جمعيات نفع عام وكتل سياسية دعت لمواجهة أي تعدٍ على الدولة ومؤسساتها والأملاك العامة
فزعة وطنية لـ «حماية الكويت وطاعة ولي الأمر»
| كتب تركي المغامس |
1 يناير 1970
12:20 ص
• «الأوقاف» مشددة في خطبة الجمعة على طاعة ولي الأمر: المسيرات حرام لما تسببه من فوضى وعدم استقرار
• «الإصلاح الاجتماعي»: نشد على يد الأمير ونؤيده في أن حماية أمن الكويت واجب مقدس... والمرحلة تتطلب منا التكاتف
• «إحياء التراث»: المخرج من الخلاف والاختلاف طاعة ولي الأمر
في النظم والإجراءات المعمول بها في البلاد
• «كود»: البلاد ابتليت بحملة مغرضة لضرب أركان الدولة
بغية إحداث فتنة خدمة لأجندات خارجية
فيما دعت جمعيات نفع عام وكتل سياسية إلى حماية الوحدة الوطنية والتشديد على «طاعة ولي الأمر»، رافضة ما شهدته الكويت خلال الفترة السابقة من مظاهر تخريب وخروج على القانون، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن المسيرات محرمة شرعا لما تسببه من فوضى وعدم استقرار، مشيرة إلى أن «عدم طاعة ولي الأمر طريق إلى الفتن والفساد».
وعممت الوزارة ممثلة في قطاع المساجد، خطبة الجمعة اليوم، على مختلف مساجد الكويت، مؤكدة فيها أن الاسلام يريدنا أن نكون أمة واحدة، في ظل راية واحدة، لا عصبية تفرقنا ولا عنصرية تمزقنا، ولا أهواء تزيغ بنا ولا اختلافات تُذهب بقوتنا.
وقالت الوزارة في بيان لها وزعته على الصحف «إن الخطبة التي جاءت تحت عنوان واعتصموا بحبل الله جميعاً أكدت أن الحفاظ على وحدة المسلمين فرض شرعي وواجب حتمي، لا يجوز التفريط فيه بحال من الأحوال، إذ ان الاجتماع على الحق وسيلة لقوة الأمة وتماسكها، وأداة لحفظ كيانها ودفع شر أعدائها، وهو استجابة لأمر الله عز وجل بالاعتصام بدينه والنهي عن التفرق فيه».
وجاء في الخطبة أنه «لا يمكن لأمة الإسلام أن تقوم بدورها في الحياة، وتسير في ركب الأمم في النهوض والبناء إلا إذا كانت وحدة شعبها قائمة، وصفوفها متلاحمة»، مشيرة إلى أن «من أهم ما يحفظ للأمة قوتها ويُبقي لها وحدتها : التمسك بدين الله عز وجل كتاباً وسنة، علماً وعملاً، فهماً وسلوكاً، آداباً وأخلاقاً».
وتوضح الخطبة أن «ما يحقق وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم وعدم تفرقهم، تجنب تحريض الشباب على الفوضى والعصيان المدني، كما أن عدم طاعة ولي الأمر طريق إلى الفتن والشر والفساد، ولذلك أفتى علماء الأمة بحرمة المظاهرات والمسيرات لما تُسببه من صدام مع الأمن ومواجهة مع الحاكم وذهاب للأمن الذي هو غاية ما تنشده المجتمعات»، مؤكدة أن «المظاهرات والمسيرات منعها العلماء درءاً للمفسدة المتحققة من ضياع الأمن وشيوع الفوضى وعدم الاستقرار».
وتذكر أنه «متى اختل فسطاط الأمن وتَعكّر صفو أجواء الحياة العامة للمجتمعات المسلمة، فاحكموا على أمان الناس واستقرارهم بالغيبة والتيه المؤديين إلى ممارسات غير مسؤولة، وإخلال بكل ما له مساس بالأمن»، مشددة على «ضرورة الحفاظ على شوكة الأمة ومقومات الشعب الواحد، وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة، وإيثار المحبة والرحمة والطاعة والنصرة بين الحاكم والمحكومين، على أساس من طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيام الراعي بحقوق الرعية والسهر عليها، وقيام الرعية بالسمع والطاعة لولي أمرها».
اما الخطبة الثانية فتتناول فريضة الزكاة التي فرضها الله عز وجل في أموال الأغنياء من المسلمين، ولعظم منزلتها قرنها الله تعالى بالصلاة في القرآن الكريم سبعاً وعشرين مرة وذكرها الله منفردة عن الصلاة في ثلاثة مواضع.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي حمود الرومي ان الشعب الكويتي متفائل بإذن الله بالروح الأبوية لسمو أمير البلاد لاستيعاب جميع أطياف المجتمع بحكمته.
ونوه الرومي في بيان للجمعية إلى ان سمو أمير البلاد عبر قبيل حلول شهر رمضان بكلمة قيمة سلط فيها الضوء على ما يختلج في صدره ويقلقه تجاه ما يهدد أمن الوطن من أخطار تهدف لزعزعة الاستقرار بالدولة ومؤسساتها».
وتابع «نحن نشد على يد سموه ونؤيده في «أن حماية أمن الكويت وسيادتها واجب مقدس» وأننا أحوج ما نكون إلى التكاتف والتلاحم والوقوف صفا واحدا أمام التحديات الخطيرة من حولنا، فالناظر في أحوال جيراننا من المسلمين يدرك حجم الخطر الذي يمكن أن يعصف بوطننا الكويت وبالأمة».
وتابع الرومي «في ضوء كلمة سموه التي بين فيها استياءه من اللغط والسجال بكل الاتجاهات، فإنه علينا جميعا التزام ما يجمعنا لا ما يفرقنا، وما يقوينا لا ما يضعفنا مصداقا وعلينا الترفع عن التقاذف بما يسيء لسمعة المجتمع الكويتي الأصيل وإثارة الشبهات والتخوين والإقصاء لأبناء البلد الواحد».
وأكد أن أبناء الكويت تربوا على الأخوة وإحسان الظن والتكافل والتناصح بالمعروف منذ القدم وعلينا المحافظة على حرية التعبير بالتزام أطرها القانونية والوسائل السلمية بعيدا عن التعرض للممتلكات العامة والخاصة حيث عبر سموه عن الحرية باعتزازه بها كإنجاز حضاري نفخر به».
وقال «لقد بنى أجدادنا هذا الوطن على العدل الذي هو أساس الأمن والاستقرار، وعلى سيادة القانون واحترام المؤسسة القضائية وصيانتها، وعلينا المحافظة على إرثنا المجتمعي العميق من قيم وأخلاق أهل الكويت الأصيلة التي عززت سمعتها تاريخيا بالصدق والأخوة والكرامة بين أفراد المجتمع الواحد مستلهمين من شريعتنا الإسلامية الإنصاف والعدل كما جاء في قوله تعالى : «إن الله يأمر بالعدل والإحسان».
وأكد الرومي «ان تجربة الغزو ماثلة أمامنا فبعد فضل الله ومنته علينا بالتحرير فإن تكاتف والتفاف أبناء الوطن حول الكويت ودستورها وأميرها وثوابتها كان مشهدا تاريخيا فريدا واختلاط دماء الأشقاء الخليجيين والعرب بدماء أبنائنا على تراب الكويت يحملنا جميعا مسؤولية المحافظة على هذا الوطن الكريم بصدق وإخلاص».
وتابع «يطل علينا شهر رمضان الفضيل هذا العام ونحن نمر في ظروف أحوج ما نكون فيها إلى التسامح والتغافر والتآزر وتعزيز تماسك نسيجنا المجتمعي في بلدنا الحبيب الكويت».
وقال الرومي « أسأل الله ان يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه وأن يعيننا جميعًا على طاعته في هذا الشهر الفضيل».
من جانبها، شددت جمعية إحياء التراث الإسلامي على ضرورة الحفاظ على نعمة الأمن والتمسك بطاعة الله ورسوله وأولي الأمر، وترك التنازع والفرقة وجميع أسباب الفتنة.
وقالت الجمعية في بيان لها تعليقا على الأحداث التي شهدتها الساحة الكويتية منذ أيام عدة «لقد أقلقنا ما يجري ببلدنا الحبيب الكويت، في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن العظيم، ذكراً حكيما لنا، ومنهاجا بيناً، وصراطا مستقيما، من أحداث تبعثُ على الأسى والخوف في نفوسنا جميعا، فالأمن نعمة عظيمة، امتن الله تبارك وتعالى بها على عبادة في غير ما موضع من كتابه، فقال «وآمنهم من خوف» (قريش: 4).
وتابعت «نحن في الكويت بحمد الله تعالى ننعم بنعمة الأمن والاستقرار، فلا يجوز العبث بهذه النعمة، أو العمل على ما يؤدي للإخلال بها أو ضياعها، فإن هذا من عدم شكرها، والسعي في زوالها.
ورأت ان المخرج من الخلاف والاختلاف الحالي في ظلّ هذه الظروف طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه «وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله « ثم طاعة أولي الأمر في النظم والإجراءات المشروعة المعمول بها في البلاد، كما أمرنا ربنا جل شأنه بذلك، فقال «يا أيُها الذينَ آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم» (النساء : 59 )».
دعت إلى ضرورة ترك الخصام والتنازع والاختلاف، المؤدي للفرقة بين المسلمين، كما أمرنا الله تعالى بقوله : «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين» الأنفال : 46 وقال «واعتصموا بحبلِ الله جميعاً ولا تفرقوا «آل عمران : 103».
وشدد على ضرورة السعي في الصلح بين المتنازعين والمختلفين، والجلوس بين الأطراف المختلفة، وتحكيم أولي العلم والحكمة والخبرة في ذلك وتركُ أسباب الشرور والفتن، والفوضى والاضطراب، المتمثل بالخروج الى الشوارع بالمظاهرات، وسدّ وإغلاق الطرقات، وتعطيل مصالح الناس وأذيتهم، والإضرار بمصالح الدولة.
ودعت الجمعية « الله العظيم الحليم أنْ يقينا جميعاً شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن وأن يرد عنا كيد الكائدين، ويصلح أحوالنا، ويول علينا خيارنا، إنه سميع مجيب».
بدورها، أكدت كتلة الوحدة الدستورية «كود» أنها قد هالتها الأحداث التي مرت وتمر بها البلاد في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن البلاد ابتليت أخيرا بحملة مغرضة موجهة نحو ضرب أركان الدولة ومؤسساتها بغية إحداث فتنةٍ داخلية لخدمة أغراضٍ وأجنداتٍ خارجية للمَساسِ والإضرار بالأمن والوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي بالبلاد.
وقال أمين عام الحركة النائب يعقوب الصانع في بيان للحركة إن «هذه الحملة الغريبة على بلادنا تحمل معاولَ هدمٍ وشِقاق، تحت ستارٍ من شعارات بعضها ديني والآخر وطني، والدين والوطن منها براء. فالدين الإسلامي الحنيف أمرنا بالبُعد عن الفتنة وإثارتها، والتي اتخذت صوراً وأشكالاً متعددة منها التشهير والافتراء والكذب بين الناس أو كتابة تقاريرٍ مزورة ومُلَفَقَةٍ ونشرها على المواقع أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلامي كل ذلك بغية حَلحَلَة وزعزعة الثقة بين المواطنين».
وأضاف «أن السلطة القضائية، في الدولة الحديثة من أركان الدولة وسلطاتها التي يجب أن يُكِنَ لها الجميع حكاماً ومحكومين كل احترامٍ وتقدير. فالقضاء له قُدسِيَّته وحياديته، وهو الملاذ الذي يفزع إليه الجميع فُرادى وجماعات متى ظن أحدهم أنه مسلوب الحق. فإذا ما ادعى أحدٌ أو تطاول على مقام هذه السلطة القضائية بدون دليلٍ يقيني مُعتَبَر ومُعتَمَد، فحَقّ عليه الجزاء والعقاب». واستطرد «أما إطلاق الاشاعات المُغرِضَة فإنه أمر ذو خطرٍ عظيم على الأمةِ قاطبة، وكفى بالمرء إثماً أن يُحَدِّثَ بكل ما سمع، فالاشاعة تتناقل بين الناس دون تحقيق أو تأكيد، فتظهر وكأنها حقيقة واقعة، وذلك له بالغ الأثر السيئ في الإضرار بالوحدة الوطنية ومُقَوِّماتها، فضلاً عما يكون بها من مساسٍ بهيبة الدولة وأجهزتها».
وختم الصانع البيان بدعوة الجميع إلى «إخلاص النوايا وترك الفُرقَةِ والفتنة، فلقد مَنَّ الله علينا بدولةٍ آمنةٍ مُطمئنة لها علينا حق بل حقوق، لنعمل جميعاً على رِفعَتِها و تطويرها و رُقِيِّها، لا أن نهدمَ مؤسساتها أو نُقَوِّضَ نظامها أو نَمَس وحدتَها الوطنية».