تحقيق / في فترة الاختبارات يشتد الطلب على التغريدات... هروباً من ملل المذاكرة

إدمان الطلبة لـ «تويتر» يقتحم قاعات المحاضرات

1 يناير 1970 01:22 م
• صالح الرشيدي: ألتزم في المذاكرة ولا ألتفت لتقنيات
قد تضيّع وقتي

• آلاء بدران: تصفح المواقع أصبح عادة يصعب الاستغناء عنها

• سمارة شبلي: استخدام وسائل التواصل لساعات طويلة يؤثر سلباً على الصحة

• علي الأشقر: اللجوء إلى «تويتر» لكسر الملل
وروتين الدراسة

• مشاري الرشيدي: أبعد الهاتف عني أثناء المذاكرة حتى أتمكن من التركيز...
حالة من الادمان المفرط تصيب الكثير من طلاب وطالبات الجامعة في استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، متمثلة في «تويتر» وأخواتها، بداية من دخولهم الحرم الجامعي، الى قاعات المحاضرات أمام مرأى ومسمع من الدكتور المحاضر، الأمر الذي بات يشكل أزمة تعليمية تتمثل في عدم استعداد الطالب الجامعي لاستقبال المحاضرة بالشكل المطلوب والاستفادة مما يقدم خلالها، حتى اصبح الطالب في كثير من الأحيان شارد الذهن بين متابعة المحاضرة، ومتابعة ما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبالتالي ضياع ما يقدم خلال المحاضرة هباءً منثورا. ويزداد هذا الادمان أكثر على استخدام هذه التقنيات من قبل الطلبة الجامعيين تحديدا خلال فترة الاختبارات، ولا غرابة من أن تجد الطالب طوال اليوم متواصلا في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وهو في الوقت عينه يشكو من صعوبة المذاكرة وملله من رتابة الوضع الذي يعيشه قبل الدخول للاختبار!، فيقضي الطالب وقته متهكما «متحلطما» عبر ارساله رسائل تعبر عن حالته الدراسية، ويبقى على هذه الحال السلبية جل وقته حتى يبلغ الامتحان ميقاته، ووقت الامتحان يكرم المرء أو يهان!.

ويبرر عدد من الطلبة ممن التقت بهم «الراي» هذا الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة الاختبارات الى حالة الملل الدراسي التي تنتابهم، اذ يرون أن وسائل التواصل الاجتماعي تكون متنفسا وجوا جديدا لهم، وهي أيضا تمثل حاجة نفسية لاسيما ان لم يوجد هناك اهتمام وتشجيع من قبل الآخرين، وفي المقابل يرى البعض أن الافراط منبعه عدم ثقة الطالب بنفسه بسبب صعوبة الامتحان، وبالتالي لا يجد مفرا من تضييع الوقت لايهام نفسه بأنه قد أنجز شيئا... وفي ما يلي المزيد من التفاصيل :

قالت الطالبة حوراء الفضلي، «لا ينكر أحد أهمية وجود شبكات التواصل الاجتماعي في حياتنا، فهي التي تربطنا بالعالم الخارجي من خلال البرامج والتطبيقات، لكن رغم الايجابيات التي حققتها فان سلبياتها باتت أكثر، حيث أصبح الكثير مِنَا مدمنا عليها بصورة واضحة وكأنها جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية».

واضافت، «أما بالنسبة لطلبة الجامعة، فأرى بأن استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي يفيدهم في مجال دراستهم، لكن في أثناء فترة الاختبارات يزيد استخدامهم لها بشكل كبير، وقد يعود سبب هذا الافراط خلال تلك الفترة الى الملل الدراسي، فيتجه الطالب الى استخدام الاجهزة والدخول الى تلك البرامج للترفيه عن النفس، علاوة على محاولتهم تضييع الوقت حتى يمضي بسرعة دون أن ينجز شيء ليشعر متوهما وكأنه أنهى دراسته».

وتابعت، «قد يسعى بعض الطلبة من خلال ادمانهم على وسائل التواصل الاجتماعي الى الهروب من صعوبة الدراسة، ومن ضغط الاختبارات، وأحيانا قد نرى أن الطالب يصاب بشيء من الوحدانية، والشعور بأن هناك من هو بجانبه يشاركه همه خلال فترة الدراسة عبر التواصل من خلال هذه الشبكات».

وزادت، ان «الافراط في استخدام مثل هذه الادوات له سلبياته وأضراره، لكن يبقى على الطالب أن يستغل مثل هذه البرامج في ما يعود عليه بالفائدة، والا فستضيع جهوده هباءً منثوراً».

وقال الطالب صالح الرشيدي، ان «ضغط الامتحانات يلعب دورا كبيرا في نفسية الطالب الجامعي، وبالرغم من ذلك فان هذا لا يمثل مبررا له في أن يقضي جل وقته متصفحا لمواقع التواصل الاجتماعي، وبالنسبة لي أحرص حرصا شديدا على الالتزام أثناء المذاكرة بالتركيز على المادة العلمية من دون الالتفات الى مثل هذه التقنيات التي قد تضيع وقتي».

واعتبرت الطالبة آلاء بدران، أن «من أسباب ادمان الطلبة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو البحث عن كسر حالة الجمود والروتين والتوتر التي تصاحب فترة الامتحانات والتركيز على الدراسة، ففي أجواء مغلقة منعزلة عن العالم الخارجي يلجأ الطالب الى مثل هذه المواقع للتنفيس من خلالها كوقت راحة مستقطع، لتغيير الأجواء الدراسية».

وقالت الآء بدران، «في الواقع أجد أن هذا السلوك صحي، ويمكن من خلاله تجديد النشاط، ويساعد في تحسين نفسية الطالب الدراسية، كما يمكن استغلال هذه المواقع لتبادل المعلومات والاطلاع على أفكار من الممكن أن يستغلها الطالب في الدراسة»، مشيرة الى أن «تصفح هذه المواقع أصبحت عادة يومية واجتماعية يصعب الاستغناء عنها، لكن يجب على الطالب تحديد أوقات لاستخدام مثل هذه المواقع».

وتابعت، «من الممكن أن تكون هذه العادة غير صحية اذا بالغ الطالب بها، وخرج عن نطاق البحث في المجال الدراسي، كما أن الجلوس لاوقات طويلة قد يتسبب في تشتيت الذهن وعدم التركيز واضاعة للوقت، ولسوء الحظ أن وقت الذروة والنشاط لوسائل التواصل يتزامن عادة مع مذاكرة الطلبة ليلا، وبالتالي على الطالب الحذر والانتباه والالتزام بعدم تضييع الوقت».

بدورها، قالت الطالبة سمارة شبلي، «تكثر أسئلة الطلبة خلال فترة الاختبارات، وغالباً ما يكون السبب في ذلك هو ترك الطالب متابعة الدراسة والالتزام بالتحصيل العلمي أثناء الفصل الدراسي، وتراكم كل شيء حتى يدنو موعد الاختبارات لتشكل بذلك حالة طوارئ غير طبيعية في حياة الطالب الجامعي يلجأ فيها الى استخدام مختلف الأساليب من أجل اللحاق بقدر الامكان على مافاته من وقت، وبالتالي نجد أن الطلبة في مثل هذه الأوقات يكثرون من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع طلبة آخرين للمعرفة».

وبينت شبلي، «من وجهة نظري أجد أن هذا السلوك غير صحي، حيث ان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لساعات طويلة أو تحديداً استخدام الهاتف المحمول يؤثر سلباً على الصحة، وتأثيره مباشر على الرأس، فمعظمنا يشعر بالصداع عند استخدام الهاتف لساعات، وهذا سيحد من قدرة الطلبة على التركيز ومتابعة الدراسة للاختبار».

واضافت «خلال فترات الدراسة يكون معظم استخدامي لوسائل التواصل الاجتماعي لحاجتي لبعض الاستفسارات من بعض الزملاء لمواضيع متعلقة بالدراسة، بينما في أوقات فراغي أحتاج للتواصل مع بعض معارفي أو أقربائي فقط».

من جهته، بين الطالب علي الأشقر، أن «اللجوء الى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، لاسيما تويتر، يمكن أن نعزي سببه الى حالة الملل التي قد تعترض الطالب الجامعي أثناء انهماكه في الدراسة طويلا، وبالتالي يجد الطالب في استخدام تويتر مثلا سبيلا في كسر الملل وروتين الدراسة الذي عادة ما يضطر المرء الى أن يكون منعزلا عن العالم الخارجي».

واعتبر الأشقر، أن «مثل هذه الظاهرة تحمل بين طياتها العديد من السلبيات، فهي تؤثر على الشخص وعلى أسلوبه في التعامل مع الناس وعلاقته مع الآخرين، وأيضا من الناحية الصحية سنجد أن الادمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط يؤثرعلى وظائف الجسم ويؤدي الى الأرق».

من جانبها، قالت الطالبة هدى بيطار، «يجب على الطالب أن يكون معتدلا في استخدامه لوسائل التواصل أي بلا افراط ولا تفريط»، مبينة أن «الطالب الجامعي قد يحتاج الى وسائل التواصل الاجتماعي لأخذ قسط من الراحة نظرا لحاجته في الغالب الى الجو الاجتماعي الذي توفره وسائل التواصل الاجتماعي».

وشددت على أهمية تنظيم الوقت بالنسبة للطالب لاسيما في وقت الاختبارات، ليتجنب الوقوع في فخ الادمان وتضييع الوقت، مبينة أن استخدامها الشخصي لوسائل التواصل يقتصر على وقت فراغها، بهدف التواصل مع الأصدقاء، ولمواكبة كل جديد من أنشطة وأخبار على الساحة الجامعية.

وقالت الطالبة مشاري الرشيدي، ان «الطالب الجامعي في غنى عن استخدام مثل هذه التقنيات، فالدراسة الجامعية تتطلب منه وقتا ومجهودا كافيين، وبالتالي من الصعب أن يستخدم الطالب هذه الوسائل الا في حدود ضيقة من حياته اليومية»، مبينة «أعمد دائما على ابعاد الهاتف عني أثناء المذاكرة حتى أتمكن من التركيز بالشكل المطلوب... ويشتغل مخي».

عويد المشعان لـ «الراي»: «تويتر»... توتّر



أوضح أستاذ علم النفس في كلية العلوم الإجتماعية بجامعة الكويت الدكتور عويد المشعان، لـ«الراي» أن «الكثير من الطلبة يسيئون استخدام هذه التقنيات، خصوصا وأنهم لا يميزون بين الوقت المناسب لاستخدامها والوقت غير المناسب»، مبينا أن «مثل هذه التقنيات وجدت لنستخدمها في أوقات معينة ولأهداف نجني منها فائدة، وليست مضيعة للوقت كما يفعل الكثير».

وقال المشعان، «أصبح استخدام تويتر، وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، كثيرا في أثناء فترة المحاضرة، ودائما ما نجد أنفسنا كمحاضرين في واد والطلبة في وادٍ آخر، فهم منهمكون في متابعة تويتر والتغريد من دون الانتباه لما نقدمه من شرح».

واضاف «لو قمنا بعمل مقارنة بين طلبتنا الحاليين وطلبتنا قبل 10 أعوام ماضية، لوجدنا اختلافا جوهريا كبيرا، اذ أن وسائل التواصل الاجتماعية اوجدت لدى الطالب حالة من الاحباط والتوتر والخمول، انعكست عليه سلبيا، ويهتمون بالقدر المناسب لاستقبال المحاضرة».

واستدرك، «رغم أننا نحذر من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء المحاضرة، لكن للأسف فإن البعض خصوصا من الطالبات لا تجد مثل هذه التحذيرات نفعا معهن، حتى يصل الأمر في أحيان كثيرة الى الطرد من المحاضرة»، مبينا أن «هذه العادة قد أثرت على نفسيات الطلبة، وغدا الطالب غير مهتم وليس لديه الاستعداد للدراسة».

وبين المشعان، أن «الطالب الجامعي لو استثمر جزءا من هذا الوقت الذي يقضيه في وسائل التواصل الاجتماعي لكان من اليسير عليه حصد أعلى الدرجات والنجاح بتفوق، لكن المشكلة تكمن في الاستخدام غير المجدي للنفع من مثل هذه الوسائل، رغم أن الهدف منها جاء لكي يستفيد الناس، وتكون وسيلة لحل المشاكل، لاسيما في تواصل الانسان مع الآخرين».

واستغرب المشعان، من بعض الطلبة، «الذين يعزون سبب ادمانهم لوسائل التواصل الى حالة الملل التي قد تصيبهم أثناء الدراسة»، مبينا أن «الأثر السلبي الذي يخلفه الادمان على مثل هذه البرامج، هو أعظم من حالة الملل، فالهاتف يؤثر على خلايا المخ، اذ إن فيه شحنات كهربائية توثر على المدى البعيد في الانسان، وبالتالي نجد أن الهاتف هو الذي يوتر الشخص، والملل يأتي منه، وليس من المذاكرة».

واختتم، «نحن لا نمنع الطلبة من استخدام هذه التقنيات، لكن نريد منهم أن يستخدموها في أوقات معينة ويضعوا لحياتهم أولويات وبشكل دقيق لكي يستطيعوا أن ينجزوا، واذا استطاع الطالب توزيع وقته وتنظيمه لن يصيبه أي ملل أو رتابة، وأنا من خلال هذا المنبر أنصح الطلبة بعدم استخدام هذه التقنيات في الجامعة، الا اذا كان فيها فائدة دراسية».