«الراي» رصدت عمالاً ينقبون عن المعادن حصلوا نحو 17 ألف دينار خلال شهرين

أطلال السكراب ... أخطار وأرزاق

1 يناير 1970 10:56 م
• حسين مياه يعمل من الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً من دون راحة ليخرج بـ12 ديناراً

• راضي الأفغاني: المكان خطر جداً فبعضه مشبّع بالزئبق والزيوت المحروقة والأحماض

• المكان مربح لمن ليس لديهم عمل... ومن يريدون زيادة مواردهم يأتون بعد الظهر
مع إطلالة كل صباح ينتشر العشرات من العمال الآسيويين بين أطلال سكراب أمغرة الذي ازيل قبل نحو شهرين للبحث عن بقايا حديد ونحاس ومعادن اخرى لجمعها ومن ثم بيعها كخردة في سكراب الحديد المقابل، وسط أجواء مناخية قاسية تبدأ من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة عصرا.

المنظر الذي يشاهده قاطنو منطقة سعد العبدالله كل يوم استرعى الانتباه لاسيما أن المنقبين عن الحديد كما يصفهم المارة يتوزعون في مجموعات صغيرة تحيط بكل مجموعة سيارة نقل ويتم استخدام المعاول والايدي للتنقيب سواء بالتقاط المعادن وتكسير الكبير منها او عن طريق حفر يصل عمق بعضها إلى مترين.

«الراي» جالت في مكان التنقيب الذي يبلغ قطره نحو ثلاثة كيلومترات مربعة ليسترعي انتباهها تقسيم المنطقة بين المجموعات، فيشغل البنغاليون جزءا من الموقع بينما اجزاء أخرى «خصصت» لباكستانيين وأفغان وهنود، ويسري بينهم العرف بألا يتجاوز فريق مكان الآخر، وإن حدث فالتشابك والعراك وربما يحدث ما لا تحمد عقباه.

وفي الموقع تحدث عمال إلى «الراي» مشيرين إلى ان «المكان الذي يبحث فيه العشرات عن الحديد يدر مبالغ تصل الى مئات الدنانير يوميا وهو ما يشجع كثيرين على العمل نفسه كل صباح»، كاشفين أن «حصيلة الشهرين الماضيين بلغت نحو 17 الف دينار بحسب الاوزان التي بيعت لتجار الخردة والحديد في المنطقة المجاورة».

وفي هذا السياق، يكشف حسين مياه، احد العاملين في الموقع، انه يعمل من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا دون راحة، ليخرج بحصيلة من الحديد يبلغ سعرها نحو 12 دينارا، يبيعها بنفسه إلى التاجر بينما يعمل آخرون لمقاولين يشرفون عليهم في موقع العمل ويعطونهم 7 دنانير كأجرة يومية، لافتا إلى انه يعمل منذ أن ازيل السكراب قبل نحو شهرين في هذه المهنة.

ويضيف مياه «ان اجواء العمل متعبة وشاقة وفيها مشاكل عدة ابرزها المعارك اليومية على المواقع ما بين المتنافسين على استخراج المعادن دونما تدخل يذكر من الامن باستثناء اللجوء الى المارة لفك الاشتباكات»، مشيرا الى ان «بعض المواقع يحتوي على النحاس والالمنيوم وهو ما يعني غلة ثمينة للمنقب، فردا كان او جماعة».

ويقول راضي الافغاني الذي يعمل باستخدام القفازات وهو ما لا ينتهجه الاخرون الذين يعملون بأيديهم المكشوفة «ان المكان خطر جدا فبعضه مشبع بالزئبق والاخر بترســــــــبات الزيوت المحروقة ومــــياه البطاريات الحارقة»، لافتــــــا الى ان «الاصابات في الموقع يومية وكثيرة الا ان المصابين قلما يلجؤون إلى المستشفيات لدواع كثيرة».

ويضيف: «ان المكان مربح جدا خصوصا لمن ليس لديهم عمل كحالته او اولئك الذين يريدون زيادة مواردهم المالية وهؤلاء يأتون الساعة الثانية ظهرا بعد انتهاء اعمالهم وينهون عملهم في الموقع الساعة السادسة والنصف مساء قبل غروب الشمس».

مشاهدات



مشاجرة



فضت «الراي» مشاجرة بين عامل افغاني وبنغاليين بعد ان استنجد العامل بها، مشيرا الى ان «العمال يريدون طرده واصفين إياه بالطالباني»!

امتنان



يقابل العمال بالامتنان ما يقوم به مواطنون من تزويدهم بالمياه والعصير في بعض الاحيان تعاطفاً معهم لقسوة عملهم وتعرضهم لحرارة الشمس الحارقة التي تبلغ في بعض الاحيان نحو 50 درجة.

غياب



لاحظت «الراي» غياباً تاماً للأمن والبلدية عن الموقع رغم خطورة الحدث سواء على العمال أو لطبيعة ما يحدث بينهم من مشاجرات.

«مناجم»



يستخدم بعض العمال الماء لتسهيل عملية التنقيب والبحث عن الحديد والنحاس والالمنيوم على غرار عمال مناجم الذهب!