أحيت أمسية موسيقية برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
«شهناز بوسليك»... من البلاط العثماني إلى «المتحف الوطني»
| كتب علاء محمود |
1 يناير 1970
01:26 ص
أحيت فرقة «شهناز بوسليك» التركية بقيادة مايسترو «الكمان» أوندر غولفدان أمسية موسيقية من عبق الحضارة العثمانية، مساء أول من أمس على خشبة مسرح «المتحف الوطني» بدعوة ورعاية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وحضور نخبة من متذوقي الموسيقى العثمانية.
فرقة «شهناز بوسليك» التي تضم موسيقيين أكاديميين وآخرين متمرّسين من فرقة «راديو اسطنبول الوطني»، والتي تعمل منذ ستينات القرن الماضي (مكوّنة من خمسة عازفين وخمسة مغنّين بالإضافة إلى المايسترو غولفدان) قدّمت مزجاً ما بين الجيل المعاصر بمختلف أنماطه الفنّية التراثية والموسيقى التركية الكلاسيكية... إذ وقع اختيارهم في تلك الأمسية على مقطوعات موسيقية من إرث خاص جدّاً منتقاة من ألحان موسيقية قامت بتأليفها مجموعة من سيدات البلاط العثماني لتقدّمها إلى الجمهور الكويتي. ومن هؤلاء السيدات ليلى هانم، دل حيات كالفا، نعمت هانم، هاسي تحسين هانم، رفتار كالفا، مهفيش هانم، فايزة إرغين، نفيسير كوكش، نهال إيركوتون، سمهات أوزدنيسيز، نفزات آكاي وملهات بارس.
وعكست مؤلّفات تلك السيدات صورة مفعمة بالحيوية لموسيقى البلاط الملكي والموسيقى الفولكلورية، موضحة مكانة المرأة والدور الذي لعبته هذه الموسيقى في كل مكان من تركيا وخارجها. وكان ذلك واضحاً من تفاعل الحضور الذي صفّق مع كل مقطوعة على الرغم من اختلاف اللغة وصعوبة فهمها لدى البعض.
الأمسية الموسيقية لاقت استحسان الحضور الذي لم يشعر بالملل لحظة واحدة، بدليل أنه بقي جالساً طوال الوقت من دون الخروج من قاعة المسرح منسجماً مع المقطوعات الجماعية والفردية أيضاً حينما استعرض كل عازف مهارته بالعزف على آلته الموسيقية، وكذلك حينما قدّم كل مغن أغنية بمرافقة أعضاء الفرقة عزفاً. والجميل في الأمر كان وجود شاشة عملاقة خلف العازفين لعرض جمال طبيعة تركيا واستعراض التراث التركي، تماشياً مع اللحن والكلمات، وذلك كان مساعداً لعيش الأجواء العثمانية بصورة سمعية بصرية متكاملة.