تحدث عن إشارات إيجابية
قريب من روحاني لـ«الراي»: وساطة إقليمية لتقارب سعودي - إيراني وشيك
| كتب إيليا ج. مغناير |
1 يناير 1970
01:07 ص
• سورية خسرت 30 مليار دولار من عائداتها السنوية
• لا أحد يملك عصا سحرية لإنهاء الحرب وعلينا العمل اليوم قبل الغد من أجل ذلك
ليس لدى ايران ادنى فكرة عن توقيت انتهاء الحرب في سورية بسبب مواصلة الاطراف الداخلية الصراع فيما بينها وكذلك تداخل أدوار الاطراف الاقليمية والدولية على ارض بلاد الشام. فالجمهورية الاسلامية تقر بان التعاون الاقليمي ضرورة ملحة اكثر من التدخل الغربي، الذي لا يريد الانغماس في وحل الحرب الشرق اوسطية، حيث لا غالب بل مغلوبين كثر.
وقال مصدر قريب من الرئيس الايراني حسن روحاني لـ«الراي» ان «ايران لن تتخلى عن الرئيس بشار الاسد ولن تتوانى عن دعمه ما دام يمثل خيار الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع، وعلى هذه القاعدة تبني الجمهورية الاسلامية حلفها مع الدولة السورية من دون ان تتدخل في ما يختص بسيادة الدولة»، موضحاً ان «ما قاله نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان يعني تماماً ان ايران لا تفرض بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة الى ما لا نهاية او الى مدة زمنية معينة لاننا لا نتدخل في شأن سورية الداخلي وليس لنا ان نفرض هذا الرئيس او ذاك او نتخلى عن الشخص بحد ذاته، بل اننا نعتمد على تواصل الدول بعضها ببعض ونقرر دعم هذه الدول عند طلبها او حسب ما تمليه علينا سياستنا الخارجية ومصلحتنا القومية».
ويشرح المصدر القريب من الرئيس روحاني لـ»الراي» ان «ايران تدعم الرئيس الاسد بكل ما تستطيع، خصوصاً في هذا الظرف الحرج الذي تمر به الدولة السورية من نزاع مسلح وتدخل قوى اجنبية وفلتان حدودي من الشمال والشرق والجنوب، وكذلك نقدم الدعم النفطي والمادي والعيني وتقدم الخبرات اللازمة ونستطيع، عندما تضع الحرب اوزارها، المساهمة في أعادة اعمار البلد والتي تخطت عتبة الـ150 مليار يورو لاعادة بناء البنى التحتية ومقومات الدولة الاساسية».
ويؤكد المصدر الايراني ان «سورية تخسر اكثر من 10 مليارات دولار سنوياً من عائداتها النفطية والثروات الوطنية التي تصدرها الى الخارج، وتالياً فإنها خسرت نحو 30 مليار دولار في الاعوام الثلاثة من الحرب من عائدات اساسية، اضافة الى الدمار شبه الشامل الذي لحق بمناطق عدة وضرب قطاع الصناعة والبناء والنفط وغيرها»، مضيفاً ان «إعادة البناء ستحتاج الى جهد وتعاون من دول الجوار والعالم باجمعه لاننا جميعاً نتحمل مسؤولية الشعب السوري ومعاناته في المنطقة وفي العالم ايضاً».
ويقول المصدر ان «هناك اشارات ايجابية تتعلق بالتقارب السعودي - الايراني والذي لن يعود الا بالفائدة على البلدين وعلى المنطقة لازالة الخوف الذي زرع في النفوس منذ 35 عاماً دون ان يعود بالربح لأحد، وقد تعاونت بعض دول الخليج على تقريب وجهات النظر بيننا وبين السعودية دون ان يعني ذلك بان احداً يملك العصا السحرية لازالت الخلافات التي تتعلق بمصالح البلدين وامنهما القومي الذي يتمثل برؤية كل بلد من خلال مصلحته كما يراها هو، وتالياً فان اي تقارب سينعكس ايجاباً اذا ما تم الاتفاق على تنظيم الخلاف والتعامل معه من وجهة نظر عامة شاملة وليس بأفق ضيق، مع ضرورة الاخذ في الاعتبار مخاوف كل طرف».
وبحسب رأي المصدر فان «الازمة في سورية لن تنتهي هذه السنة بل ان مسار الحرب سيستمر بالتفاقم وبالانتقال من منطقة الى اخرى، ولهذا فأنه من الضروري ان يكون هناك تعاوناً شاملاً لحل الازمة السورية والبدء بهكذا تعاون من اليوم قبل الغد حتى يتسنى لنا فعل شيء ما لاعادة ملايين المهجرين السوريين الى بلادهم واعادة مهجري الداخل الى منازلهم، اذا بقي لهؤلاء منازل».