«أميركا تحتاجنا وليس العكس»

ديبلوماسي روسي لـ «الراي»: شبه جزيرة القرم ستصبح روسية

1 يناير 1970 02:04 ص
«نأمل ألا نصل الى خيار عسكري في اوكرانيا او خارجها، فهذا الخيار مستبعد ولكنه لم يسحب من الطاولة»، هكذا قال لـ «الراي» ديبلوماسي روسي رفيع في بروكسيل حيث تتحضر المجموعة الاوروبية لمواجهة اصعب حرب باردة على حدودها منذ الحرب اليوغوسلافية عام 1992، «ازمة اوكرانيا».

واوضح المصدر ان «روسيا لا تريد التدخل عسكرياً في اوكرانيا لانها تستطيع التحكم بالوضع بما لديها من حكمة وهدوء، الا انها لن تتنازل لأوروبا الهرمة ولا الى اميركا بما يتعلق بمصالحها القومية الاساسية، ولهذا فلا حاجة للاستنفار ولا للتهويل العسكري، نحن نتطلع للاستفتاء المقرر قبل نهاية هذا الشهر مما سيترك القرار للشعب نفسه ليختار شكل الحكم الذي سيتمتع به في شبه جزيرة القرم، حيث الغالبية العظمى هم من الروس، ولهذا نستطيع التكهن انها ستصبح روسية اذا كانت تلك رغبة العامة، اما بالنسبة للـ45 مليون اوكراني، فاذا ارادت اوروبا تحمل ديون اوكرانيا الـ 75 ملياراً - او بالاحرى الـ 74 ملياراً بما ان الولايات المتحدة قد قدمت ملياراً خلال زيارة وزير الخارجية جون كيري - فهي حرة الا انها لن تجد مكاناً تشق فيه او تدخل منه لتقسيم روسيا».

واضاف المصدر ان «الرئيس (فلاديمير) بوتين كان قد عرض على اوكرانيا 22 مليار دولار مقسمة وفق 15 ملياراً كدين بشروط مريحة جداً و7 مليارات تستخدمها لاحتياجاتها من الطاقة (غاز). الا انه بعد ان قدمت الولايات المتحدة مليار دولار لاوكرانيا خلال زيارة كيري لها للايحاء بان واشنطن مستعدة لتحمل العبء المالي لأوكرانيا، سحب بوتين عرض الـ 22 ملياراً».

ولكن ماذا عن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش؟ قال الديبلوماسي الروسي ان «ما حصل في اوكرانيا هو انقلاب، فحسب الدستور إما يقيل الرئيس البرلمان وإما ينتهي دوره بمماته، ولم يحصل اي من الامرين رغم سلوك الرئيس المالي، فقد قالت اميركا انها أنفقت اكثر من 5 مليارات دولار في اوكرانيا فاين هي ولمن ذهبت هذه الاموال ولماذا لم تطلب الولايات المتحدة تفسيراً لصرفها؟ فالرئيس نفسه هو الذي منع القوات الامنية من حماية نفسها من المتظاهرين المسلحين المرتزقة وهو الذي ترك الامور بيد غير شرعية ولم يتحمل مسؤوليته امام الاحداث الجارية وسمح بالتالي بالانقلاب على الدستور، ولهذا فان روسيا لا تستطيع التنازل في شبه جزيرة القرم لان ارتداداتها ستكون فظيعة في أنحاء روسيا».

وعن تهديد اميركا بالعقوبات وبفرط مجموعة الدول الثماني التي تضم روسيا والدول الصناعية السبع الكبرى، شرح المصدر الديبلوماسي ان «مجموعة الثماني هي مكان للتشاور واللقاء والتباحث بشؤون مختلفة ولم يكن ابداً مكاناً لاتخاذ القرارات، فاذا أغلق هذا النادي بابه يفتح ناد آخر. بماذا يهددون روسيا؟ نحن نتمتع بمساحة جغرافية تمتدّ من المحيط الهادئ الى البلطيق، ومن المحيط الشمالي الى بحر قزوين، وبماذا يحاصروننا وكيف يفرضون عقوبات علينا؟ وهل روسيا تحتاج اميركا او العكس هو الصحيح؟ لن يستطيع احد ان يملي علينا سياستنا او كيف ندير شؤوننا ومناطقنا».