سموه أكد في حفل التخرج الموحد للجامعة أن الكويت جديرة بأن تعتلي بسواعدهم المكانة اللائقة بين الأمم
ولي العهد للخرّيجين: أعطوا الكويت من أنفسكم كما أعطتكم واجعلوا الإخلاص والتفاني شعاركم
| كتب ناصر المحيسن |
1 يناير 1970
10:23 ص
• وطنكم يناديكم لتمدّوا إليه أياديكم بالوفاء والبذل والعطاء حتى تشاركوا في بناء نهضته وعلوّ شأنه
• المليفي: جامعة الكويت تهتم بأداء رسالتها في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع
دعا سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد خريجي جامعة الكويت إلى تلبية نداء الوطن، بكل عزيمة وإصرار، وأن يعطوا الكويت من أنفسهم كما أعطتهم، ويجعلوا الإخلاص والتفاني في سبيلها هو شعارهم، واضعين في يقينهم أن وطنهم الغالي، بسواعدهم الفتية وعقولهم المستنيرة، جدير بأن يعتلي المكانة اللائقة به بين الأمم، خفاقة رايته، مرفوعة هامته، في ظل سمو الأمير قائد مسيرتنا، وراعي نهضتنا.
وكان سموه قد شمل برعايته وحضوره حفل التخرج السنوي الموحد لخريجي جامعة الكويت، للدفعة الثالثة والأربعين، للعام الجامعي 2013/2012، والذي أقيم مساء أمس على الإستاد الرياضي بالحرم الجامعي بالشويخ.
وقد وصل موكب سموه، مكان الحفل الساعة 6:30 مساءً، حيث استقبل سموه بكل حفاوة وترحيب من قبل اللجنة العليا للاستقبال برئاسة وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة أحمد المليفي، ومدير جامعة الكويت الدكتور عبداللطيف أحمد البدر، وأمين عام الجامعة الدكتور نبيل اللوغاني، ونواب المدير، والأمناء المساعدين.
وشهد الحفل رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي وسمو الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الأمة بالإنابة مبارك الخرينج، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والوزراء، وكبار الشيوخ، وجمع غفير من أهالي الخريجين والمواطنين.
وبدأ الحفل بالسلام الوطني وتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد كلمة قال فيها:
«لا ريب أن وطنكم، قيادة وحكومة وشعباً، يؤمن إيماناً راسخاً، بأن الشباب هم الحاضر الزاهر، والأمل والرجاء في مستقبل واعد، ولذلك فإنه قد بذل من أجلكم كل ما يملك من جهد، وتعهدكم بأقصى درجات الرعاية والعناية، منذ الطفولة حتى تخرجتم في الجامعة شباباً يافعاً، والآن فإن هذا الوطن المعطاء، يناديكم لتمدوا إليه أياديكم، بالوفاء والبذل والعطاء، حتى تشاركوا في بناء نهضته وعلو شأنه».
وبدوره قال الوزير المليفي: «في مثل هذه المناسبة الكريمة التي تتجدد سنويا بالخير والعطاء في جامعة الكويت، وفي مثل هذا الحفل المبارك، فإنه يطيب لي أن أرحب بسمو ولي العهد لرعايته هذا الحفل السنوي الذي تقيمه الجامعة لخريجيها، وحرص سموه على حضوره ولقائه بأبنائه الخريجين على اختلاف كلياتهم وتباين تخصصاتهم تواصلا معهم بوصفهم شباب الغد وعماد المستقبل، فباسمي وباسم إدارة الجامعة والهيئة التدريسية والعاملين بها، وباسم طلبتها وخريجيها أتوجه بالشكر إلى سموه».
وتابع قائلاً: «إن الجامعة إذ تعتز اليوم بتخريج دفعة جديدة من أبنائها، إنما تعتز أيضا بدعمكم اللا محدود لها، وها نحن اليوم نشاهد ثمرة طيبة أخرى من ثمار غرس الجامعة متمثلة في هذه الدفعة من خريجي وخريجات كليات الجامعة، والتي لم تأل الجامعة جهدا في إعدادهم وتكوينهم وثقل شخصياتهم تربويا وعلميا وثقافيا ومعرفيا، لتدفع بهم إلى قلب الحياة العملية، ليكونوا عدة الوطن التي يدخرها للبناء والتنمية، والذود عن حياضه ورفعة شأنه، فيزداد بهم عزا ومجدا، كما يزدادون به فخرا وانتماءً وولاءً، في هذا العصر الذي أصبحت فيه آفاق الحرية بالنسبة للوطن أو المواطن تقاس بمدى تحرر العقل أمام تحديات العصر ومشكلاته، لتحقق للشعوب تطلعاتها إلى حياة كريمة ومتطورة».
وأضاف المليفي قائلاً: «إن المؤسسات العلمية والتعليمية تهدف إلى تخريج أجيال مؤهلة تربية وتعليما وفكرا وعلما وثقافة، وبقدر ما نوفره لهذه الأجيال من إمكانات النجاح، يزداد الوطن تقدما وازدهارا ورفعة، ولجامعة الكويت جهود طيبة في هذا المجال منذ إنشائها، يظهر في اهتمامها بأداء رسالتها في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وقد وفرت الجامعة لأبنائها الطلبة كافة الوسائل والإمكانيات المادية والمعنوية لتكوين الشخصية المتميزة لشباب هذا الوطن وزودتهم بسلاح العلم والمعرفة، وأصول التقنيات الحديثة، ليتمكنوا من مواجهة الحياة العملية، وشق طريقهم فيها بنجاح».
وزاد: «لقد استطاعت الجامعة أن تتبوأ مكانا مرموقا بين الجامعات الأخرى، وهي تسعى جاهدة للنهوض برسالتها على خير وجه، وبكفاءة عالية لتحقق التقدم والتطور للمجتمع، وتبني أجيالا من الكفاءات والقيادات الفكرية، وفضلا عن أداء دورها في التدريس ورعاية وتشجيع البحوث العلمية والدراسات التدريبية والميدانية التي يحتاجها المجتمع بغية خدمته وتحقيق التقدم والتطور العلمي».
ومن جانبه قال مدير جامعة الكويت الأستاذ الدكتور عبداللطيف البدر: «يسرني ويشرفني أن أرحب بسمو ولي العهد، وأن أتقدم لسموه بخالص الشكر والتقدير على تشريفه للجامعة، وعلى رعايته لهذا الحفل، وتواجده معنا لتكريم أبنائه الخريجين والخريجات، كما يسرني أن نحتفل هذا اليوم لتكريم الخريجين، وللتعبير عن فرحة الهيئة الأكاديمية والعاملين في الجامعة على هذا الإنجاز المتميز، وفرحة اهل الكويت بتأهيل هذه النخبة من الأبناء لخدمة الوطن والإنسانية».
وأضاف قائلاً: «الجامعة تشرف على إكمال نصف القرن بعد سنتين، قدمت خلال هذه الفترة أعمالا متميزة، وإنجازات قيمة للكويت، ويعمل خريجوها اليوم بالكويت وخارجها، وأصبح الكثير منهم في الصدارة عالميا. وبالرغم من كل ذلك يجب أن نتذكر دائما، ونؤكد، أن الجامعة لديها المقدرة والإمكانيات أن تنمو لتكون في الصدارة مع الجامعات العالمية العريقة، وأنتهز هذه المناسبة لأكرر أهمية الأبحاث والدراسات العليا للتعليم الجامعي، حيث يشكل كلاهما العمود الفقري لأي مؤسسة تعليمية، وعمقها الأكاديمي، لذا فإن التركيز على قطاع الأبحاث ومساندته، والاهتمام بكلية الدراسات العليا وبرامج الدكتوراه بها أساسي وحتمي لنشر العلم وجذب العلماء، وهذا من البدهيات الأساسية لرفعة شأن الجامعة وتقوية قاعدتها الأكاديمية».
وبدورها ألقت الخريجة إيمان يحيى الكهيم كلمة الخريجين، والتي قالت فيها: «يسعدني يا سمو ولي العهد اليوم في رحاب جامعتنا الحبيبة أن أنقل لكم تحية عرفان وتقدير على تشريفكم حفلنا هذا لتكريم أبنائكم خريجي جامعة الكويت للعام الجامعي 2012-2013 فالشكر والتقدير إلى سموكم الكريم وإلى رعايتكم الأبوية لشباب الكويت وحضوركم الكريم».
وتابعت قائلة: «نقف اليوم في لحظة من لحظات عمرنا نستذكر فيها سنوات الحياة الجامعية وما بذلنا فيها من جد واجتهاد في طلب العلم والمعرفة برفقة أساتذتنا الأفاضل الذين غمرونا بفيض عنايتهم واهتمامهم بنا لنقف اليوم أمام سموكم الكريم وكلنا أمل في أن نرد جزءا من جميل وطننا الغالي الذي أعطانا بلا حدود ومنحنا ووفر لنا سبل العلم حتى نسهم في تنمية بلدنا الغالي ونشارك في نهضته ومسيرته المباركة في ظل قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه».
وزادت الكهيم قائلة: «وإننا اليوم يا سمو ولي العهد نجدد العهد لوطننا الغالي بأن نقدم كل ما نملك من العلم والمعرفة التي اكتسبناها في رحاب جامعتنا الحبيبة إلى وطننا العزيز وأن نترجم هذا الحب إلى عمل بناء وعزيمة قوية لبناء نهضة وطننا الغالي إن حبنا للكويت سنترجمه إلى أفعال في حياتنا العملية إن شاء الله حتى نسهم في نهضة الكويت ورقيها من أجل أن تكون بلادنا منارة للعلم والعلماء ومقصد للباحثين عن المعرفة والنور».