مؤلف ومنتج المسلسل الذي عرض في 70 دولة أكد أنه يدعو للتسامح والثقة بالآخرين

نايف المطوّع لـ «الراي»: لن أعارض إن كانت صحيحة ... فتوى تحريم «الأبطال الـ 99»

1 يناير 1970 10:00 م
• المسلسل الكرتوني مشروع بدأته قبل 12 عاماً وعرض قبل عامين ونصف العام

• وصفوني بالملحد والصهيوني لأن باراك أوباما كرّمني

• قناعتي أنّ هناك من قام بتزوير توقيع مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ

• التكلفة الإنتاجية وصلت إلى 10 ملايين دينار بتمويل من شركات إسلامية

• لم أشاهد أو أتسلّم أوراقاً رسمية بالفتوى واقتصر الأمر على المنشور في «تويتر»

• متفائل بأنّ ما حصل مجرد سوء تفاهم فهذه ليست أول مشكلة

• لو كان ما أقدمه مسيئاً لمنعت أولادي من مشاهدته
قبل أيام؛ تداولت وسائل التواصل وبعض المواقع الإخبارية فتوى عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية بتحريم عرض الجزء الثاني من المسلسل الكرتوني «الأبطال الـ99» للمؤلف والمنتج الكويتي الدكتور نايف المطوع، رغم تقديم جزئه الأول على قناة «mbc3».

ورد المطوع بأنه بدأ في مشروعه قبل 12 عاماً، إلى أن عرض على الشاشة قبل عامين ونصف العام، وهذا ما جعله غير مقتنع بالفتوى الأخيرة حول المسلسل، إلا أنه أكد عدم وقوفه ضد الفتوى إن كانت صحيحة.

«الراي» التقت المطوّع وحاورته لمعرفة وجهة نظره، وعن الدوافع التي دعته لكتابته وانتاجه، وترجمته إلى اكثر من لغة و نشره حول العالم. وفي ما يلي التفاصيل:

• في البداية حدثنا عن المسلسل الكرتوني «الأبطال الـ99»؟

- هو مشروع بدأته قبل 12 عاماً، وأجري معي العديد من المقابلات الصحافية والتلفزيونية حول العالم وتكلمت عنه بشكل موسّع لأنّني «مو خاشّه بالكبت»، وكانت البداية الفعلية قبل سبع سنوات من خلال كتب مصوّرة وزّعت في الأسواق الخليجية بما فيها السوق السعودي، أما عن المسلسل فقد بدأ عرضه قبل عامين ونصف العام على قناة «mbc3» وكذلك على شبكة «OSN» و «مكتوب دوت كوم»، لذلك فإن عرضه ليس أمراً جديداً، وهو ما جعلني غير مقتنع بفتوى منعه وتحريمه، ويجري تداول الفتوى حالياً عبر موقع «تويتر»، وقد رأيتها من قبل عبر تغريدتين فقط، لكن أول من أمس أصبح تداولها بالآلاف، لذلك هناك شيء ما خطأ في الموضوع.

• هل هذه المرّة الاولى التي تتعرض فيها لهذا الموقف؟

- بين الفينة والأخرى تقام ضدّي حملات يحاربونني فيها، من أشخاص لا تعجبهم الأعمال الذي أقدّمها، ودوماً تكون هناك عمليات تزوير لتواقيع تخصّ شيوخ الدين آخرها كان ما تم تداوله عن توقيع باسم الشيخ نبيل العوضي مفادها أنه أصدر فتوى تخص مسلسل الصور المتحركة «الأبطال الـ99»، لكنه نفى ذلك الامر شخصياً بقوله: «لن أبدي رأيي بالمسلسل، وفي الوقت نفسه لست من أطلق الفتوى ولم أوقّّع على شيء».

• وهل أنت معترض على فتوى تحريم عرض المسلسل؟

- إن كان فعلاً مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ هو من أصدر تلك الفتوى إلى جانب ستّة آخرين من أعضاء اللجنة، فلن أكون ضدّها أبداً، وسأكون أول شخص يقف ضدّ عرضه على القنوات.

• هل يعني ذلك أنّ ما تمّ تدواله في «تويتر» صحيح؟

- قد يكون صحيحاً، لكن لا يدخل عقلي أنّ أناساً بمستوى فكر وعلم فضيلة المفتي وأعضاء اللجنة أن يعطوا رأياً في شيء لم يشاهدوه، وهو ما كان جليّاً من خلال الفتوى التي صدرت وتناقلها الكثيرون. لذلك قناعتي أنّ هناك من قام بتزوير توقيع المفتي.

• ما الانجاز الذي حققته من خلال «الأبطال الـ99»؟

- رفعت اسم الاسلام، والكويت أيضاً، واستطعت أن أقدم الصورة الجميلة التي تقف في وجه الصورة النمطية المشوهة المتمثلة بالارهاب والتخلّف، وقد عرض في سبعين دولة حول العالم، تخيّل أنه يعرض على التلفزيون الصيني باللغة الماندينية، وكذلك على التلفزيون الاميركي، والأميركي الجنوبي، وفي أوروبا، أفريقيا، استراليا، باكستان والهند وغيرها من البلدان.

• ما الرسالة التي تريد ايصالها من هذا كلّه؟

- اننا - المسلمين - نشارك قيمنا كل خلق الله، وأنّ هناك متطرفين بيننا مثلما هو موجود في كل الحضارات والديانات، لكنهم لا يمثّلوننا. واستطعت تقديم شيء صغير حيال الأمر، وإن كان هناك من سيقدم عملاً أفضل منيّ فليفعل.

• هل تعرف ما نقطة الجدل التي أثيرت حول المسلسل؟

- نعم، تابعت الأخبار المتعلقة فيه وتوصّلت لقناعة أنها خاطئة، لأن الشخصيات في المسلسل هم بشر، كما أنّ العنوان «الأبطال الـ99» لا يعني وجود 99 شخصية، بل هم فعلياً 35 شخصية حتّى الآن. والأمر الذي لم يفهمه من قام بتلك الإثارة أنهم بفعلتهم منحوا المسلسل شهرة اكثر وهو المطلوب.

• ما سبب جعلها فقط 35 وليس 99؟

- لأنّ بعض الصفات لا يمكن للبشر الاتصاف بها، وهو كلام صرّحت فيه في جريدة «نيويورك تايمز» بتاريخ 22 يناير من العام 2006، لكن البعض يريد اثارة الجدل.

• هل انت مقتنع بمنح شخصيات كرتونية أسماء الله الحسنى؟

- نحن لم نأخذ أسماء الله الحسنى ومنحناها للشخصيات الكرتونية لأنها من دون نقاش أو جدال خاصة بالله وحده، بل أخذنا الصفات مثل الحكمة والكرم التي يمكن للإنسان أن يتّصف بها.

• ما الجهة المنتجة للمسلسل؟

- وصلت التكلفة إلى 10 ملايين دينار، وشركة «تشكيل» الكويتية هي جمعت رأس المال، لكن الدعم جاء من بنك اسلامي سعودي مقرّه البحرين، إضافة إلى شركة «أبراج كابيتل» في دبي، ووجود مساهمين كويتيين بدأوا المشروع معي منهم أشخاص إلى جانب البنك التجاري و«بيان للاستثمار». كما خضع العمل إلى لجنة الشريعة واجازته، وابدت وزارة الاعلام السعودية رضاها عمّا نقّدمه منذ سبع سنوات مضت إلى يومنا الحالي.

• هل تسلّمت قراراً رسمياً بفتوى تحريم المسلسل الكرتوني؟

- لم أشاهد أو أتسلم أي قرار رسمي أو أي أوراق رسمية بالفتوى، واقتصر الأمر على المنشور في موقع «تويتر»، وهو تصريح مأخوذ عن موقع سعودي «سابك» وهي جهة غير رسمية.

• وهل تلقيت اتصالاً من إدارة «mbc» حول منع عرض المسلسل؟

- على الإطلاق، لم أتلقّ اتصالاً من أيّ شخص من المسؤولين في القناة، غير ذلك فإن مدّة عرضه على الـ«mbc3» قد انتهت بعدما انتهت صلاحية الحقوق التي اشتروها، وحالياً تمّ بيع الحقوق كافة لصالح شبكة «OSN».

• هل صحيح أنّه قد تمّ تحويلك إلى النيابة العامة في الكويت بسبب المسلسل؟

- قبل أسبوعين قام المحامي الكويتي دويم المويزري بتقديم بلاغ ضدّي إلى النيابة العامة اتهمني فيه بكتابة المسلسل الكرتوني (الأبطال الـ99)، وأنّ كل حلقة من حلقاته تحمل صفة من صفات الله عزّ وجلّ، وأن البطل فيها يحمل تلك الصفة ويتمتع بها، وهي تعتبر خارقة لصفات البشر ومتفوقة على أي كائن في صفاته التي يحملها بناء على اسمه المستوحى من صفات الخالق عزّ وجلّ، لكن إلى الآن لم يتم استدعائي إلى النيابة العامة، ولم يكلمني أحد.

• هل عرفت فحوى الدعوى المرفوعة ضدّك؟

- الأخ المحامي المويزري في كتابه الذي قدّمه ضدّي إلى النيابة العامة قال: «يجب إيقاف المسلسل قبل عرضه على شاشة (mbc3) في شهر رمضان». فكيف سيحصل ذلك والمسلسل يعرض منذ عامين ونصف العام؟ ويعني ذلك بأنّ المعلومات التي تستخدم قديمة، وهو ما يثير الشك والرّيبة، لكن رغم هذا لا أريد التشكيك في نوايا أحد ما، وصدقاً لو كان ما أقدّمه مسيئاً أو مخالفا كنت أول من سيمنع أولادي من مشاهدته.

• من بين الاتهامات التي وجّهت لك أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما يدعمك؟

- جلّ ما في الأمر أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما كرّمني، لأنه رأى أنني أحاول أن أجمع بين الثقافات الاسلامية والغربية من خلال الشخصيات التي وضعتها في المسلسل، ولهذا وصفوني بالانسان الملحد والصهيوني والماسوني، فهل يعقل أننا وصلنا إلى هذه الدرجة؟

• ما عدد أجزاء المسلسل؟

- المسلسل مؤلف من جزأين، وكل جزء يضم 26 حلقة، وتمّ عرض الجزء الاول كاملاً، أما الثاني فسيتم عرضه قريباً، وستتطرق بعض حلقاته عن الكويت.

• ما القضايا التي يطرحها المسلسل بجراءة؟

- التسامح والثقة بالآخرين، والشخصيات تدعو لعدم الحكم على الشخص بناء على دينه، أصله، لونه، شاب أو فتاة، بل على حسب القوة التي يمتلكها، وإن كان سيساعد المجتمع بها بناء على المشكلة الموجودة، وفي النهاية مفهوم القصة الذي أريد إيصاله أننا «كلنا واحد».

• أين تمّ تسجيل الجزأين؟

- في مصر، وباللغة العربية الفصحى. أمّا النسخة الانكليزية فتمّت في كندا، وفي ما يخصّ كتابة البرنامج فكانت في «هوليوود» بأعلى جودة، وبذلك هي أول ملكية فكرية تخرج من العالم الاسلامي وتلفّ العالم.

• هل العوائق ستجعلك تتوقف عن خطواتك؟

- لا، فأنا لست ممن يفقد الامل، ولن يوقفني ما يحصل. بل متفائل جدّاً بأنّ ما حصل مجرد سوء تفاهم لا أكثر، فهذه ليست أول مشكلة تواجهني ولن تكون الأخيرة.

• سبق وأن عرض المسلسل بصورة فيلم سينمائي، حدثنا عنه؟

- صحيح، حمل الفيلم عنوان « 99 بلا حدود» وتم عرضه في نيويورك، كوريا، اسكتلندا، دبي، قطر وكذلك الكويت برعاية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح، وبحضور وزير الاعلام حينها حمد جابر العلي، والذي قال في حقّّ ما شاهده كلام جميل جدّاً.

• وماذا عن الفيلم الآخر الذي يتناول قصّة حياتك؟

- هناك فيلم آخر بعنوان «وان بام اسلام» ويتناول قصّة حياتي وتم عرضه قبل سنتين على التلفزيون الأميركي وشاهده خمسة ملايين شخص، وسيتم عرضه مجدداً خلال الأيام المقبلة.

• هل من جديد تحضّر له؟

- ما زلت في مرحلة التفكير لكتابة عمل جديد بقالب بعيد عن الكرتون.

• هل يقلقك إصدار فتوى بـ «إهدار دمك»؟

- الكلام كثير، وأنا بالنسبة لي سأعمل، وسأجني ثمار تعبي مهما كانت، فأنا شخص عملت بجد ونشاط ودرست ووصلت إلى أعلى المراتب محققاً انجازات عالمية، فهل يعقل أن أكون الشخص المحارب؟

• ما الأنشطة التي تقوم بها دوماً؟

- إلقاء المحاضرات على مستوى العالم حول الأمور الإيجابية الموجودة في ثقافتنا.