وثيقة وتاريخ
دع «كان يا ما كان»... واطرب لواقع روائع الحمدان
1 يناير 1970
05:21 ص
الفنطاس واحدة مما كان يسمى قديماً عند أهل الكويت بقرى القصور، وهي القرى التي كانت تبنى بيوتها من دورين أو أكثر، فيراها بعض أهل البادية كأنها قصور بالنسبة إلى بيوتهم التي من شعر.
والفنطاس كلمة عربية بمعنى خزان الماء، وقيل: غير ذلك. ولأهل الفنطاس حق عليّ، وكل بيوتهم خير وفضل، ولعل هذه الأسطر تنشط الأسر الأخرى لبذل الواجب لها، والتعريف بدورهم الكريم وشخصياتهم الفاضلة.
الحمدان وتاريخ في الغوص حافل
أسرة الحمدان من أول الأسر التي استوطنت ما سمي بعد ذلك بالفنطاس، وقد عملوا في الزراعة والغوص، وأسسوا لهم مسجداً ما زال قائماً إلى يومنا هذا، والذي تولى الإمامة والأذان فيه بعض أبناء الأسرة.
ويعود نسب الأسرة إلى حمدان بن حمدان من آل خزيم من آل صبيح من بني خالد.
وكانت أسرة الحمدان تسكن شرق الجزيرة العربية، وبالتحديد عند قصر آل صبيح في البيضاء قرب الجبيل، وهاجرت إلى الكويت في منتصف القرن الثامن عشر، وسكنت قرية الفنطاس التي عمروها، وكانوا قد سكنوا أيضاً المطبة والعاقول في منطقة شرق، وقبل ذلك في بهيته عند كوت ابن عريعر.
وقد أقاموا لهم حصناً لمساكنهم في قرية الفنطاس، ويقع اليوم جنوب مسجد الفنطاس.
وقد خرج من هذه الأسرة الكريمة نواخذة ما زالت سيرتهم العطرة أنيس المجالس، ومن أشهر نواخذة أسرة الحمدان النوخذة الشهير أحمد بن حمدان والذي كان يملك عدداً من الشواعي وسنبوكا يقال له السنبوك الحمداني، وعمل معه كثير من الغاصة من الكويت والخليج، وقد تولى النوخذة أحمد الحمدان إمرة قرية الفنطاس بعد والده حمدان الحمدان.
وممن ركب البحر من أسرة الحمدان النوخذة بو فهد سالم الحمدان، وقد أطلق على أحد مغاصات اللؤلؤ فساقة ابن حمدان، والفساقة: مكان تجمع المحار في البحر. وكان له بيتان، بيت في الفنطاس وبيت في شرق الذي كان له فيه ديوان يقصده وجهاء الكويت، وقد بنيت على بيته في شرق المدرسة الشرقية للبنات.
ومن نواخذة الحمدان ناصر الحمدان الذي حصل على أكبر حصباة يحصل عليها غاصة الفنطاس، وبيعت بعشرين ألف روبية، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.
العم محمد ناصر الحمدان آخر نواخذة الغوص
العم محمد ناصر الحمدان – حفظه الله - من آخر نواخذة أسرة الحمدان والكويت، دخل البحر بعد فترة الكساد، وواجه صعابه، وتعامل مع البحارة والطواويش وعموم التجار من داخل وخارج الكويت، فكان مثالاً للشهامة والكرم ونبل الأخلاق.
وقد عين عضواً في مجلس محافظة الأحمدي، وكان مندوب الحكومة في توزيع الأمــــــــوال على الكويـــتــيين إبّــــــان فترة الغـــزو العــراقي، وما زال على عادته الحميدة في استقبال الضيوف، والمشاركة في المناسبات الوطنية والاجتماعية.
وقد أقر الله عينه بذرية صالحة، منهم د. جاسم محمد الحمدان، ويعتبر من وجهاء الكويت، وممن له حضور في كثير من المحافل. ومنهم النائب الموفق حمود محمد الحمدان، وهو من ذوي الحضور الاجتماعي والسياسي الفاعل.
مقوع حمدان الحمدان
معنى المقوع: مزرعة كبيرة ومكان لتجمع مياه الأمطار يستغل في زراعة القمح وبجانب منه يزرع الشعير.
ولها حدود وهي عبارة عن مَخَد من طين مأخوذ من الأرض نفسها حيث يتم تكويمه على شكل سور ارتفاعه نصف متر، وذلك لحفظ مياه الأمطار عن الخروج من المقوع.
ولأسرة الحمدان أكثر من مقوع، أما أحدهما يسمى مقوع حمدان الحمدان، ومكانه اليوم في قطعة 2 في منطقة الفنطاس.
ويبلغ طول مقوع حمدان الحمدان من الشمال إلى الجنوب (750م)، ومن الشرق إلى الغرب (350م) بمساحة إجمالية قدرها (262500م).
وبعد وفاة حمدان الحمدان، تولى أمره ابنه أحمد ثم قام أبناؤه برعاية المقوع حتى توقفت الزراعة فيه العام 1947م، وذلك لقلة مياه الأمطار والانشغال بأسباب الرزق التي زادت بعد ذلك.
مقوع ناصر الأحمد الحمدان
يقع مقوع ناصر الأحمد الحمدان ضمن قطعة «1» في منطقة الفنطاس.
وبقيت حدوده واضحة المعالم حتى قرابة العام 1957م.
ويبلغ طول مقوع ناصر الحمدان من الشمال إلى الجنوب (500م)، ومن الشرق إلى الغرب (350م)، وذلك بمساحة (175000م).
وكان يقوم برعاية المقوع صاحبه ناصر الحمدان ويساعده ابناه سلمان ومحمد حتى توقفت زراعته العام 1947م، وذلك لقلة مياه الأمطار والانشغال بأسباب الرزق التي زادت بعد ذلك.