعية الإصلاح... وقطف الرؤوس
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
1 يناير 1970
10:55 ص
لو دخلت على محرك البحث في الشبكة العنكبوتية ( غوغل ) وكتبت جمعية الإصلاح الاجتماعي، فإن من النتائج التي ستظهر لك :
1 - قيام مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي بتكريم جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت باعتبارها المؤسسة الرائدة في العمل الاجتماعي على مستوى دول الخليج.
2 - حصول جمعية الإصلاح الاجتماعي على المركز الأول في جائزة مجلة فوربس - الشرق الأوسط، للجمعيات الخيرية الأكثر شفافية على مستوى العالم العربي، متقدمة على 60 مؤسسة مشابهة.
3 - قيام الحكومة الصينية بتكريم جمعية الإصلاح الاجتماعي ضمن أفضل خمس مؤسسات تقوم بأعمال نافعة على مستوى العالم.
4 - تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك تفتتح جمعية الإصلاح الاجتماعي معرض الكتاب الإسلامي... ( أقيم المعرض في أبريل الماضي ).
فإذا كانت هذه هي سمعة جمعية الإصلاح الاجتماعي النقية وصفحتها البيضاء على مستوى دول الخليج والعالم العربي والعالمي، وهذه ثقة الحكومة بها، فلماذا يطالب البعض بإغلاق الجمعية وإيقاف أنشطتها؟
جمعية الإصلاح الاجتماعي هي جمعية نفع عام تأسست عام 1963، أهدافها معلنة، أعضاؤها معروفون على مستوى القيادة السياسية والشعب الكويتي، لم يأتوا من بلد آخر، ولا يعيشون في دول أخرى.
هم أبناء هذا البلد يفرحون لفرحه، ويتألمون لمعاناته، لهم دور رائد في التنمية المجتمعية من خلال المشاريع التي يقدمونها. ولهم دور دعوي في تعزيز مكارم الأخلاق، من خلال الندوات والمحاضرات والملتقيات والحملات القيمية.
يلتحق بالدورات والأنشطة والأندية التي يديرونها الآلاف من المواطنين، من أطفال وشباب ونساء ورجال، وما هذا إلا لثقتهم بمنهجها وفكرها، وجودة البرامج التي يقدمونها.
تميزها ودورها في العمل الخيري - داخل وخارج الكويت - لا ينكرهما إلا جاحد، آلاف الأيتام والأرامل والفقراء والمساكين تقوم الجمعية بكفالتهم ورعايتهم، بدعم وثقة من أهل الخير.
تمثل جمعية الإصلاح الاجتماعي الفكر الوسطي المعتدل، الذي ينبذ العنف، ويرى أن الإصلاح إنما يتم من خلال الحكمة والموعظة الحسنة، ولم يعرف عنها منذ تأسيسها أنه تم إلقاء القبض على أحد أعضائها في التآمر أو القيام بعمل تخريبي يمس أمن البلاد وسلامتها.
هل يعلم من سعى لإغلاق جمعية الإصلاح، انه بذلك يغذي فكر التطرف؟
هل يدرك أولئك القوم بأنه إذا تم إغلاق الجمعية، فإن البلد سيفقد احدى أكبر المؤسسات العاملة في نشر الخير والفضيلة في المجتمع؟
هل فكر أولئك المحرضون على إغلاق جمعية الإصلاح أين سيذهب آلاف الشباب الذين كانوا يلتحقون في برامجها الثقافية والترفيهية، والذين كانوا يجدون في هذه المؤسسة الجمع ما بين الترفيه والجو الإسلامي البعيد عن الفتن والمفاسد؟
هل تخيل هذا المحرض إلى أين ستتجه آلاف الأسر المحتاجة بعد إغلاق الجمعية وفروعها الخيرية؟ وهل ستتمكن الدولة من استيعاب أولئك المحتاجين، وسد حاجتهم؟
لكنه للأسف الفجور في الخصومة، الذي دفع البعض إلى المطالبة بقطف رؤوس رموزها.
كلمة أخيرة
نتقدم بخالص الشكر من القيادة السياسية والتي أيقنت بسلامة موقف جمعية الإصلاح، وعدم تجاوزها لقانون إنشائها. ( للعلم تم صدور حكم نهائي أخيرا، برفض دعوى قضائية قام بها أحدهم مطالبا بإغلاق الجمعية لتجاوزها قانون تأسيسها ).
والشكر موصول لكل من قام بالدفاع عن جمعية الإصلاح الاجتماعي، رافضا الدعوة المطالبة بإغلاقها، وخاصة ممن يختلفون معها فكريا، ليثبتوا نبل أخلاقهم وكريم خصالهم.
وكلمة أخيرة أيضا :
أتمنى من بعض من طالبوا بإغلاق جمعية الإصلاح، أن يقارنوا بين دور وعمل شباب جمعية الإصلاح داخل وخارج الكويت أثناء الغزو العراقي، وبين العمل الذي كان يقوم به.
وأذُكّر البعض الآخر بأن جمعية الإصلاح لم تطالب أعضاءها بالتوجه للتظاهر عند الأماكن الحساسة كما فعل هو.
فأي الفريقين أحرص على مصلحة البلاد وأمنها واستقرارها؟
Twitter :@ abdulaziz2002