معركة الرئاسة السورية ... تخاض على الجبهات

1 يناير 1970 01:42 ص
اشتعلت الجبهات المتعددة في سورية من الشمال الى الوسط فالجنوب وكلٌّ له حساباته الخاصة (النظام والمعارضة)، الا ان محورها الأساسي هو الانتخابات الرئاسية السورية، حيث تحاول المعارضة المسلحة فرض وضع حربي في جميع المدن السورية المتفرقة بينما تنهمك القوات النظامية في محاولة السيطرة على المدن الرئيسية لفرض واقع اشبه بستاتيكو يوحي بإمكان انعقاد الانتخابات الرئاسية في موعدها اوائل شهر يونيو المقبل كما أقرّها البرلمان السوري.

وقد أبلغ مصدر في غرفة العمليات المشتركة بين القوات السورية و»حزب الله» الى «الراي» ان «القوات المشتركة تشنّ هجوماً عنيفاً على محور المليحة وسط تقدُّم بطيء نسبياً لأسباب أهمها ان المعارضة حشدت آلاف المسلحين في المنطقة المتاخمة للعاصمة دمشق تتميّز بوجود اراض مفتوحة وبساتين بعيدة عن العمارات السكنية تشكل موقع كمائن ممتاز للمعارضة التي حصنت نفسها منذ سنتين فيها»، مضيفاً ان «كلا الطرفين يستميت بالقتال في هذه المنطقة التي تُعتبر خط الدفاع الأول للغوطة فإذا سقطت سيسهل سقوط دوما وحرستا وجميع الغوطة الشرقية من بعدها».

ويؤكد المصدر ان «من المتوقع انهاء هذه المعركة بفترة ليست بعيدة جداً كي تجرى الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر، الا ان القيادة العسكرية لم تضع سقفاً زمنياً محدداً لها ولعملياتها، آخذة في الاعتبار التمهيد المدفعي واستخدام الطيران الحربي وتَقدُّم المشاة لفتح الثغر لتجنب الخسائر البشرية».

اما على صعيد الشمالي الغربي، فقد اكد المصدر ان «قوات كومندوس بحرية أجرت إنزالا بحريا على شاطئ مدينة سمرا الساحلية واشتبكت مع المسلحين وقطعت تواصلهم مع الحدود التركية من البلدة الحدودية ليبقى لهم معبر كسب الرئيسي الذي يمثل شريان الإمداد لجبهة النصرة والجبهة الإسلامية وأحرار الشام، وهؤلاء هم القوى التي تمثل رأس الحربة في القرية الحدودية التي سيطروا عليها منذ اكثر من شهر»، مضيفاً ان «القوات الخاصة احتلت ايضاً مرتفعات مشرفة على مدينة السمرا وكذلك في جبل تشالما والتلال الاستراتيجية وضربت مدينة كسب والنبعين وقد وضعت نصب عينيها انهاء هذه المعركة بخطى سريعة بعد انهاء السيطرة على المرتفعات جميعها المحيطة بطرق الإمداد الرئيسية والفرعية».

اما على خط معارك حلب، فيقول المصدر القيادي لـ «الراي» ان «المعارك على هذه الجبهة هي كرّ وفرّ بين الطرفين حيث تحاول المعارضة السيطرة على مداخل مدينة حلب من خلال اقتحام مبنى المخابرات الجوية وكذلك التقدم مستعينة بالأنفاق المتعددة الشائكة تحت المدينة وعلى أطرافها، وقد استطاع المسلحون وضع عبوات ناسفة كبيرة جداً في مواقع متعددة تحاول القوات النظامية العثور عليها لتعطيلها، الا ان جبهة النصرة والجبهة الإسلامية تمطران المدينة الآمنة بقصف يوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى بهدف فرض حالة حرب بشكل يومي للايحاء بأن الوضع الحربي المستمر لن يسمح بإجراء انتخابات رئاسية».

وكذك هي الحال في ريف إدلب وريف حماة وعلى جبهة حمص حيث يؤكد المصدر ان «القوات النظامية تتقدم داخل المدينة ومحاورها المتعددة بشكل يومي، وقد حوصرت القوات المسلحة التابعة للمعارضة، والعملية تجري كما هو مخطط لها مع بعض الخروق التي تبادر المعارضة لها بهجوم مضاد او تسلل، فالحرب سجال، الا ان الخطة تقضي بإنهاء المعركة وسيتم ذلك خلال الشهر المقبل».

اما في الجنوب، درعا والقنيطرة، فيؤكد المصدر ان «المسلحين استطاعوا السيطرة على جبل الأحمر القريب من الحدود السورية - الاسرائيلية واحتلاله»، معتبراً ان «الهدف هناك واينما كان على الجبهات المعتددة هدفه الانتخابات وتعطيلها ومحاولة إشعال سورية وإشغال القوات النظامية على محاور عدة لإعطاء رسالة الى العالم والدفع لتأجيل او تعطيل الانتخابات الرئاسية المقبلة».

ارتفاع عدد المرشحين للرئاسة إلى 11



تقدم اربعة مرشحين جدد هم علي محمد ونوس وعزة محمد وجيه الحلاق وطليع صالح ناصر وسميح ميخائيل موسى إلى المحكمة الدستورية العليا في سورية بطلبات ترشح لمنصب الرئاسة، ليرتفع عدد المرشحين الى 11 من بينهم الرئيس بشار الاسد، حسب ما أعلن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام.

وكان مجلس الشعب تلقى من المحكمة الدستورية العليا قبل ذلك إشعارات بتقدم كل من ماهر عبد الحفيظ حجار وحسان النوري وسوسن الحداد وسمير معلا ومحمد فراس رجوح وعبد السلام سلامة والأسد بطلبات الترشح إلى منصب الرئاسة.