أكد في افتتاح مؤتمر «صناعة الحلال» أن الشريعة الإسلامية بمرونتها تواكب مستجدات هذا المجال

عادل الفلاح: ضرورة بناء كيان رقابي إسلامي على صناعة الحلال وخدماته

1 يناير 1970 12:03 ص
• التنافس المحموم دفع بعض المصنعين إلى اقحام بعض المحرّمات في منتجات تستهلكها المجتمعات الإسلامية

• ناجي المطيري: حجم صناعة ومنتجات الحلال تجاوز تريليون دولار نصيب السوق الأوروبية منها 66 مليارا للأطعمة فقط

• فريد عمادي: صناعات الحلال تطورت تطوراً هائلاً ما جعل تنظيم مؤتمرات في هذا المجال ضرورة شرعية
أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دكتور عادل الفلاح ضرورة بناء كيان رقابي إسلامي على صناعة الحلال وخدماته، متسلحين بسلاحين مهمين للوصول إلى الهدف المنشود، وهما الإخلاص والصبر.

وقال الفلاح، في كلمة ناب فيها عن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإنابة الشيخ محمد الخالد، في افتتاح مؤتمر الخليج الثالث لصناعة الحلال وخدماته تحت عنوان «مستجدات صناعة الحلال» صباح أمس في فندق الشيراتون، ان الكويت حرصت من خلال مؤسساتها الدينية والعلمية على رعاية المؤتمرات والمنتديات التي تجسد التعاون الوثيق، والترابط المتين بين مؤسسات الدولة وهيئاتها في بناء الأمة وتطوير كيانها، ورعاية حاجات أفرادها، وفق الأسس والأطر التي جاء بها هذا الدين العظيم.

وأضاف «ان هذا المؤتمر جاء لكشف ومعالجة العديد من المشكلات التي تتصل بموضوع صناعة الحلال وخدماته، لا سيما في ظل التسارع الحثيث، والتنافس المحموم في عالم التصنيع الغذائي والدوائي، الأمر الذي جر البعض إلى التهاون في اقحام بعض المحرمات في العديد من المنتجات التي تستهلكها المجتمعات الإسلامية، طلبا للكسب المادي على حساب دين الإنسان وصحته».

وتابع ان هذا المؤتمر جاء بعنوان «مستجدات صناعة الحلال»، ليؤكد أن الشريعة الإسلامية بمرونتها تواكب المستجدات التي تطرأ على صناع الحلال وخدماته، وهي في الوقت نفسه تراقب وتقوم هذه المستجدات وفق قواعد الشريعة وضوابطها الراسخة المتينة، المستمدة من نصوص الوحي المعصوم.

وذكر الفلاح أنه «من هذا المنطلق عليكم أن تدركوا أنكم قد تحملتم أمانة عظيمة، وتكبدتم مشقة البحث والتنقيب عما يحقق للمسلمين الحلال الطيب في شؤون معاشهم، ويجنبهم الخبيث الضار الذي يفسد عليهم دينهم، ويضعف أبدانهم، فالمسلمون ينتظرون سد الثغرات في صناعة الحلال وخدماته، وأن تضعوا الحلول وتوجدوا الوسائل التي تكفل وتضمن تكامل وجودة صناعة الحلال، وأن تنتقلوا بالطرح من حال التنظير إلى حال التطبيق والتنفيذ، من خلال تفعيل التوصيات التي خرجت وتخرج بها مثل هذه المؤتمرات».

وأضاف «ولا يسعني في هذه المناسبة المباركة إلا أن أتوجه إلى علمائنا الكرام، وضيوفنا الأعزاء، الذين تجشموا مشاق السفر، ولبوا الدعوة لحضور هذا المؤتمر وكما أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى جميع اللجان العاملة على تنظيم فعاليات هذا المؤتمر، لما بذلوه من جهود علمية وتنظيمية والشكر موصول إلى معهد الكويت للأبحاث العلمية على تعاونه المثمر والبناء وإلى المؤسسات الصحافية والإعلامية على جهودها في نقل وقائع هذا المؤتمر وفعالياته».

ومن جانبه، قال مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري إن «منتجات الحلال في عصرنا الحالي باتت تأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام، حتى بلغ حجم صناعة ومنتجات الحلال أكثر من تريليون دولار أميركي، يبلغ نصيب السوق الأوروبية منها 66 مليار دولار تخص فقط الأطعمة الحلال دون المنتجات الأخرى»ز

وأضاف ان «هذا التداول الكبير في صناعة الحلال ومنتجاته يفتح المجال واسعا أمام استثمار نوعي، وهو ما يتطلب أيضا عناية أكبر بآليات الارتقاء بهذه الصناعة لزيادة تنافسيتها للمنتجات المثيلة الأخرى، وإيجاد صيغة عالمية عبر اتفاقيات دولية لتسهيل مرور هذه المنتجات عبر الدول الأعضاء وتداولها بموجب أسس ومعايير ثابتة غير مختلف عليها حسب الرأي الشرعي والفقهي، ويتطلب ذلك ايضا إيلاء البحث العلمي أهمية قصوى ليساهم في توحيد الأسس والمعايير ويقدم النتائج العلمية المرتبطة بصناعة الحلال».

وتابع «يسرني في هذا السياق أن أعلن أمام جمعكم الكريم أن معهد الكويت للأبحاث العلمية قد أدخل أبحاث الحلال ضمن برنامج الغذاء والانتاج العذائي، باعتبار أن هذه الصناعة مرتبطة بجودة الغذاء وصحة الإنسان وسوف يجري المعهد عددا من البحوث والدراسات العلمية المرتبطة بصناعة الحلال ووضع نتائجها في متناول القطاعات المستفيدة. كما أن مشاركة المعهد في هذا المؤتمر خلال دوراته الثلاث وورش العمل المتعلقة بها وكذلك مشاركته في عدد من الاجتماعات الدولية والإقليمية المتخصصة إنما تؤكد على اهتمامه بوضع معايير الحلال واستشراف مستقبل صناعته».

ومن جانبه، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساعد للشؤون الإدارية والمالية، ونائب رئيس اللجنة العليا لمؤتمر الخليج الثالث لصناعة الحلال وخدماته المهندس فريد العمادي، «إن من سعادتي أن أشارككم في هذا المؤتمر العلمي الهام، انطلاقا من سياسة الوزارة في توسيع اهتماماتها وأنشطتها الدينية والدعوية لتخرج عن الدائرة التقليدية المعهودة فوزارة الأوقاف حريصة كل الحرص منذ سنوات على المشاركة في جميع الفعاليات الدينية والاجتماعية والعلمية، وما هذا المؤتمر الذي ترعاه اليوم إلا نموذج من نماذج كثيرة ناجحة ومبدعة، قامت بها الوزارة، وقدمت فيها رؤيتها، وبذلت فيها جهودها، وأعطتها الوقت والدعم والمتابعة الكافية.

وأضاف العمادي في كلمة ناب فيها عن وكيل وزارة الأوقاف: «إن هذا المؤتمر ينعقد بمشاركة معهد الكويت للأبحاث العلمية تحت عنوان (مستجدات صناعة الحلال) يبحث باهتمام وعمق عدة قضايا مهمة، مثل: التأصيل الشرعي لصناعة الحلال وخدماته، والمستجدات في القوانين المنظمة لصناعة الحلال، والحلال من منظور صحي، وعمليات التصديق على منتجات الحلال، والاستثمار في صناعة الحلال».

وبين العمادي «إن هذه المحاور الرئيسية للمؤتمر تعطي صورة واضحة عن جديته وأهميته، وإذا ضممنا إليها قائمة الأساتذة الكرام من الدكاترة والعلماء والباحثين والمختصين الذين يقدمون لهذه القضايا المهمة عصارة جهدهم، وصافي أفكارهم، وصادق طروحاتهم في هذا المجال، حتى باتت البهجة والسرور تدخلان على قلوبنا وقلوب كافة المسلمين، الذين يعتبرون قيمة الحلال والحصول عليها وحمايتها من الاختلاط بغيرها همهم الأول وشغلهم الشاغل».

وقال «إن الصناعات المتعلقة بمسائل الحلال تطورت تطورا هائلا، مما جعل قيام هذه المؤتمرات في هذا المجال ضرورة شرعية، لوضع القوانين الضابطة، وإيجاد البدائل والحلول الشرعية، وتقريب النظرات الفقهية، ومعرفة مدى تطابق الأوضاع الحالية مع المعايير الشرعية والقوانين الفقهية».

وأضاف أن هذا المؤتمر، ووصوله إلى قرارات سديدة وتوصيات رشيدة، نجاح للجانب الشرعي والجانب الصحي، وهو نجاح كذلك على صعيد خدمة وصناعة الحلال، في الأسواق المحلية والعالمية، ما يساعد على ضمان جودة المنتج بصورة متكاملة وفق معايير الحلال الشرعية المتفق عليها، كما يساعد على زرع الثقة المتبادلة بين المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.

وأوضح العمادي ومن أجل ما تقدم، لا بد من الوقوف والتأمل، بعد المؤتمر الأول لصناعة الحلال الذي عقد عام 2011م، ثم ورشة الخليج الأولى عام 2012م، ثم المؤتمر الثاني الذي عقد عام 2013م، على كل ما يعيق حركة النمو في صناعة الحلال وخدماته، ومعالجتها معالجة حقيقية حتى تسير عجلة الأمور نحو تطبيق ما تتمخض عنه هذه المؤتمرات من توصيات، وإيجاد أفضل السبل لتفعيلها وتنميتها.

مهارات التدقيق على النقاط الحرجة في صناعة الحلال



نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدورة الرابعة تحت عنوان «مهارات التدقيق على النقاط الحرجة في صناعة الحلال» ضمن فعاليات مؤتمر الخليج الثالث لصناعة الحلال والتي استهلها مدير إدارة الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تركي المطيري بقوله «ان الحضارة الإسلامية المعاصرة تقف على مفترق طرق التسابق بين الحضارات المؤثرة في مسارات العالم؛ لرفع مستوى النهضة التي وصلت إليها الأمم في مشارق الأرض ومغاربها؛ ذلك أن القدرة على الإنتاج المتميز الخالي من العيوب والنقائص والأخطاء هي جودة العمل، وقمة الجودة هي الإتقان بما يقرب من تمام وكمال الفعل بقدر الإمكان».

وأضاف المطيري «ان الحضارة الإسلامية أكدت على الجودة وإتقان العمل؛ إيمانا منها بأهميتها؛ حيث يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:«إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه». فلذلك ينبغي على الممارس لمراقبة خطوط الإنتاج وصناعة الحلال عامة أن يتمتع بهذه الصفة المهمة».

وتابع إن من أبرز خصال الباحث العلمي تمتعه بالأمانة العلمية، والتي بها يثق الناس بما يحويه من علومٍ فكرية وتقنية، أو نتائج علمية، أو توصيات عملية. وهذه الأمانة تشمل جوانبها الثلاثة؛ وهي: الأمانة في الأخذ، والأمانة في النقل، والأمانة في الطرح، فمتى توافرت هذه الصفات الثلاث في عالـمٍ من العلماء: صح نظره واستدلاله، وقبلت نتائجه وأطروحاته.

وقال المطيري إن الإسلام دعا إلى احتواء الخلاف وعدم تشعبه، ذلك أن كثيرا من المسائل العلمية يمكن أن يقع الخلاف فيها؛ فيكون مراعاة الخلاف؛ بل والخروج منه مستحبا؛ فيخف حينا، ويتأكد حينا آخر.