بيتي توتل لـ «الراي»: أعيد صياغة الآلام ... لأقدّمها آمالاً بلا رتوش
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
1 يناير 1970
11:35 م
كأنما هي وحدها على المسرح رغم وجود الممثل هاغوب ديرغوغاسيان إلى جانبها، وقد استعانت به كي ينطق بضع كلمات متفرقة على مدى ساعة وربع ساعة بما يؤكد أنه ظل رجل وليس رجلاً كاملاً، لكنه رائع في صفة أخرى كونه لا يجد مجالاً للكلام ما دامت هي موجودة لأنها لا تدع مجالاً لأحد كي يفتح فمه حتى لو أراد أن يتثاءب مللاً من كثرة كلامها.
بيتي توتل... هكذا هي في مسرحية «جواز سفر رقم 10452»، التي ملأتها بأفكار مكثفة وعميقة لها ارتباط وثيق بالأحوال العامة في لبنان سياسياً أمنياً وإجتماعياً في عملية مترابطة لا مجال لفصل عناصرها أبداً، مما جعل المسرحية كتلة متراصة تقدّم للمشاهد أزماته بالجملة.
بعد عمليها السابقين «الأربعا بنص الجمعة»، و«آخر بيت بالجميزة»، تقدم بيتي جديدها مسرحية «جواز سفر رقم 10452»، إنها مساحة لبنان رسمياً، (وإن تكن هناك مساحة رابضة تحت نار الإحتلال الإسرائيلي) المفترض أن اللبنانيين يعيشون فوقها في سلام وإطمئنان، لكن ظروف المنطقة المحيطة ليست جيدة لذا تلاطم لبنان رياح مختلفة من حوله تمنع عنه الراحة وتضعه منذ العام 1975 في اتون حروب المنطقة ومشاكلها المستعصية على أي حل. وتقول «بيتي» لـ «الراي»: «هي حرب عبثية عندنا، نحن لا نفهم لماذا الحرب عندنا، أو لماذا نكون مستهدفين، حرب وحسب».
إلا أنها نفت أن يكون في عملها جانب من يأس، «لأن الفنان ينقل الواقع ويترك زاوية تضيء على الحل. الحق علينا أولاً وأخيراً وإذا لم نبادر لن نجد إلا الهاوية طريقاً حتمياً».
أما عن العنوان فتؤكد أنه يؤدي إلى معنيين: مساحة لبنان المقدسة. أو هو الوطن المسافر في نهاية المطاف، «في النهاية أعتقد ان مهمّتي ان أعيد صياغة آلام الناس وأقدّمها لهم آمالاً ومن دون رتوش».
وعن سبب قيامها وحدها بالإنتاج وكتابة النص والبطولة والإخراج؛ ردت: «أنا ابنة المهنة وعندي متعة التواجد في أكثرية مساحة عملي حتى أتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما يجري في العمل».
وحول الفارق بين كونها أستاذة، وتقديمها لمحاضرات للطلبة في برنامج «ستار أكاديمي»؛ قالت: «همّي دائماً توصيل المعلومة الفنية الخالصة إلى الجيل الجديد سواء كانوا تلاميذي أو عملوا معي كزملاء في أعمال مختلفة، لا فارق، في اعتقادي ان الفنان الحقيقي هو الذي يقدّم النصيحة لمَن جاء بعده حتى يعمّ الفكر الفني الوسط بأكمله».
أما عن الهدف من تقديم عائلة مسيحية يحمل ابنها اسم عمر؛ فأوضحت أنها «الوحدة الوطنية المكرّسة وحسب، وفي أن هناك نماذج عدة في هذا السياق».