طلبة الجامعة عن الصداقة بين الجنسين: في كثير من الأحيان... غير متقبّلة

1 يناير 1970 12:42 م
• سارة اسكندراني: علاقة الطالب بالطالبة يجب أن تبقى في حدود الدراسة فقط

• سليمان أبو عبدو: العلاقة يجب أن تنطلق من الأخوة الإنسانية

• عمر الحامد: من يراها بأنها شيء خاطئ ومصدر شبهة وهواجس فهو مشكك في الناس

• علي العيسى: تكوين العلاقات بين الرجل والمرأة لا يجوز شرعاً

• علي نوري: العلاقة مفيدة إذا التزم كلا الطرفين بالأخلاق وكانت هادفة لعمل أو دراسة

• هشام المنصوري: أمر غير مناسب ولا تجوز وتؤدي الى الفتنة والحث على الفحشاء
تفرض طبيعة الحياة الجامعية في أحيان كثيرة ضرورة التواصل بين قطبي المجتمع الطلابي، الشاب والفتاة، هذا التواصل بين الطالب والطالبة في الحرم الجامعي يرتبط أحيانا بنشاط عملي أو أكاديمي كالدراسة وتبادل المعلومات، أو التعاون في تنظيم أنشطة اجتماعية مختلفة، الأمر الذي يزيد من ذلك التواصل بين الشاب والفتاة ليكون تحت عنوان أوسع متمثلا بـ «الصداقة أو الزمالة».

ولم تزل نظرة المجتمع لعلاقة الصداقة بين الطالب والطالبة، في كثير من الأحيان غير متقبلة لها، آخذين في هذه المسألة اعتبارات عدة منها ما يتعلق بالثقافة والعادات والتقاليد التي جبل عليها أفراد مجتمعنا، في المقابل يرى البعض عدم وجود أي إشكالية في زمالة الطالب والطالبة، خصوصا وأن الطلبة في هذه المرحلة العمرية والمستوى الدراسي الذي يتلقونه يفترض أنهم على قدر من المسؤولية والتمييز ما بين الخطأ والصواب، وأنهم قادرون على أن يتعامل كل طرف مع الآخر بكل احترام وأدب، ويكون منشأ الزمالة بينهم لهدف علمي أو عملي وليس أمرا عبثيا.

«الراي» سلطت الضوء على هذه الصداقة بين الطالب والطالبة في ساحة الجامعة... فكانت الآراء التالية:

قالت الطالبة سارة اسكندراني، ان «الصداقة بين الطالب والطالبة أمر لا غبار عليه طالما كان ضمن حدود الاحترام والأدب»، مبينة أن «من إيجابيات الصداقة بين الجنسين المشاركة في تبادل الخبرات في مختلف مناحي الحياة، مع الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة التي يتميز بها كلا الطرفين، فالفتاة تتميز باهتمامها أكثر في المسائل العائلية، مع عاطفيتها، بينما نجد الشاب يهتم بالجانب العملي مع اهتمامه بالتواصل مع مختلف الأفراد في المجتمع، أما سلبيات هذه الصداقة فتكمن في عدم مراقبة مثل هذه العلاقة وتعديها للحدود التي قد تفضي إلى نهايات لا تحمد عقباها».

أما في ما يخص نظرة المجتمع، فترى سارة اسكندراني، أن «المجتمع منقسم في هذه المسألة إلى فريقين، والفريق الأول يؤيد الصداقة البريئة بين الطرفين، والفريق الآخر يمنع أي شيء اسمه صداقة بين الطالب والطالبة، وأحيانا ما يرى الكثيرون أن الصداقة بين الشاب والفتاة قد تسبب تشويها لصورة هذا الشاب او تلك الفتاة أمام الآخرين، وقد تسوء سمعتهما بين المجتمع، وتنتشر عليهم الأقاويل والإشاعات»، مشيرة إلى أهمية أن «نغير هذه النظرة، وأن يكون فينا حسن ظن بالناس دائما»، لافتة في الوقت ذاته الى أن «علاقة الطالب بالطالبة يجب أن تبقى في حدود الدراسة فقط».

من جهته، قال الطالب سليمان أبو عبدو، إن «الصداقة بين الطالب والطالبة قد تنقلب في بعض الحالات إلى نتائج لا تحمد عقباها، وإلى تبني الشباب لثقافات لا ترتبط بمجتمعنا لا من بعيد ولا من قريب، فالأفضل أن تكون مثل هذه العلاقة مقيدة بشكل كبير، ولا يجب أن تقبل الفتاة بمصادقة أي شاب تحت أي عنوان»، مبينا أن «علاقة الصداقة يجب أن تنحصر في الدراسة والعمل فقط، دون أن تتعدى هذه الحدود».

وبين أبو عبدو، أن «العلاقة بين الطالب والطالبة يجب أن تكون أخوية، تنطلق من الأخوة الإنسانية، وتحت هذا العنوان العام من الإنسانية في ظل وجود العقل والأدب والأخلاق، ومثل هذه العلاقة لا تسبب لنا مشاكل».

من جانبه، قال الطالب عمر الحامد، «الصداقة بين الطلاب والطالبات في الجامعة فكرة طيبة لا ضرر منها، ولها فوائدها في النواحي الدراسية والعلمية، وحتى من جانب تبادل المعلومات والثقافات والخبرات، ومن يقول إنه اعتقاد خاطئ ومصدر شبهة وهواجس فهو مشكك في الناس، فطلاب وطالبات الجامعات الآن في مرحلة عمرية ناضجة مهمة، ومسؤولون عن تصرفاتهم مهما كانت صحيحة أم خاطئة، وما تقوم به بعض المؤسسات التعليمية للجنسين في فصل التعليم إنما يزيد من أثر مشكلة الكبت عند الشباب والبنات وتطرقهم إلى التعارف والتقابل السري، وطرق أخرى تؤدي بهم إلى الشعور بالتوتر والارتباك».

واضاف «كما أن في مراحل العمل الأخرى ما بعد الجامعة، لن يشعر كلا الجنسين بالراحة المطلقة في التعامل مع الآخر، خصوصا إن لم تكن لكل منهما صداقة وتعامل خاص من قبل مع الجنس الآخر»، مبينا في الوقت ذاته، انه «لا ضرر من أن تمتد العلاقة في غير الجانب الدراسي، لكن في حدود الالتزام والأدب».

بدوره، يرى الطالب علي العيسى، من ناحية دينية، أن «تكوين العلاقات بين الرجل والمرأة لا يجوز شرعا، فإذا تكونت هذه العلاقة فسيكون هذا ارتكابا للذنب، ولكن من ناحية اجتماعية فإن الناس تعودوا بأن العلاقات الاجتماعية أصبحت شيئا طبيعيا وعادي جدا، وأنها قد تساعد في تطوير الافكار وبناء مجتمع ناجح».

من جانبه، قال الطالب علي نوري، إن «العلاقة بين الطالب والطالبة مفيدة، ولا أجد ان هناك سلبيات من هذه العلاقة إذا التزم كلا الطرفين بالاخلاق وكانت هذه العلاقة هادفة لعمل أو دراسة».

أما الايجابيات التي من الممكن أن يجنيها كلا الطرفين أضاف علي نوري، «الإيجابيات كثيرة منها التبادل الفكري ومناقشة وجهات النظر المختلفة، كما أن ذلك سيساهم في كسر حاجز الخجل بين الطرفين في حال دخولهم إلى سوق العمل، الذي دائما ما يحتاج إلى وجود مرونة في الشخص وقدرته على التعامل مع مختلف المسائل، بمختلف مراتب صعوباتها».

وتابع نوري، «العلاقة بين الطالب والطالبة إذا لم تتجاوز الجامعة وحدود الدراسة فإنها لن تكون شبهة»، مبينا أننا «نعيش في عصر متقدم ومتطور تكنولوجيا والكفاءات البشرية باتت مطلوبة في أماكن عمل مختلفة، وبالتالي فإن فصل الطالبة عن الطالب في مرحلة الدراسة سيولد حاجزا بينهم أثناء العمل في وظائفهم».

واعتبر الطالب رواف الرواف، أن «الصداقة بين الطالب والطالبة ليس شيئا خطأ إذا كانت ضمن إطار من الاحترام والأدب»، مبينا أن من إيجابيات هذه الصداقة يمكن أن نجدها في الجانب الأكاديمي من خلال تبادل المعلومات ومساعدة البعض في الدراسة، كما أن كلا الطرفين لن يجدا أي صعوبة في التعامل مع الطرف الآخر في أثناء العمل».

واستطرد، «أحيانا قد تكون بعض الصداقات مصدر شبهة وهواجس للآخرين، وبالتالي لا يمكننا أن نلوم هؤلاء إذا انعكس ذلك في نظرهم شيء سلبي، وعلى الشاب والفتاة الانتباه لعكس صورة إيجابية للجميع».

وزاد «لا أعتقد أنه يجب أن تقتصر علاقة الطالب بالطالبة على الأمور الدراسية فقط»، مبينا أن «المهم في الموضوع ألا تتجاوز هذه العلاقة حدود الأدب».

من جهته، قال الطالب هشام المنصوري، إن «الصداقة بين الطالب والطالبة أمر غير مناسب، ولا تجوز حتى في الدراسة إلا إذا كانت هناك ضرورة لذلك، لعدم موافقته لديننا الحنيف ولعدم مناسبته لمجتمعنا المحافظ»، مبينا أن «هذا الأمر ليس له أي إيجابيات، بل إن له الكثير من السلبيات، منها الفتنة، والحث على الفحشاء».

وفي ما يخص نظرة المجتمع حول هذا الموضوع، أضاف المنصوري، «نظرة المجتمع قد تختلف من عائلة إلى أخرى، ومن شخص إلى آخر، ولكن سيجمع المحافظون والملتزمون على أن هذا الشيء غير مقبول».